آلاف المصريين يواصلون اعتصامهم بسبب حادث كنيسة الشهيدين

مايكل منير: رئيس الوزراء وعد بنقل مطالبنا

TT

واصل مئات المصريين اعتصامهم أمس أمام مبنى اتحاد الإذاعة والتلفزيون على كورنيش النيل، على الرغم من صدور قرار يوم الأحد من المشير حسين طنطاوي، رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، بإعادة بناء كنيسة «أطفيح» على نفقة الجيش المصري، على أن يتم الانتهاء منها قبل عيد القيامة المجيد (الذي يوافق الأحد 24 أبريل/ نيسان)، وذلك امتدادا لاعتصامهم المفتوح الذي بدأ يوم السبت الماضي من أجل التعبير عن غضبهم من الاعتداء على كنيسة الشهيدين بمحافظة حلوان (جنوب القاهرة) إثر خلاف سببته علاقة عاطفية بين مسيحي ومسلمة.

وطالب المتظاهرون، الذين كثر عددهم، مقارنة بالأيام الماضية بعد أن انضم إليهم أعداد أخرى بينهم عدد من القساوسة والمسلمين، المجلس الأعلى للقوات المسلحة بضرورة صرف تعويضات مالية للمضارين من هذا الحادث وكذلك سرعة بناء الكنيسة، ومحاكمة الجناة والمحرضين على الحادث، رافضين فض الاعتصام قبل تحقيق مطالبهم، وهي المطالب التي دعمها بعض ثوار ميدان التحرير، وقاموا بتوزيع منشور يدعو إلى مليونية غدا (الأربعاء) ضد الفتنة الطائفية.

كانت أعداد كبيرة من المعتصمين قد قرروا المبيت ليل الأحد أمام كورنيش النيل والتجمهر أعلى كوبري 6 أكتوبر وكوبري 15 مايو، مما أعاق حركة مرور السيارات في منطقة وسط القاهرة نتيجة الزحام حتى ساعة متأخرة من الليل. في الوقت الذي أرسل فيه البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقصية، سكرتيره الخاص الأنبا يؤانس، من الولايات المتحدة الأميركية؛ حيث كان يرافق البابا في رحلته العلاجية من أجل متابعة أزمة الكنيسة المحترقة.

وبينما يتواصل الاعتصام أمام مبنى التلفزيون، نجح محافظ حلوان، قدري أبو حسين، في إنهاء اعتصام الأهالي بموقع كنيسة الشهيدين بالقرية ونزع فتيل الفتنة الطائفية، بعد أن حضر حوارا امتد لنحو 4 ساعات استمع خلاله إلى وجهات النظر المختلفة من الحضور، مسيحيين ومسلمين، وعلى الرغم من تبادل الأطراف الشد والجذب، فإن المحافظ نجح في إعادة الأمور إلى نصابها وسط تعهد الأهالي بضمان أمن وسلامة الكنيسة والتبرع لإصلاحها.

من ناحية أخرى، التقى الدكتور عصام شرف، رئيس الوزراء المصري المكلف بتشكيل الحكومة المصرية، في منزله، الناشط المسيحي مايكل منير ووفدا من القيادات المسيحية، لبحث مطالبهم ومناقشتها ومحاولة الوقوف على حل للأزمة.

وقال مايكل منير لـ«الشرق الأوسط»: إن الوفد ضم عددا من الشخصيات، بينهم كامل صالح، عضو المجلس الملي العام للأقباط الأرثوذكس، ونجيب أبادير، والقمص متياس نصر، وسامح عزيز، موضحا أن الوفد قدم لرئيس الحكومة، خلال اللقاء الذي بدأ في نحو الثانية عشرة ليلا واستمر لنحو 3 ساعات، عددا من المطالب التي وصفها بـ«المطالب الوقتية العاجلة»، وهي استرجاع أرض الكنيسة المحترقة وإعادة بنائها، ومحاكمة الذين قاموا بإحراق الكنيسة واقتحامها، وتعويض المسيحيين أصحاب المنازل التي تم إحراقها ونهبها خلال الأحداث، وإطلاق سراح القس متاؤس وهبة، المسجون بسبب اتهامه بتزوير عقود زواج.

وقال منير: إن شرف وعد بنقل المطالب إلى المجلس الأعلى للقوات المسلحة للعمل على تحقيقها بعد أن تؤدي حكومته اليمين الدستورية، موضحا أن الوفد طلب من شرف ترتيب لقاء آخر خلال الأيام المقبلة لبحث جميع المشكلات المتعلقة بالمسيحيين وحوادث العنف الطائفي.

وقال الأنبا بسنتي، أسقف المعصرة وحلوان، لـ«الشرق الأوسط»: إن البابا شنودة كلف الأنبا يؤانس بالتعاون مع الأنبا ثيودثيوس، أسقف الجيزة، بإجراء اتصالات مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة لحل الأزمة.