3 آلاف مصري يتظاهرون أمام مبنى التلفزيون احتجاجا على حادث كنيسة الشهيدين

v طالبوا بإقالة محافظ حلوان

TT

تظاهر نحو ثلاثة آلاف مسيحي ومسلم أمام مبنى التلفزيون الحكومي بمنطقة ماسبيرو منذ الليلة قبل الماضية احتجاجا على الحادث الذي أسفر عن حرق الكنيسة، على خلفية حادث كنيسة الشهيدين بقرية «صول» بمركز أطفيح التابع لمحافظة حلوان.

ورفع المتظاهرون لافتات تطالب بتوفير الحماية للمسيحيين والكنائس في مصر، ورددوا هتافات تعكس الوحدة الوطنية، مطالبين الشباب بتشكيل لجان شعبية لحماية الكنائس كما فعلوا خلال ثورة «25 يناير»، وطالبوا بإقالة قدري أبو حسين محافظ حلوان.

وطالب المتظاهرون، الذين انضم إليهم مسلمون، بأن يذيع التلفزيون الحكومي المصري ما حدث للكنيسة بالإضافة إلى مظاهراتهم على قنواته المختلفة، وأعربوا عن غضبهم مما سموه «حالة التجاهل الإعلامي لمطالب المسيحيين».

ودعا المتظاهرون، المسيحيين والمسلمين للتوجه يوم الجمعة المقبل لأداء الصلوات الإسلامية والمسيحية في موقع الكنيسة تأكيدا على روح الوحدة الوطنية التي تسود مصر.

من جهته، قال الأنبا مرقص رئيس لجنة الإعلام بالكنيسة الأرثوذكسية إن الحادث فردي وليس طائفيا، مضيفا لـ«الشرق الأوسط»: «الحادث له خلفيات تعود إلى بناء الكنيسة، عندما قتل الشخص الذي تبرع ببنائها واسمه فخري مسعد عام 2000، ومنذ ذلك الوقت والمنطقة متوترة». وأشار الأنبا مرقص إلى أن البابا شنودة الثالث بابا المسيحيين الأرثوذكس يتابع الحادث أولا بأول خلال وجوده في أميركا حاليا في رحلة علاجية، وطالب بمعاقبة الجاني سواء في حرق الكنيسة أو قتل شخصين مسلمين، وقال «لا بد أن يأخذ القانون مجراه الطبيعي حتى يطمئن الجميع مسلمون ومسيحيون أن الحل قانوني، وليس عرفيا كما كان يفعل النظام السابق، من عناق الشيخ والقس، بينما النفوس ما زالت مشتعلة».

وقال «المحاسبة القانونية للجناة هي الشيء الوحيد الذي سيضمن عدم تكرار ما حدث»، ووجه الشكر للقوات المسلحة لإعلانها أنها ستقوم بإعادة بناء الكنيسة في أسرع وقت، مضيفا «كل الشكر للقوات المسلحة، ونحن نقدر موقفها، ونحن نريد عدم تكرار ما حدث لأن الدولة هي التي تتكفل بإصلاح ما تم إفساده وهذا يمثل عبئا عليها».

ونفى الأنبا مرقص أن يكون هناك اشتعال للفتنة الطائفية مرة أخرى، قائلا «الحادث فردي ويخص منطقة واحدة ومحددة في مصر، هل نسينا أن المسلمين والمسيحيين كانوا يحرسون الكنائس جنبا إلى جنب أيام ثورة 25 يناير، حتى إنه لم تقع حادثة اعتداء واحدة على الكنائس؟.. لا توجد فتنة طائفية في مصر».

وميدانيا، شكلت العائلات الكبرى بالقرية المسيحية والمسلمة مجلسا عرفيا، وتوصلوا إلى اتفاق للتصالح بين الطرفين، واتفقوا على التعاون في إعادة بناء الكنيسة.

وتفقد قدري أبو حسين محافظ حلوان أمس موقع كنيسة الشهيدين واطمأن على استقرار الأوضاع وتوفر الجانب الأمني بالمنطقة وعودة الحياة إلى طبيعتها، كما التقى بالقيادات الدينية بالمنطقة والمشايخ والعمد والحكماء حيث جرى بينهم حوار تم خلاله مناقشة أسباب الحادث واستعراض العلاقات الأخوية الطيبة بين المسلمين والمسيحيين في مصر والتأكيد على أواصر الود بين عنصري الأمة مع الدعوة لعدم السماح لمثل هذه الأحداث بأن تؤثر على مسيرة الشعب المصري وتقدمه.

من جهة أخرى، أطلقت أسقفية الشباب في الكنيسة الأرثوذكسية برئاسة الأنبا موسى، أحد مساعدي البابا شنودة المقربين منه، مبادرة عبر موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» بعنوان «مصر أمنا - معا نبني مصر المستقبل»، تهدف إلى تكاتف الجميع من أجل العمل على تغيير مصر للأفضل. وقال الأنبا موسى عبر «فيس بوك» إن عدد المنضمين للمبادرة بلغ حتى أمس نحو 6 آلاف عضو.

من جهتها، اعتبرت «جبهة الشباب المسيحي» أن وجود ما سمته حالة من التعتيم الإعلامي على حادث كنيسة أطفيح، يبعث برسالة مفادها أن بقايا النظام القديم لا تزال موجودة، حسب ما جاء بالبيان، وطالبت المجلس الأعلى للقوات المسلحة بأن يصدر تعليماته الصريحة والواضحة للتلفزيون لتناول الحادث بصورة موضوعية؛ لوضع الحقيقة أمام الرأي العام، حتى لا تتراكم المشكلات مثلما تراكمت في العهد السابق.

وقال رامي كامل منسق الجبهة «نحن أمام حالة من التعبير عن رفض ما حدث ولسنا في صدد الاعتداء على أحد.. لماذا يصمم التلفزيون المصري على سياسته القديمة، رغم أنه أعلن تحوله تماما عن عهده الماضي؟».

والتقى اللواء طارق المهدي المشرف على اتحاد الإذاعة والتلفزيون، الذي عينه المجلس الأعلى للقوات المسلحة، بعدد من القساوسة الذين قادوا المظاهرة لبحث احتواء رد الفعل المسيحي في لقاء استمر لنحو 90 دقيقة، حيث طلب القساوسة من اللواء المهدي أن يمكنهم الجيش من أداء الصلاة في موقع الكنيسة وهو ما وعدهم بتنفيذه.

وكانت مشاجرة وقعت بالقرية مساء أول من أمس بين مزارع واثنين من أقاربه، وهما تاجرا فاكهة ودواجن، بسبب اعتراض أقارب المزارع (المسلم) على عدم انتقامه من تاجر «مسيحي» بسبب علاقة جمعت بين ابن التاجر المسيحي وابنة المزارع المسلم. وتطورت المشاجرة إلى تبادل لإطلاق النار بين الطرفين، مما أسفر عن وفاة المزارع وتاجر الفاكهة نتيجة إصابتهما بطلقات نارية، وإصابة تاجر الدواجن بطلق ناري في قدمه اليمنى، وعقب انتهاء إجراءات دفن القتلى تجمعت أعداد كبيرة من أهالي القرية، وتوجهوا إلى كنيسة الشهيدين، احتجاجا على علاقة الشاب والفتاة، وقاموا بإتلاف محتوياتها وإشعال النيران فيها.