محكمة إسرائيلية تسمح لمستوطنين بمشاركة عائلة فلسطينية جزءا من بيتها

بعد توزيع إنذارات هدم طالت 100 شقة

TT

تواصل إسرائيل حربها على الوجود الفلسطيني في مدينة القدس، عبر أشكال مختلفة، تسحب الهويات، وتهدم البيوت، وتطرد الفلسطينيين من منازلهم، وتعزز الوجود اليهودي فيها.

وأمس، أصدرت محكمة إسرائيلية، حكما بتنفيذ قرار سابق سمحت من خلاله للمستوطنين بالاستيلاء على جزء من منزل عائلة فلسطينية، في منطقة راس العامود في القدس المحتلة. وجاء هذا القرار بعد معركة قضائية امتدت 11 عاما، حسمها القضاء الإسرائيلي أخيرا لصالح المستوطنين.

وأمرت المحكمة الإسرائيلية عائلة حمدالله بإخلاء أجزاء من المنزل تم بناؤها بعد عام 1989، وحدد مأمور المحكمة الإسرائيلية الأجزاء المبنية بعد عام 1989 بأنها تتضمن غرفة والساحة الأمامية للمنزل الذي تسكنه العائلة منذ عام 1952. وقال ديمتري دلياني عضو المجلس الثوري لحركة فتح: «إن الجهاز القضائي الإسرائيلي سمح للمستوطنين المستعمرين بالاستيلاء على جزء من منزل عائلة الحمدالله بدءا من يوم الاثنين المقبل». واتهم دلياني الملياردير الأميركي ارفينغ مسكوفيتش، بالوقوف وراء صفقة نفذت عام 1990 ادعى خلالها يهود ملكيتهم للأرض المقام عليها المنزل قبل عام 1948. كما اتهم دلياني المحاكم الإسرائيلية بأنها لا تتعامل مع العقارات والمنازل المملوكة لأبناء شعبنا في القدس الغربية وباقي أراضي الـ48 بنفس الأسلوب والقواعد القضائية. وأضاف: «إن المحاكم الإسرائيلية توفر غطاء قانونيا غير شرعي لعمليات الاستيلاء على المنازل والعقارات الفلسطينية في القدس المحتلة، وهي تخرق القانون الدولي الذي يمنع دولة الاحتلال من نقل مواطنيها إلى المناطق المحتلة، بالإضافة إلى كون المحاكم الإسرائيلية فاقدة للشرعية أصلا في الأراضي المحتلة عام 67».

وجاءت هذه الخطوة الإسرائيلية، في وقت تلقى فيه عشرات الفلسطينيين في الأسبوعين الماضيين، إنذارات تقضي بهدم أكثر من 100 شقة سكنية في منطقة بيت حنينا في القدس، شملت عمارتين سكنيتين، واحدة تضم 22 شقة والثانية 12. وقال حاتم عبد القادر، وزير القدس الأسبق لـ«الشرق الأوسط»: «هذا العدد من الإنذارات في أسبوعين، كبير وغير مسبوق، إسرائيل تخطط كما يبدو لتسونامي هدم».

ومن وجهة نظر عبد القادر، فإن الإسرائيليين يستغلون انشغال الفلسطينيين بالانقسام، وانشغال الإعلام بالثورات العربية، وانشغال العالم العربي بقضاياه الداخلية، وانشغال أوروبا بقضايا أهم بالنسبة لها، متسلحين (أي الإسرائيليون) بالفيتو الأميركي الأخير. وأردف: «الفيتو الأميركي أعطاها (إسرائيل) مجموعة أضواء خضر، وهي الآن تحضر لحرب مفتوحة على كل مكونات القدس، المكون الجغرافي والديمغرافي والتاريخي والحضاري والديني».

وتعهد عبد القادر بعدم وقوف المقدسيين مكتوفي الأيدي. وقال: «سنقاوم كل ذلك، وعلى إسرائيل تحمل تداعيات حربها المفتوحة. هذه التداعيات لن تكون سهلة أبدا».