حرب إعلامية بين بري والحريري على خلفية حملة «14 آذار» ضد السلاح

فايد لـ«الشرق الأوسط»: لن نسكت بعد اليوم عن سلاح حول وجهته إلى الداخل

سعد الحريري ونبيه بري
TT

اعتبر رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري أن الحملة التي تشنها قوى 14 آذار على السلاح غير الشرعي «هي بكاء على الحكم والسلطة وليس على العدالة»، معتبرا أن «الحملة خرجت على كل الثوابت والضوابط الوطنية». وشدد في الوقت نفسه على «تشكيل الحكومة الجديدة بأسرع وقت ممكن من أجل الانصراف إلى مواجهة الاستحقاقات المقبلة ومعالجة القضايا التي تهم الناس».

وكان رئيس حكومة تصريف الأعمال وزعيم تيار المستقبل سعد الحريري علق على كلام لبري أعلن فيه الأخير أن «تخلي الرئيس سعد الحريري عن معادلة الجيش والشعب والمقاومة لا يسقطها»، فقال: «نحن لم نتخل عن هذه المعادلة والحقيقة أن هناك من يريد لها أن تعلو فوق إرادة الدولة، فنحن مع هذه المعادلة إذا كانت تحت سقف الدولة، ولن نكون معها، إذا افترض البعض، أن الجيش والشعب والدولة هم أدوات في يد أي سلاح». وسأل رئيس حكومة تصريف الأعمال، المتحاملين هذه الأيام على الخطاب السياسي لـ14 آذار، «ألا تشكل الحملة على المحكمة الدولية وذلك الإصرار على تعطيل العدالة الدولية بشأن جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري دعوة مباشرة إلى التحريض وخرق قواعد الإجماع الوطني؟»، وأضاف: «نحن نقول بكل بساطة إن أي تراجع عن الإجماع الوطني بشأن المحكمة لن يلغي المحكمة الدولية، ولن يتمكن من تعطيل مسار العدالة، وحقنا في الدفاع عن هذه القضية حق مشروع لن يخضع للتهويل بعد اليوم».

وخاطب الحريري من يحاول تصوير «رفض السلاح» وكأنه اعتداء على طائفة معينة بالقول: «لقد قلنا ونؤكد اليوم أن موقفنا من غلبة السلاح ينطلق من خلفيات وطنية، ولا يستهدف طائفة بعينها، هم يريدون أن يقلبوا الحقيقة وأن يصوروا حملتنا بأنها تستهدف الطائفة الشيعية، وأنا أقول بكل صدق وصراحة، هذه أكذوبة سياسية بامتياز، لأن حملتنا لا تعني الطائفة الشيعية ودورها ومكانتها، إنما تعني كل الجهات والأحزاب والتنظيمات اللبنانية وغير اللبنانية التي تجعل من السلاح وسيلة للابتزاز الداخلي وللضغط على الحياة الوطنية والسياسية». ورأى أن «الطائفة الشيعية هي أول المتضررين من هيمنة السلاح، وأن العمل الجاري على عسكرة هذه الطائفة الأساسية في حياة لبنان هو عمل يسيء إليها ولدورها في النظام الديمقراطي اللبناني». مؤكدا «النضال لإنجاح مشروع الدولة مهما قويت التحديات وكثرت الصعاب من هنا أو هناك لأنه لا بديل أمام اللبنانيين من قيام الدولة بكل مؤسساتها». وعشية هذه الذكرى التي ينتظر أن يكون لها تأثيرها على المرحلة المقبلة، إن لجهة الحشد الكبير المتوقع أن تغص به ساحة الشهداء في وسط بيروت، أم لجهة الآثار التي قد يتركها شعار «الشعب يريد إسقاط السلاح» الذي يستفز حزب الله بشكل كبير، استوضحت «الشرق الأوسط» عضو المكتب السياسي في تيار المستقبل راشد فايد، عن سبب اختيار هذا الشعار، فأكد أنه «لم يعد مقبولا السكوت بعد اليوم عن سلاح حزب الله غير الشرعي بعدما تخلى عن مواجهة العدو وتحول إلى صدور اللبنانيين، وبات أداة تستخدم في الحياة السياسية اللبنانية»، مشيرا إلى أن «هذا السلاح لم يكن ليطرح للنقاش العلني، لو لم يتدخل في حياة اللبنانيين الداخلية، ويصبح أداة لتغيير المعادلة السياسية».