البشير في القاهرة اليوم في أول زيارة لرئيس عربي منذ الإطاحة بمبارك

مبادرة سودانية لوقف إطلاق النار بين الأطراف الليبية.. ووفد شعبي يصل للجماهيرية خلال يومين

TT

قالت مصادر سودانية رسمية إن الرئيس عمر البشير سوف يقوم اليوم بأول زيارة للقاهرة، وعقد مباحثات مع رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية، المشير محمد حسين طنطاوي، وكبار المسؤولين هناك.

وقال سفير السودان في القاهرة، الفريق أول ركن، عبد الرحمن سر الختم: «إن زيارة البشير للعاصمة المصرية تأتي تأكيدا لموقف السودان الداعم والمساند للشعب المصري في هذا الظرف التاريخي الذي تمر به مصر»، وكان البشير قد عبر عن ارتياحه للثورة التي أطاحت بالرئيس حسني مبارك، وهي أول زيارة لرئيس عربي منذ اندلاع الثورة المصرية، ويرافق البشير فريق كبير من مساعديه والوزراء، ولم تكشف المصادر تفاصيل زيارة البشير، أو الأجندة التي سيبحثها مع القيادة المصرية الجديدة، لكن الخرطوم سبق أن طلبت من القاهرة إجلاء القوات المصرية من منطقة حلايب المتنازع عليها، وتستبعد مصادر دبلوماسية أن تكون حلايب ضمن الأجندة المهمة، لكن مراقبين ربطوا بين دعم الخرطوم للثوار المصريين وتوتر علاقاتها مع مبارك، والتكهنات بصعود التيارات الإسلامية في مصر.

إلى ذلك، أعلن حزب الأمة السوداني عن مبادرة شعبية من كافة القوى السياسية، حاكمة ومعارضة، لإجراء وساطة بين العقيد الليبي معمر القذافي والمجلس الوطني المؤقت، الذي شكله ثوار الخامس عشر من فبراير (شباط)، وأن الهدف الأول إيقاف إراقة دماء الليبيين، بالاتفاق على وقف إطلاق نار كامل، ومن ثم تقديم رؤية كاملة بعد الاستماع لكافة الأطراف، وتعتبر هي أول مبادرة في المنطقة منذ اندلاع الاحتجاجات في مدن ليبية مختلفة.

وقال نائب رئيس الحزب، فضل الله برمة ناصر لـ«الشرق الأوسط»، إن وفدا شعبيا من القوى السياسية والشعبية السودانية سيصل للجماهيرية الليبية في وقت قريب جدا، لطرح مبادرة سودانية من القوى السياسية لوقف نزيف الدم في ليبيا، وأضاف أن أصحاب المبادرة تلقوا موافقة طرفي النزاع في ليبيا بالتوسط بينهما، وقال إن أصحاب المبادرة أجروا اتصالات مع الحكومة الليبية والمجلس الوطني، وتابع: «هذه مبادرة شعبية سودانية خالصة، وتقف موقف الحياد من أطراف النزاع»، مشيرا إلى أن السودانيين وليبيا لديهما أاواصر العروبة والإسلام وعلاقات الدم والجيرة، وقال: «نتمنى أن ننجح في وقف نزيف الدم المتصاعد يوميا، وعيب علينا أن نرى ذلك ونتفرج».

وقال ناصر إن المبادرة تسعى لوقف إطلاق النار والاستماع إلى الطرفين، وبعدها يمكن للأطراف الليبية أن تتفق على الأجندة التي يمكن أن توصلهم إلى سلام بينهما، وأضاف: «سنترك رؤية الحل لليبيين وحدهم، لكن الأسبقية الآن وقف إراقة الدماء»، مشددا على أن القوى السياسية السودانية تقف إلى جانب حرية وإرادة الشعب الليبي، وقال: «كما نحترم قرارات مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان والرأي العام العالمي»، كاشفا عن أن التحرك السوداني مرتبط مع المؤتمر الإسلامي العالمي، وقال إن المبادرة السودانية سيتم طرحها على الجامعة العربية وكل المنظمات وكل الأطراف التي لديها علاقة مع الشعب الليبي.