بيريس يريد لقاء أوباما الشهر المقبل لتقديم أفكار تدفع عملية السلام

نائب نتنياهو: يجب عرض خطة لإقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح.. ولكن ليس على حدود 67

TT

دخل الرئيس الإسرائيلي شيمعون بيريس على خط العملية السياسية مع الفلسطينيين، وطلب لقاء مع الرئيس الأميركي باراك أوباما وكبار المسؤولين الأميركيين الشهر المقبل في محاولة منه لدفع العملية المتعثرة.

ويخطط السياسي الإسرائيلي المخضرم، لعرض أفكار على أوباما لدفع مسيرة السلام، وفق ما أكدت مصادر سياسية إسرائيلية، وسيتم ذلك بموافقة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو؛ إذ يعتبر منصب بيريس شرفيا وليس من حقه التدخل في شؤون السياسة. غير أن الجمود الذي يصيب عملية السلام، والمشكلات التي تواجه إسرائيل عالميا بسبب ذلك، وفشل نتنياهو في التعامل معها، استوجب، كما يبدو، تدخلا من بيريس الذي يعتبر مخضرما كبيرا في عالم السياسة.

وأكدت صحيفتا «هآرتس» و«معاريف» الإسرائيليتان، الشروع في إجراء اتصالات إسرائيلية - أميركية حول ترتيب لقاءات بين بيريس وكبار المسؤولين في واشنطن وفي مقدمتهم الرئيس الأميركي، يطرح خلالها الرئيس بيريس أفكارا لدفع مسيرة السلام. وقالت «معاريف» إن وزارة الخارجية وديوان رئيس الدولة شرعا في إجراء الاتصالات المذكورة بهدف تحديد اجتماع بين الرئيسين بيريس وأوباما في البيت الأبيض خلال الشهر المقبل، بالإضافة إلى تنسيق لقاءات مع نائب الرئيس الأميركي جو بايدن وعدد من كبار أعضاء مجلسي الكونغرس. وأكدت مصادر في ديوان بيريس الليلة الماضية أنه يخطط لزيارة واشنطن، غير أنها لم توضح تفاصيل الزيارة، كما لم يعرف بعد من هي الشخصيات التي سيلتقي بها بيريس.

وأكدت المصادر أنه تم تنسيق موضوع زيارة بيريس المرتقبة لواشنطن مع نتنياهو، مشيرة إلى أن الرئيس بيريس يرى أنه أصبح من الضرورة والحيوي التوجه إلى واشنطن لعقد سلسلة لقاءات مع القيادة الأميركية في ظل التغيرات الراهنة التي يمر بها العالم العربي، وعدم الاستقرار في أعقاب سقوط نظام مبارك، والطريق المسدود الذي وصلت إليه المفاوضات مع الفلسطينيين.

وكان بيريس أعرب خلال الأيام الأخيرة في محادثات وراء أبواب مغلقة، عن قلقه من انعكاسات الجمود السياسي الراهن على مكانة إسرائيل الدولية وعلى علاقاتها مع مصر والأردن. كما أعرب بيريس، بحسب صحيفة «هآرتس»، عن خيبة أمله من تصريح نتنياهو خلال جولته أول من أمس في غور الأردن من أن جيش الدفاع سيظل منتشرا على امتداد نهر الأردن في أي تسوية سياسية مستقبلية.

يأتي ذلك في وقت أكد فيه نائب رئيس الوزراء الوزير لشؤون الاستخبارات دان مريدور، أن على إسرائيل عرض خطة سياسية بهدف سياسي واضح يقضي بإقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح. وقال مريدور للإذاعة الإسرائيلية أمس إن «الفلسطينيين يتبعون استراتيجية جديدة ويحققون إنجازات في العالم، وهذا يستوجب ردا إسرائيلية. يجب أن تطرح إسرائيل خطة معارضة لذلك». غير أن مريدور شدد على أن إسرائيل حتى مع قبولها دولة فلسطينية منزوعة السلاح، فإنها لن تجمد أعمال البناء في القدس ولن توافق على العودة إلى حدود 67.

وتفجر هاتان النقطتان خلافا كبيرا مع الفلسطينيين، تعتبران العائق الرئيسي لاستئناف مفاوضات بين الجانبين؛ إذ يطالب الفلسطينيون بوقف شامل للاستيطان والاعتراف بمرجعية إقامة الدولة على حدود 67، قبل الشروع في مفاوضات جديدة.

وبسبب هذا الخلاف، حذر رئيس لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست شاؤول موفاز، من أنه إذا لم تستأنف العملية السياسية مع الفلسطينيين، فإن المواجهة المقبلة ستكون مسألة وقت ليس إلا. وأضاف موفاز في لقاء مع طلاب إحدى المدارس الثانوية في رمات غان، أنه لا يعتقد أن نتنياهو أعد فعلا أي خطة سياسية حتى الآن.