العلوي المنشق مع 7 آخرين من قائمة علاوي: انسحبت لقبوله بمبادرة بارزاني الكردية

المتحدثة باسم «العراقية» لـ «الشرق الأوسط»: الباب مفتوح لمن يريد الخروج

TT

بينما أعلن حسن العلوي، عضو مجلس النواب عن القائمة العراقية التي يتزعمها الرئيس الأسبق للحكومة العراقية، إياد علاوي، أمس، عن انشقاقه مع سبعة نواب آخرين، قللت ميسون الدملوجي، عضو مجلس النواب عن القائمة والناطقة الرسمية باسمها، من تأثير هذا الانشقاق، وقالت: «إن الباب مفتوح لكل من يريد الخروج من القائمة، وهم أحرار في ذلك». وقال العلوي، الذي أعلن أنه يترأس الآن كتلة برلمانية تتكون من ثمانية نواب، أطلقت على نفسها اسم «العراقية البيضاء»، لـ«الشرق الأوسط»، عبر الهاتف من بغداد، أمس: إن «الأسباب الرئيسية التي دفعتني للخروج من القائمة العراقية هي اعتراضي على إدارة المفاوضات التي سبقت تشكيل الحكومة، حيث خسرت كتلتنا، التي لها 91 مقعدا في البرلمان، لاعتمادها على مبادرة مسعود بارزاني، رئيس إقليم كردستان، ولم يعتمد مبادرتي العربية، أي أنه اعتمد مرجعية كردية وأهمل المرجعية العربية»، مشيرا إلى أن «مبادرة بارزاني حققت مكاسب للأكراد على الرغم من قلة مقاعدهم في البرلمان، واحتفظوا برئاسة الجمهورية ووزارة الخارجية، بينما خسرت العراقية، على الرغم من أنها صاحبة 91 مقعدا في البرلمان، فأنا ألتقي مع الأكراد في كردستان وليس في بغداد». وأكد العلوي أن «رئاسة الجمهورية كانت يجب أن تكون عربية، لأن العراق بلد عربي، وهذا مطلب الدول العربية، وأن اعتراض القادة العرب وتأخير عقد مؤتمر القمة في العراق، لأنهم كانوا يريدون رئيسا عربيا للعراق، ولو عمل علاوي بمبادرتي الهادفة إلى التحالف مع نوري المالكي، رئيس الحكومة وزعيم كتلة دولة القانون، لكانت العراقية قد حصلت على منصب رئاسة الجمهورية ووزارة الخارجية والدفاع، أو الداخلية، مع وزارات أخرى»، وقال: «أنا أفكر بهذه الطريقة باعتباري ليبراليا عروبيا قوميا حتى النخاع، وأريد أن يبقى العراق بلدا عربيا، وأنا عندي مشروع عربي».

وقال العلوي: «كان بإمكان علاوي أن يشكل مع المالكي تحالفا عربيا قويا على غرار التحالف الكردستاني، فبارزاني وجلال طالباني، رئيس الجمهورية، متحالفان على الرغم من أنه كان بينهما عداء واقتتال وحروب ودماء، بينما لا يوجد بين المالكي وعلاوي أي عداء أو قتال»، مشيرا إلى أن «رفض علاوي التحالف مع المالكي أدى إلى تكوين التحالف الوطني الشيعي، وخسرت العراقية منصب رئاسة الجمهورية الذي كنت سأرشح له طارق الهاشمي، لكونه سنيا، إذ لا يمكن أن يكون علاوي رئيسا للجمهورية وهو شيعي، ورئيس الحكومة (المالكي) شيعيا أيضا، ولو كان مشروعي قد تحقق لكنا قد أسسنا عراقا جديدا».

ونفى العلوي أن يكون سبب موقفه هذا وترك العراقية لعدم ترشيحها له لمنصب وزير الثقافة، وقال: «نعم، أنا أردت أن أكون وزيرا للثقافة، لكن اعتراضي على (العراقية) كان بعد الإعلان عن نتائج الانتخابات، عندما اقترحت أن نتحالف مع المالكي»، مشيرا إلى أن «عدم ترشيحي من قبل العراقية لوزارة الثقافة أمر مخل، فكان الأجدر أن يتسلم وزارة الثقافة شخص ليبرالي مثلي، بدلا من أن يتم تسليمها للمحافظين، وعلاوي استبدل حصة العراقية بوزارة العلوم والتكنولوجيا، بدلا من الثقافة نكاية فيّ».

من جهتها، لم تبد الناطقة الرسمية باسم القائمة العراقية أي اهتمام بتصريحات العلوي، وقالت إن «باب القائمة مفتوح لأي عضو بالخروج إذا أراد أن يتنصل من مشروع العراقية الهادف إلى خدمة العراقيين وإحداث التغيير المطلوب»، مشيرة إلى أن «الشعب العراقي انتخب العراقية إيمانا بمشروعنا وبرنامجنا الوطني، وأعضاء القائمة العراقية صوت لهم العراقيون لكونهم في القائمة العراقية، فالناخب صوت لبرنامج العراقية». وأضافت لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من بغداد: «إن قائمتنا لها علم مسبق بموقف من خرج من القائمة، وهم خمسة أعضاء في حركة الوفاق، وهناك عضوان طردتهما القائمة العراقية قبل أسبوعين، وجريدتكم نشرت ذلك، كما أن موقف العلوي معروف من قبلنا، ومعروف أيضا لنا وللعراقيين أسباب اتخاذه هذا الموقف منذ فترة طويلة»، مشددة على أن «القائمة لم تتأثر ولم يتغير مشروعها الوطني الذي نمضي من أجل تحقيقه بكل إصرار، وخروج هؤلاء سيزيد من قوة قائمتنا في الشارع العراقي».

وفي تعليقها على اعتراض العلوي على قبول القائمة العراقية بمبادرة بارزاني، قالت المتحدثة: «إن السيد مسعود بارزاني في المقام الأول هو مواطن عراقي، مثله مثل الدكتور علاوي أو العلوي نفسه أو المالكي، وهو مواطن مخلص لبلده وشعبه، كما أنه سياسي له خبرة طويلة في العمل الوطني، ومبادرته انطلقت من حرصه على العملية السياسية وإنقاذ البلد من أزمة سياسية حقيقية»، مضيفة: «نحن في القائمة العربية، كعرب، ذهبنا إلى الأكراد، أي إلى مبادرة الزعيم الكردي بارزاني، وهذا ليس عيبا، بل هكذا يجب أن يكون التصرف الوطني، بعيدا عن المحاصصات الطائفية والقومية والفئوية، ولا نرى أي مشكلة في ذلك، بل إن مشروعنا الوطني يقوم على أساس الإيمان بكل العراقيين، وقائمتنا تضم العرب والأكراد والتركمان، ومن مختلف المذاهب والأديان».