تجدد الاشتباكات في جنوب السودان.. والقتلى 56 خلال يومين.. وحرق 300 منزل في أبيي

المتحدث باسم جيش الجنوب لـ «الشرق الأوسط»: الخرطوم تقدم الأسلحة والذخيرة إلى الميليشيات المتمردة

TT

جدد جيش جنوب السودان اتهامه للقوات المسلحة السودانية بتقديم الأسلحة لميليشيات خارجة عن حكومة الجنوب، ودفعها لنسف الاستقرار، وينفي الجيش السوداني تلك الاتهامات باستمرار. وأصبح تحقيق الاستقرار في الجنوب مهددا، حيث وقعت اشتباكات بين الجيش الشعبي الجنوبي وميليشيا منشقة عنه، أمس، في مناطق بولاية جونقلي الغنية بالنفط، مما أدى إلى مقتل 56 عنصرا خلال يومين فقط.

وقال المتحدث باسم جيش الجنوب، فيليب أجوير، لـ«الشرق الأوسط» إن اشتباكات حدثت بين قوات من جيش الجنوب، الذي كان يعمل على إعادة انتشاره في مواقع كثيرة في ولاية جونقلي، مع ميليشيا الجنرال المنشق جورج أتور. وأوضح أن الاشتباك وقع في قرية بوشوت، وقال أجوير إن 56 قتيلا على الأقل سقطوا في الاشتباكات، مضيفا: «مقاتلو الميليشيا المتمردة قتلوا اثنين من جنود الجيش الشعبي صباح الأحد، وفي هجوم مضاد للجيش قتل 47 من مقاتلي الميليشيا، وسبعة جنود».

ويتوقع أن ينفصل جنوب السودان عن شماله في التاسع من يوليو (تموز) بعدما صوت أهالي الجنوب بأغلبية ساحقة لإعلان الاستقلال عن شمال السودان، في استفتاء أجري في يناير (كانون الثاني)، بموجب اتفاق السلام الذي أبرم عام 2005، وأنهى حربا أهلية استمرت عقودا من الزمن بين الشمال والجنوب. وكرر أجوير اتهامات بأن الحكومة في شمال السودان تسلح ميليشيات، في محاولة لإثارة الفوضى في الجنوب، وقال إن هناك مؤشرات على تصاعد الهجمات التي تدعمها الخرطوم. وقال إن الاستخبارات العسكرية التابعة للقوات المسلحة السودانية تقف وراء الهجمات، بمد أتور بالأسلحة والذخائر، عبر طائرات تصل باستمرار إلى موقعه في ولاية جونقلي.

وقال: «نعلم بالتفصيل الطائرات التي تصل لموقع أتور، وسبق أن قبضنا على إحداها في العام الماضي، ولكن الخرطوم ما زالت مستمرة في دعمه»، مشددا على أن الجيش الشعبي سيحسم قوات أتور في وقت قريب، وقال: «أتور خرق وقف إطلاق النار، وعليه أن يتحمل مسؤولية ذلك»، معتبرا أن الخرطوم اختارت هذا التوقيت لشن هجوم، بواسطة ميليشيات تتبع لها، لتنسف استقرار الجنوب قبل إعلان استقلاله، وقال: «بماذا تفسر الهجوم المستمر لأربعة أيام في منطقة أبيي على قبيلة دينكا نقوك بواسطة ميليشيا المسيرية المدعومة من القوات المسلحة وهجوم جورج أتور هذه الأيام؟»، مشيرا إلى أن ميليشيا تتبع رئيس الحركة الشعبية، التغيير الديمقراطي، وزير الخارجية الأسبق، الدكتور لام أكول، هاجمت مواقع في مناطق الشلك، وهي القبيلة التي ينحدر منها أكول، لكنه قلل من تأثيرها على في الجنوب. وقال إن الجيش الشعبي استطاع طرد ميليشيا لام أكول من القرى التي قامت بالهجوم عليها في الشلك.

وقال أجوير إن الأسلحة والذخائر التي تستخدمها الميليشيات الجنوبية مصدرها واحد، وأنها تأتي عبر ميناء كوستي النهري الشمالي الواقع جنوب الخرطوم، وأضاف: «بالتأكيد الخرطوم هي المتهم الأول لأنها تقدم الذخيرة والسلاح لتنفيذ مخططها في اللعب باستقرار الجنوب»، وقال إن الشعب السوداني في الشمال بريء من مخططات الحكومة في الخرطوم والمؤتمر الوطني، معتبرا حديث أتور بأنه مستعد لوقف إطلاق النار لا يمكن الوثوق فيه، لكنه دعاه إلى الاتصال بحكومة الجنوب، وقال إن الجيش الشعبي سينفذ تعليمات الحكومة، وأضاف: «حكومة الجنوب سيتعين عليها الموافقة على أي وقف لإطلاق النار».

إلى ذلك، أكدت مجموعة أميركية تراقب منطقة أبيي النفطية المتنازع عليها بين الشمال والجنوب، أمس، أن ميليشيا قريبة من الخرطوم أحرقت 300 منزل في قرية بهذه المنطقة. وقالت منظمة «إيناف بروجيكت» (مشروع كفاية)، التي تعمل ضد حملات الإبادة في بيان، إن «300 مبنى على الأقل في بلدة تجالي أحرقت عمدا»، وذلك استنادا إلى صور التقطت بالأقمار الاصطناعية يوم الأحد. وأضاف البيان أن «نحو ثلثي هذه المباني مبان سكنية»، موضحا أن الصور «تكشف محاولة متعمدة لزعزعة جهود السلام من قبل عناصر مرتبطين بحكومة الخرطوم». وكان الممثل الأميركي، جورج كلوني، وضع مشروع المراقبة بالأقمار الاصطناعية هذا في ديسمبر (كانون الأول) الماضي. وأكد دينغ اروب كول، الذي يتولى إدارة أبيي، أن تجالي تعرضت لهجوم شنه عناصر من قبيلة المسيرية العربية الشمالية والجيش النظامي الشمالي.