مصرع 13 مسيحيا وإصابة 110 آخرين في اشتباكات طائفية شرق القاهرة

على خلفية حادث «كنيسة أطفيح»

آلاف المسيحيين واصلوا اعتصامهم وتظاهرهم أمام مبنى التلفزيون الحكومي بمنطقة ماسبيرو المجاورة لمنطقة التحرير أمس (أ.ف.ب)
TT

لقي 13 مسيحيا مصرعهم وأصيب 110 آخرون في اشتباكات وقعت الليلة قبل الماضية بين متظاهرين مسيحيين قطعوا الطرق بمنطقة السيدة عائشة والقلعة والمقطم (شرق القاهرة)، احتجاجا على حرق وهدم كنيسة الشهيدين بقرية صول التابعة لمركز أطفيح بمحافظة حلوان، ومسلمين غاضبين من قطع الطرق، بينما دخل طرف ثالث على خط الاشتباكات هم «البلطجية» الذين باتت ممارساتهم في الشارع المصري مسلسلا معتادا يروي المصريون يوميا آخر حلقاته، بينما واصل آلاف المسيحيين اعتصامهم أمام مبنى التلفزيون الحكومي بمنطقة ماسبيرو المجاورة لميدان التحرير.

وخرج نحو ألفي مسيحي الليلة قبل الماضية، من منطقتي منشية ناصر والمقطم ليقطعوا طريق الأوتوستراد الرئيسي الموصل بين جنوب القاهرة وشمالها، وطريقي صلاح سالم والنصر المؤديين إلى مناطق مدينة نصر ومصر الجديدة (شرق وشمال القاهرة)، قبل أن يتطور الأمر إلى اشتباكات مع مسلمين غاضبين من قطع الطريق، ليفاجأ المسيحيون والمسلمون بطرف ثالث يدخل المعركة، مستهدفا المسيحيين بالرصاص وقنابل المولوتوف.

وقال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط»: إن «المسيحيين والمسلمين تبادلا الرشق بالحجارة والزجاج من كوبري الدويقة ومطلع جبل المقطم وميدان السيدة عائشة، قبل أن يأتي البلطجية، مطلقين النار وقنابل المولوتوف، مستهدفين المسيحيين ليؤججوا الفتنة الطائفية».

وقال عاطف عبد الغني، صاحب محل تجاري بميدان السيدة عائشة لـ«الشرق الأوسط»: «حاولنا كثيرا الاتصال بالأرقام التي خصصها الجيش لتلقي الاستغاثات، إلا أن وحدات الجيش أتت متأخرة، واستغرقت وقتا طويلا للسيطرة على الموقف».

وأشار إلى أن الجيش نجح في السيطرة على الموقف فجر أمس, وترك في المنطقة عددا من الدبابات والسيارات المدرعة، بالإضافة إلى تشكيلات ووحدات من الشرطة العسكرية، وقال «منظر الشارع مرعب، قطع الحجارة وشظايا الزجاج المكسور تغطي الأسفلت». موضحا أن سيارات الإسعاف فشلت في الدخول إلى موقع الاشتباكات لنقل الضحايا والمصابين، فاضطر الأهالي لنقلهم إلى المستشفيات بسياراتهم الخاصة.

وقال القس سمعان إبراهيم، كاهن كنيسة «سمعان الخراز» بالمقطم لـ«الشرق الأوسط»: إن «مجموعات من السلفيين والبلطجية بدأوا في الهجوم على الأقباط بشكل مفاجئ خلال اعتصامهم على طريق الأوتوستراد بمنطقة منشية ناصر وإطلاق النار عليهم بشكل مكثف»، مؤكدا أن ما حدث لم يكن مواجهات بين مسلمين ومسيحيين. وتابع بقوله إن «الهجوم تم بشكل منظم وباستخدام أسلحة نارية، ولا يمكن أن يمتلك الأهالي المسلمون أسلحة بهذه الكثافة».

وأضاف أن الهجوم كان منظما وتقوده مجموعات محددة، قامت بتطويره إلى استخدام زجاجات المولوتوف وأشعلوا النار في أربعة منازل ومصنعين بالمنطقة مملوكين لمسيحيين.

من جهة أخرى، واصل آلاف المسيحيين اعتصامهم أمس لليوم الخامس على التوالي أمام مبنى التلفزيون الحكومي بمنطقة ماسبيرو المجاورة لميدان التحرير، احتجاجا على حرق وهدم كنيسة الشهيدين بقرية صول التابعة لمركز أطفيح بمحافظة حلوان.

وعلى الرغم من أن العدد قل بشكل ملحوظ فإن المعتصمين أكدوا أنهم لن يبرحوا مكانهم، حتى يبدأ الجيش في بناء الكنيسة في نفس موقعها، كما وعدهم قادته. وأقام المعتصمون دروعا بشرية لحماية أنفسهم، مما قالوا إنه «اعتداء محتمل من البلطجية لإجبارهم على فض الاعتصام».

وزار وفد من الأزهر قرية صول أمس، والتقى بالمسلمين والمسيحيين في القرية. ويضم الوفد كلا من الدكتور محمود عزب مستشار شيخ الأزهر للحوار، والدكتور عبد الله بركات عميد كلية الدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر، والدكتور عبد الرحمن البر العالم الأزهري وعضو مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين، كما زار القرية أمس الداعية الإسلامي محمد حسان.

وعلى صعيد متصل، اعتبر الدكتور محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، أن محاولات فلول النظام البائد من الحزب الوطني وأمن الدولة لإشعال الفتن في هذه الظروف الدقيقة تدعو الجميع إلى ضرورة الحفاظ على الدولة ومؤسساتها والالتزام بالقانون وعرض المطالب المشروعة بشكل سلمي، وقال في رسالة له «يهيب الإخوان المسلمون بالجميع الوقوف صفا واحدا لدعم قواتنا المسلحة ومجلس الوزراء حتى يمكنهم تحقيق مطالب الثورة»، ومن ثم تحقيق مطالب جميع الفئات «والفتنة نائمة لعن الله من أيقظها».

من جانبها، دعت أحزاب وقوى سياسية لتنظيم مظاهرة مليونية يوم غد (الجمعة) تنطلق من ميدان التحرير، وصولا إلى مدينة أطفيح تحت شعار «جمعة الوحدة الوطنية»، إلا أن بعد المسافة التي تصل إلى 50 كيلومترا قد تحول دون تنظيم المسيرة.