علمت «الشرق الأوسط» من مصادر دبلوماسية مطلعة عن ترجيحات لإثارة تعليق عضوية ليبيا في منظمة المؤتمر الإسلامي، وذلك من قبل مندوبي الدول الأعضاء الذين سيحضرون اجتماعا سيعقد صباح الغد في مقر المنظمة بجدة، يتعلق بمناقشة مستجدات الوضع في ليبيا، وسط تأكيدات بعدم وجود «أي موضوع يتطرق إلى تعليق العضوية أو المشاركة» في أي من الأوراق الخاصة بجدول الاجتماع، بحسب مصدر مطلع في المنظمة.
وتأتي الترجيحات بحسب مراقبين، بناء على خطى سبقتها الجامعة العربية في 22 فبراير (شباط) الماضي، «بتعليق مشاركة ليبيا في اجتماعات الجامعة وجميع مؤسساتها»، إلى جانب تعليق عضويتها في مجلس حقوق الإنسان التابع للمنظمة الدولية في الثاني من مارس (آذار) الأسبوع الماضي، حيال ما تواجهه ليبيا من حالة أمنية تشعبت من احتجاجات وردود أفعال حكومية، دفعت غير المعنيين بالحياة السياسية من مواطنين ليبيين وعمالة أجنبية إلى الهروب، واللجوء إلى كافة أنواع السبل المودية إلى خارج مناطق الخطر، التي لم تنفك بدورها كافة وسائل الإعلام العربية والأجنبية من نقل ومتابعة وتحليل أحداثها.
وكان خالد كعيم، وكيل وزارة الخارجية الليبية، قال يوم السبت الماضي، في مؤتمر صحافي، معلقا على تعليق مشاركة بلاده في الجامعة العربية: «إن ليبيا طلبت من الجامعة إعادة النظر في قرار تعليق مشاركتها في اجتماعات الجامعة».
من جانبها، قالت منظمة المؤتمر الإسلامي في بيان أصدرته أمس: «إن البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلي، الأمين العام للمنظمة، يتابع بقلق بالغ موجة العنف المتصاعدة التي تجتاح، منذ أسابيع، الجماهيرية العربية الليبية، مسفرة عن وقوع خسائر بشرية جسيمة، الأمر الذي أدى إلى تفاقم الوضع الإنساني المتدهور أصلا».
وأضاف البيان: «ناشد الأمين العام للمنظمة مجددا الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي ومنظمات الإغاثة الدولية تقديم المساعدة الضرورية لآلاف اللاجئين الفارين إلى دول الجوار»، مشيرا إلى مشاركة الأمين العام للمنظمة في وقت سابق، في مؤتمر، عبر الفيديو، إلى جانب الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، وممثلين عن عدد من المنظمات الإقليمية الأخرى، تبادل المشاركون خلاله وجهات النظر حول السبل الكفيلة بتوفير المساعدات الإنسانية للاجئين والنازحين على الحدود الليبية، مع كل من تونس ومصر.
ودعت الأمانة العامة للمنظمة إلى عقد اجتماع طارئ للجنة الممثلين الدائمين للدول الأعضاء في المنظمة، يوم غد الثلاثاء، بهدف مناقشة المستجدات التي تشهدها ليبيا، واتخاذ ما يلزم من قرارات بشأن الوضع المتأزم في هذا البلد العضو في المنظمة.