الصين تكثف الدعاية ضد الاحتجاجات المناهضة للحكومة.. وتدعو الشعب لحماية «الاستقرار»

قالت إن ما شهدته تونس ومصر وليبيا من حركات «سياسة الشارع» لا يمكن أن ينجح عندها

TT

في إطار مساعيها لتكثيف الدعاية ضد نداءات من مجهولين تدعو إلى مظاهرات سلمية مناهضة للحكومة، قالت وسائل الإعلام الصينية الحكومية ومسؤولون، أمس، إن ما شهدته تونس ومصر وليبيا مؤخرا من حركات «سياسة الشارع» لا يمكن أن ينجح في الصين.

وفي افتتاحيتها، حثت صحيفة «بكين يوث ديلي» الشعب الصيني على «حماية الاستقرار»، من أشخاص داخل وخارج البلاد، «يستخدمون وسائل متنوعة للتحريض على سياسة الشارع».

وقالت الصحيفة عن هؤلاء الذين يدعون إلى «مظاهرات الياسمين» في الصين: «إنهم يستغلون الإنترنت لاختلاق ونشر الأنباء الزائفة، والتحريض على التجمعات غير المشروعة، بهدف جلب فوضى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى الصين».

وكانت صحيفة «بكين ديلي» قد نشرت مقالا مشابها، كما أطلق مسؤول محلي في بكين الرسالة ذاتها في مؤتمر صحافي، أمس.

ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة «شينخوا» عن وانج هوي، مدير إدارة المعلومات في بكين، القول إن من يستخدمون الإنترنت للتحريض على الاحتجاجات، يحاولون «ممارسة ما يعرف بسياسة الشارع». وقال: «ولكن المتعقلين يمكنهم أن يدركوا أنهم يختارون المكان الخاطئ، مثل هذه الأحداث لن تقع في بكين».

واحتشد عشرات الأشخاص، أمس، في شنغهاي، في موقع الاحتجاجات «المتجولة» الأسبوعية المناهضة للحكومة، وأحاط بهم مئات من رجال الشرطة بالملابس الرسمية والمدنية.

وقال صحافي ألماني ومستخدمون لموقع «تويتر» إنهم يعتقدون أن ما لا يقل عن 100 شخص حضروا الاحتجاج السلبي أمام سينما السلام في شنغهاي. وكان المحتجون، الذين لم يعرفوا أنفسهم ضمن جمهور من نحو 400 شخص، تجمعوا عند السينما، حسبما ذكر جانيس فوجيوكاس، مراسل مجلة «شتيرن» الألمانية لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) عبر الهاتف.

وقال فوجيوكاس: «إنه من الصعب للغاية أن نعرف من كانوا بالملابس المدنية (الشرطة) ومن المحتجون في التجمع»، مضيفا أنه شاهد الشرطة وهي تحتجز أحد الأشخاص.

وقال إن الشرطة احتجزته هو أيضا نحو 3 ساعات، واحتجزت ما لا يقل عن 14 صحافيا آخرين في مركز شرطة قريب.

ومن جهته، انتقد جيدو فيسترفيله، وزير الخارجية الألماني احتجاز السلطات الصينية مجددا لصحافيين أجانب، من بينهم صحافي ألماني.

ووصف نائب المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، هذه العملية بـ«المزعجة للغاية».

وفي بيان صدر أمس في برلين، قال زعيم الحزب الديمقراطي الحر، الشريك في الائتلاف الحاكم: «طالبنا الصين أكثر من مرة بضمان حرية التغطية الصحافية بالنسبة لممثلي وسائل الإعلام الألمانية والأجنبية». ورأى الوزير الألماني أن «استمرار منع عمل الصحافيين غير مقبول، ويؤثر على سمعة جمهورية الصين الشعبية لدى الرأي العام العالمي».

وطالب فيسترفيله الحكومة الصينية مجددا بضمان حرية إعداد التقارير الصحافية.

وكان المنظمون المجهولون عبر الإنترنت الذين يدعون إلى «احتجاجات الياسمين» الأسبوعية، التي بدأت في 20 فبراير (شباط) الماضي، قد دعوا إلى احتجاجات مماثلة في عشرات المواقع الأخرى في أنحاء الصين، مثل منطقتي وانجفوجينج وشيدان التجاريتين.