«الناتو» يأمر بمراقبة الأجواء الليبية على مدار الساعة.. وأوباما: تسليح المعارضة على الطاولة

الخطيب يلتقي بان غدا والنقاش يتواصل بين بروكسل ونيويورك حول فرض الحظر الجوي

TT

أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما على أن الخيار العسكري ما زال مطروحا للتعامل مع العنف المتصاعد في ليبيا، في حين بدأ حلف الشمال الأطلسي (الناتو) اجتماعات يومية أمس لبحث الخيارات العسكرية هناك. وأعطى مجلس «الناتو» المكون من سفراء أعضائه الـ28 أوامر أمس لطائرات «أواكس» في البحر المتوسط لمراقبة الأراضي الليبية على مدار الساعة. ولفت أوباما إلى دور «الناتو» المحتمل في ليبيا، قائلا إن «الناتو يتشاور حاليا في بروكسل حول عدد كبير من الخيارات المحتملة، بما فيها الخيار العسكري للرد على العنف المتواصل في ليبيا». ومن المرتقب أن يبحث وزراء دفاع «الناتو» تلك الخيارات وقد يتخذون قرارا فيما يخص فرض حظر جوي على ليبيا يوم الخميس المقبل.

وعلق أوباما خلال استقباله رئيسة وزراء أستراليا جوليا غيلارد أن «العنف في ليبيا الذي تقوم به الحكومة في ليبيا غير مقبول.. سنواصل مراقبة العنف هناك». وكرر أوباما تحذيره للقادة الليبيين أمس، قائلا: «أريد أن أرسل رسالة واضحة جدا للمحيطين بالعقيد (معمر) القذافي، الخيار لهم حول تحركاتهم، وسيحاسبون لأي عنف يستمر» في ليبيا. وأوضح الناطق باسم البيت الأبيض جي كارني لاحقا أن هذا الرسالة توجه للقادة الليبيين من خلال «عدد من الاتصالات مع جهات مختلفة» في ليبيا، مشددا على ضرورة أن يستمع القادة المقربون من القذافي للتحذيرات الدولية من تبعات توجيه الهجمات ضد الشعب الليبي. وقال أوباما إنه يرسل «رسالة واضحة إلى الشعب الليبي بأننا سنقف معهم في وجه العنف غير المبرر وقمع المبادئ الديمقراطية».

أوضح كارني أن واشنطن تبحث كل الخيارات الدبلوماسية والعسكرية للتعامل مع الأزمة الليبية. وبينما رفض تأكيد خبر إمكانية تسليح المعارضين للقذافي، اكتفى بالقول: «خيار تزويد المساعدات العسكرية (للمعارضة) على الطاولة لأنه لم يتم سحب أي خيار من الطاولة». ولكنه أضاف أن «إرسال قوات ليس على رأس اللائحة» في درس الخيارات المتاحة.

وهناك تركيز في واشنطن على أهمية التعامل مع الأزمة الليبية في إطار دولي، لكن يبدو أن الإدارة الأميركية تعول على «الناتو» بشكل أكبر الآن. وقال السفير الأميركي لدى الناتو إيفو دالدور في اتصال مع عدد من الصحافيين في واشنطن أمس إن الولايات المتحدة قدمت عددا من القرارات لاجتماع مجلس «الناتو» في بروكسل أمس، وهو الأول في سلسلة اجتماعات يومية عقدها المجلس عن ليبيا أمس، ومن بين المقترحات جعل دوريات طائرات «أواكس» حول ليبيا على مدار 24 ساعة، بعد أن كانت على مدار 10 ساعات فقط في الأيام الماضية. وأوضح دالدور أن الطائرات تراقب الأوضاع في ليبيا «حيث نراقب ما يحدث في هذا الجزء من العالم». ويذكر أن طائرات «أواكس» متواجدة فوق البحر المتوسط ضمن عملية منع القرصنة التي يقوم بها «الناتو» منذ سنوات.

وشرح دالدور أن من بين الخطط التي تضعها قوات «الناتو» تنفيذ «خطط عسكرية منها المساعدة في الإغاثة الإنسانية والإجلاء الجماعي وفرض الحظر على الأسلحة والحظر الجوي.. نحن نركز على دراسة إمكانية (الناتو)» في حال اتخذ قرار سياسي من الدول الأعضاء على التدخل. وفيما يخص احتمال فرض حظر جوي، قال دالدور: «هذا الاحتمال.. وقد طلبنا معلومات حول ما يتطلبه هذا الاحتمال ومن سيشارك فيه وكيف يتم تحقيقه ومدى تأثيره» في حال وافقت الدول الأعضاء عليه. وأضاف أن بحلول الخميس «سنكون قد قمنا بمحادثات معمقة وستكون لدينا كافة المعلومات حول القدرات العسكرية والإنسانية الممكنة»، موضحا «سيكون بإمكاننا اتخاذ قرار بحلول يوم الخميس» حول الإجراءات التي يمكن اتخاذها في ليبيا ولكن ليس بالتأكيد سيتخذ قرارا يومها.

وقال مصدر مسؤول في «الناتو» لـ«الشرق الأوسط» إن «الدول الأعضاء مصدومة من العنف في ليبيا، ونحن نتابع الأوضاع بدقة خاصة أن الأزمة تقع بجوار دولة عضو في الناتو»، في إشارة إلى ليبيا. وأضاف أن هناك تنسيقا وتشاورا بين الدول الأعضاء ستكلل باجتماع وزراء الدفاع يوم الخميس المقبل. ولفتت مصادر دبلوماسية مطلعة إلى أن «الناتو» تعول على تخويل من الأمم المتحدة قبل إمكانية أن يتدخل الحلف في فرض حظر جوي، مشيرة إلى التجربة في البلقان حيث فرض «الناتو» حظر الجو بناء على قرار مجلس الأمن.

وبينما أشارت بعض التقارير الإخبارية إلى أن الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة يعدون مشروع مسودة قرار لفرض الحظر الجوي، أكد مصدر دبلوماسي غربي لدى الأمم المتحدة لـ«الشرق الأوسط» أن الولايات المتحدة غير ضالعة في صياغة نص المسودة في الوقت الراهن. وأضاف المصدر أن «المشاورات جارية» حول احتمال فرض الحظر الجوي وأن الدولتين الأوروبيتين تبحثان «الصياغة الملائمة» في حال تم الاتفاق على تقديم قرار فرض الحظر الجوي. ومن المتوقع أن يكون القرار مبنيا على «ظروف معينة» بدلا من جدول زمني، أي في حال شهدت ليبيا «انتهاكات خارقة» باستخدام طائرات حربية، قد يتم فرضه. إلا أن المصدر الدبلوماسي أكد أن تقديم القرار «ليس وشيكا».

وبعد أن أطلقت الأمم المتحدة حملة لجمع 160 مليون دولار من التبرعات للإغاثة الإنسانية في ليبيا، أعلنت الولايات المتحدة تخصيص 15 مليون دولار إضافية للمنظمات الإنسانية في ليبيا وعلى حدودها. وقال أوباما إن واشنطن تتعاون مع الأمم المتحدة «من أجل ضمان حصول المحتاجين على الدعم وسنكون مستعدين للرد على أي طوارئ إضافية».

وسيكون على مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الخاص لليبيا العمل على التوصل إلى اتفاق مع السلطات الليبية حول تأمين سلامة فرق الإغاثة في ليبيا. وقد أعلن الأمين العام بان كي مون مساء أول من أمس تعيين وزير الخارجية الأردني السابق عبد الإله الخطيب في هذا المنصب الذي يجمع بين تنسيق الرد الطارئ على الاحتياجات الإنسانية في ليبيا، بالإضافة إلى الأبعاد السياسية لما يحدث فيها. وقال نائب الناطق باسم الأمين العام فرحان حق لـ«الشرق الأوسط» إن «الأمين العام قام بمشاورات واسعة مع قيادات دولية منها قادة في الاتحاد الأوروبي ومنظمة المؤتمر الإسلامي والجامعة العربية وأبلغهم برغبته تعيين مبعوث خاص لليبيا». وبينما يلتقي الخطيب ببان يوم غد لتولي مهامه رسميا، أوضح حق أن «الخطيب ينوي التوجه إلى ليبيا» للقاء مسؤولين هناك، بالإضافة إلى «إجراء مشاورات في المنطقة». إلا أن جدول جولته في المنطقة لم يحدد بعد، ومن المرتقب أن يتم الاتفاق عليه خلال زيارته إلى نيويورك.