هيئات الإغاثة الدولية تتوافد على السلوم لتقديم مساعدات للنازحين من ليبيا

عيادات متنقلة لوزارة الصحة المصرية.. وحكايات أطباء عن بشاعة الإصابات

TT

توافدت على معبر السلوم، على الحدود المصرية - الليبية وفود منظمات وهيئات دولية؛ منها المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وهيئة الإغاثة الإسلامية، والاتحاد الأوروبي، ومنظمة المؤتمر الإسلامي وهيئة «Terredes homes» (أرض الرجال) السويسرية. وهي المنظمات التي تبدي القوات المسلحة المصرية تعاونا كبيرا معها وتعمل على تيسير تنقلاتها بشكل كبير.

وتعمل تلك الهيئات على تقديم مساعدات الأغذية والمستلزمات الإنسانية، وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي للعالقين العائدين من ليبيا، إلى جانب تقديم توجيهات أو معلومات أو إرشادات لهم، وتعقد تلك المنظمات والهيئات اجتماعا تنسيقيا يوميا.

وفي حين بدأ عدد المصريين النازحين من ليبيا في التناقص إلى حد كبير (بعد أن بلغ عددهم 153 ألفا و600 مواطن عبر منفذ السلوم أو جوا أو بحرا)، يزداد عدد الأجانب عند المعبر خاصة من بنغلاديش، ومالي، وتشاد، والنيجر، حيث وصل عددهم إلى نحو ستة آلاف شخص، وفقا لتقديرات المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

من جانبها، أقامت وزارة الصحة المصرية عيادات متنقلة لتقديم خدمات طبية في تخصصات الباطنة والأطفال والرمد، وسط غياب ملحوظ لعدد كاف من الأطباء.

وشهد المعبر وصول عائلات كثيرة من السودانيين والغانيين بعد رحلة شاقة عبر الصحراء من مدينة الجفرة (جنوب شرقي ليبيا)، وجاء رحيلهم من ليبيا ليس خوفا من الحرب نفسها، بل من الغياب الأمني الكبير الذي واكب انطلاق المعارك الدامية بين الثوار وقوات القذافي، وقد انطلقت أكثر من حافلة تحمل سودانيين باتجاه أسوان ومنها إلى السودان، رافقها كما هو متبع فرد من القوات المسلحة وآخر يمثل السفارة السودانية بالقاهرة.

من جهته، اعتبر عماد شعبان، الناشط في هيئة «Terre des homes» التي أرسلت ستة من كوادرها للمعبر، أن المشكلة الأكبر في السلوم أصبحت سياسية أكثر منها إنسانية، حيث يتجمع في المعبر ما يقرب من 5 آلاف من رعايا بنغلاديش، عجزت سفارتهم عن توفير رحلات جوية لهم للعودة إلى بلادهم بسبب نقص الإمكانات المتوفرة للسفارة، لذا تعمل الهيئات الدولية على أن توفر لهم الأغذية ومستلزمات إنسانية أخرى يوميا، مشيرا إلى أن السلطات المصرية تحاول جاهدة أن لا يتحول معبر السلوم إلى مخيم للاجئين.

ووفقا للتقرير اليومي لإدارة الشؤون الإنسانية بمنظمة المؤتمر الإسلامي، فإن الكوادر البشرية تعتبر من أهم الأولويات المطلوبة حاليا بعد أن قامت القوافل الإنسانية لمجموعة «مصريون وندعم ثورة ليبيا» بتغطية المدن الشرقية (مساعد - البيضاء - طبرق) بنسبة تخطت 90% من احتياجاتهم الطبية والغذائية.

وأوضح تامر محمد، أحد الأطباء المصريين المشاركين في القافلة، قائلا: «قابلنا حالات مروعة من الجرحى، منهم أشخاص خرجت أحشاؤهم وأمعاؤهم، وآخرون فقئت أعينهم، كما وصل كثير من المصابين من النساء والأطفال».

أما زميله أسامة محمود، فأكد أن معظم الإصابات تكون في مناطق قاتلة كالرأس والصدر والعنق، مضيفا أنه لم ير إصابات بتلك البشاعة من قبل. في حين طالب الأمين العام للجنة الإغاثة بالاستمرار في إرسال المساعدات الإنسانية للمتضررين، مؤكدا أن مخزون المستلزمات الأساسية من الأغذية والأدوية أوشك على النفاد وأنه يكفي لعدة أيام فقط، وذلك بعد أن تقلصت المساعدات بشكل كبير في الأيام الماضية.