جريء وشجاع في اتخاذ القرار، لا ينافق قياداته، دائما يقف بجوار المواطن.. لعل تلك الصفات التي تتوافر في شخصية اللواء منصور عيسوي، هو ما شجع رئيس الوزراء المصري عصام شرف المكلف بتشكيل الحكومة الجديدة؛ أن يقوم باختياره وزيرا للداخلية في المرحلة الحالية، التي تشهد مصر فيها انفلاتا أمنيا وافتقادا للثقة بين المواطن وجهاز الشرطة. عمل اللواء العيسوي بجهاز الشرطة بمديرية أمن القاهرة، وترقى في المناصب الوظيفية حتى عين مفتشا لأمن القاهرة، ثم وكيلا للإدارة، ومن بعدها مديرا لأمن الجيزة، ثم مساعدا لوزير الداخلية لشمال الصعيد ثم وسط الصعيد، ثم مساعدا أول للوزير لأمن القاهرة، وفي عام 1995 عين مساعدا أول للوزير للأمن العام، أما أخر هذه المناصب التي شغلها اللواء العيسوي فكانت منصب محافظ المنيا.
ولد العيسوي في صعيد مصر بمحافظة قنا، ويتمتع بحب أهالي محافظته، كونه يقف دائما بجوار المظلوم، واشتهر عن الرجل تصديه لفساد الكبار في وزارة الداخلية، كما تصدى للفساد بشكل عام عندما تولى محافظ المنيا، الأمر الذي جعله يصطدم مع مسؤولين كبار بالدولة لوقوفه في وجوههم، وعلى الجهة الأخرى يحظى بسمعة طيبة وشعبية واسعة داخل نطاق المحافظة التي يطلق عليها عروس الصعيد.
يرى الرجل أن انسحاب قوات الأمن من الشارع أثناء ثورة 25 يناير وتحديدا بعد أحداث جمعة الغضب يعد انفلاتا أمنيا غير مقبول، ولا بد أن يسأل عنه من قام به وتتم محاسبته. يحمل اللواء العيسوي في حقيبته الوزارية عددا من المهام؛ يأتي على رأسها إعادة الانضباط للشارع المصري واستعادة الأمن فيه، وإعادة الثقة لرجل الشرطة، والسعي إلى تحسين صورة جهاز الشرطة بشكل عام والتأكيد على حسن معاملتهم للمواطنين، مما جعل البعض يطلق عليه «وزير داخلية مصالحة الشعب مع الشرطة»، كما يحمل الرجل مسؤولية ضخمة تتمثل في إعادة تشكيل مهام ومسؤوليات جهاز أمن الدولة، بعد أن أصبح مطلبا من جانب شباب ثورة 25 يناير.
مهام اللواء العيسوي أفصح عنها مباشرة عقب لقائه الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء المكلف بتشكيل الحكومة الجديدة، حيث أشار إلى أنه سيعمل على تقليص جهاز أمن الدولة، بحيث يقتصر دوره على مكافحة الإرهاب فقط فلا يتدخل في شؤون المواطنين واختيارهم للتعيين في الوظائف المختلفة أو غيرها من الأمور الأخرى كما كان متبعا في ظل النظام السابق. قائلا إنه سوف يعمل على تنفيذ هذه المهام فور حلف اليمين أمام المشير محمد حسين طنطاوي، رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة.