«الشرق الأوسط» في مقر أول صحيفة ليبية بعد ثورة 17 فبراير

تصدر من بنغازي يوميا.. ويعمل فيها 12 محررا وتعتمد على المتطوعين

مقر صحيفة «ليبيا» التي يصدرها ثوار ليبيا في بنغازي («الشرق الأوسط»)
TT

تصدر صحيفة «ليبيا» التي تعد الصحيفة الورقية الأولى للمعارضة داخل البلاد منذ وصول العقيد معمر القذافي إلى حكم البلاد، من شقة في مبنى مجاور لمجلس إدارة الثورة على شاطئ مدينة بنغازي.

وزارت «الشرق الأوسط» مقر الصحيفة الذي تم تجهيزه على عجل في غرفة ضيقة، وتوجد في الغرفة طاولتان و4 أجهزة كومبيوتر، وتجري هنا كل عمليات التحرير وتلقي الاتصالات وتوجيه المندوبين والمراسلين في الكثير من المناطق الليبية الملتهبة.

الصحيفة الورقية اليومية التي صدر منها حتى يوم أمس 15 عددا تحت اسم «ليبيا»، تشير إلى نفسها بعلم دولة الاستقلال، بألوانه الأحمر والأسود والأخضر، وتحمل شعارا تحته صورة للمجاهد الليبي التاريخي عمر المختار، يقول «نحن لا نستسلم.. ننتصر أو نموت»، وهي جملة شهيرة للمختار رد بها مطلع القرن الماضي على طلب الاحتلال الإيطالي من المقاومة الاستسلام.

ويواجه الليبيون العاملون في المجال الإعلامي مشكلات كثيرة تعترض عملهم في الصميم، على رأسها قيام نظام حكم العقيد القذافي، الذي ما زال يهيمن على منابع خدمات الاتصال الرئيسية بالعاصمة طرابلس، بقطع شبكة الإنترنت، وعدم انتظام الاتصالات الهاتفية، ومراقبتها.

ويقول حمد الله، وهو مراسل صحافي لصحيفة الثوار، الذي يعمل في الخطوط الأمامية للقتال، إن متطوعين من أنصار ثورة 17 فبراير (شباط) يسهمون بسياراتهم الخاصة في نقل الرسائل العاجلة، من أوراق بها تقارير، وأقراص كومبيوترية عليها صور للمعارك، إلى مقر الصحيفة في بنغازي، خاصة في الأيام التي شهدت انقطاعا في الاتصالات والإنترنت، ويفعل المتطوعون ذلك كنوع من أنواع المساهمة في مساعي الإطاحة بحكم القذافي.

ويجلس محمد عبد السلام، المسؤول عن تحرير الصحيفة، على طاولة مع زملائه من العاملين بالجريدة، وهو يتابع مجريات الأمور، ويعمل مع فريق التحرير كواحد منهم، أحيانا يملي عليه أحد المراسلين نص بيان لقبيلة من القبائل وهي تبايع ثورة 17 فبراير، وأحيانا أخرى يراجع تقريرا صحافيا وصل حالا من الجبهة.

ويقول عبد السلام: «ليبيا» تعتبر أول جريدة يومية للثورة الجديدة، عدد العاملين لدينا في مقرها 12 صحافيا، وهم متبرعون بوقتهم وعملهم للثورة. وعن المكان الذي تطبع فيه الجريدة، قال عبد السلام إنها تطبع كلها في مدينة بنغازي عن طريق مطابع يملكها القطاع الخاص الليبي بالمدينة، من دون مقابل كنوع من التبرع للثورة.

ويتحدد عدد صفحات الجريدة بالإمكانات المتاحة، سواء من حيث توافر المواضيع والصور ورسوم الكاريكاتير، أو من خلال ما هو متاح من ورق الصحف في المطابع والتجهيزات الفنية الأخرى مثل عملية فصل الألوان وغيرها. وتصدر الجريدة أحيانا في 8 صفحات، وأحيانا تصل إلى 12 صفحة.

وعن المقر الذي توجد به جريدة «ليبيا»، وهو مبنى ضخم يطل على البحر المتوسط ويضم قطاعات أخرى تعمل لصالح الثورة، يقول عبد السلام: «هذا المبنى كان مقرا يحتجز فيه القذافي جميع المعارضين لحكمه من جميع الطبقات، حيث تجري عليهم عمليات تعذيب. كل من كان يدخل إلى هذا المكان كان لا يخرج منه ولا يرى الشمس مرة أخرى».

وفي الفترة التي سبقت ثورة 17 فبراير حاول بعض الإصلاحيين في ليبيا طمس معالم التاريخ السيئ لحكم القذافي، وتمكنوا من تحويل المبنى إلى مقر للمحكمة العليا في بنغازي.

وتعمل جريدة «ليبيا» من خلال مواضيعها لهدف واحد في المرحلة الحالية هو «إسقاط نظام القذافي»، كما يقول عبد السلام، الذي أضاف: «هدفنا إسقاط النظام في باقي المدن الليبية التي ما زالت في حوزة القذافي. إنه ما زال يسيطر على جزء من طرابلس وجزء من سرت وجزء من سبها».

وتشتمل صحيفة «ليبيا» على مواضيع طريفة إلى جانب المواضيع الخاصة بالقتال الدائر ومحاولات الثوار والمنتفضين التصدي لقوات القذافي، وإلى جانب القصص والصور التي تصل عن القتلى والجرحى وقصص بطولات الشهداء والثوار، والدمار الكبير في مدن مجاورة لطرابلس، مثل الزاوية ومصراتة، تنشر الصحيفة مواضيع خفيفة مصورة، منها موضوع يقول إن القذافي حكم ليبيا 1200 أسبوع، وإن عدد ضحايا المذبحة الجماعية في سجن أبو سليم 1200 قتيل، وإن آخر مبنى صحي بناه القذافي في البلاد يعود لعام 1979، وكان يحوي 1200 سرير.