نبيل العربي.. أكثر من تفاوض مع إسرائيل

وصف حركة الشباب المصري بـ«الثورة البيضاء»

TT

لأكثر من أربعة عقود، شغل السفير نبيل العربي عددا من المناصب الدبلوماسية الرفيعة، قبل أن ينتهي به المطاف في مبنى وزارة الخارجية على نيل القاهرة، حاملا حقيبة السياسة المصرية الخارجية في حكومة الدكتور عصام شرف. عمل العربي مندوبا لمصر لدى الأمم المتحدة، ثم أصبح عضوا في محكمة العدل الدولية، قبل أن يتولى رئاسة مركز التحكيم الدولي، وتم تكليفه في ديسمبر (كانون الأول) 2009 بإعداد الملف المصري القانوني لاستعادة تمثال الملكة نفرتيتي من برلين.

ولد العربي في القاهرة عام 1935، ودرس القانون في كلية الحقوق بجامعة القاهرة وتخرج فيها عام 1955، ثم درس الماجستير في مجال القانون الدولي وحصل عليه من جامعة نيويورك عام 1969، وفي عام 1971 حصل على درجة الدكتوراه في العلوم القضائية من نفس الجامعة. وفي فترة الستينات حصل على دبلوم التعمق في القانون والسياسة الدولية من جامعة روما.

التحق العربي بالسلك الدبلوماسي عام 1956، حيث عمل في سفارات مصر لدى إيطاليا وفرنسا وإسبانيا، ثم سفيرا لمصر لدى الهند عام 1981. ويعد العربي من أكثر المفاوضين المصريين تفاوضا مع إسرائيل، حيث شارك في مفاوضات السلام بين مصر وإسرائيل على مدى 16 عاما متواصلة، وفي مفاوضات كامب ديفيد كان واحدا من خمسة آخرين ضمن الوفد الرسمي المصاحب للرئيس أنور السادات، بصفته مديرا للإدارة القانونية والمعاهدات بوزارة الخارجية، وهو منصب جعل له وضعا متميزا في المفاوضات، لكنه مع ذلك كان لا يحب التحاور مع الإسرائيليين، وعرفت عنه خلال سنوات مفاوضاته معهم صلابته وشدته في المطالبة بحقوق مصر في أراضيها التي يجري حولها التفاوض مع الجانب الإسرائيلي.

وفي عهد الرئيس مبارك، استمر في التفاوض مع إسرائيل، حيث رأس العربي وفد مصر في مفاوضات قضية طابا منذ عام 1985 وحتى 1989، عندما وقع نيابة عن مصر على اتفاق انسحاب إسرائيل من طابا ومن باقي الأراضي التي احتلتها إسرائيل في سيناء.

للسفير العربي رأي أعلنه من قبل في ما يخص معاهدة السلام، فهو يراها تطبيع لأمور ولا تحكم الحياة والمستقبل، ولا يرى الاتفاقية تعطي إسرائيل مزايا خاصة كما يعتقد البعض. كان للرجل ملاحظات على سياسة مصر الخارجية في السنوات الأخيرة، حيث يرى أنها لم تكن تعالج بأسلوب علمي عصري يؤدي إلى اتخاذ القرارات بعد دراسة متأنية لجميع أبعاد المسائل المطروحة بواسطة خبراء متخصصين. وكانت لا تعدو أن تكون ردود فعل للأحداث، وكانت القرارات تتخذ بأسلوب فردي وقد يكون أيضا أحيانا عشوائيا، يتم من دون الدراسة المطلوبة.

أما عن ثورة 25 يناير (كانون الثاني)، فيراها العربي لحظة تاريخية فارقة تحققت على يد الشباب، واصفا إياها بـ«الثورة البيضاء» التي سوف تبقى دائما شعلة مضيئة تنير الطريق لجميع شعوب العالم، وبرأيه أن هذه الثورة أفرزت الكثير من الدروس المهمة التي يلزم دراستها بعناية لسنوات طويلة.

أما كلماته لمرحلة ما بعد الثورة، فيقول عنها «نحن في بداية مرحلة جديدة، يرجو الجميع أن تنعم فيها مصر بحكم رشيد يحقق الديمقراطية السليمة واحترام حقوق الإنسان والمساواة للجميع من دون أي نوع من التفرقة أو التمييز».