جدل بين الجمهوريين والديمقراطيين في الكونغرس حول الجالية المسلمة

كينغ يحذر من التطرف الداخلي.. والنائب إليسون يبكي خلال سرد رواية ظلم فيها مسلم

TT

شهدت أولى جلسات الكونغرس حول التطرف الإسلامي في الولايات المتحدة آراء متشعبة ودفاعا عن وجهتي نظر رئيستين، الأولى لرئيس لجنة الأمن القومي الداخلي الأميركية عضو مجلس النواب الجمهوري بيتر كينغ الذي يطالب بـ«رد الجالية المسلمة عن التطرف الإسلامي»، والثانية التي يمثلها كبير أعضاء مجلس النواب الديمقراطيين في اللجنة بيني تومبسون الذي قال «بعضنا يعارض هذه الجلسات لأننا لا نريد التحقيقات التي تستهدف كل المسلمين».

وبعد نقاشات طويلة في الإعلام ودوائر سياسية أميركية، انطلقت أمس أولى الجلسات التي يعتزم عقدها كينغ بعنوان «مدى التطرف في الجالية المسلمة -الأميركية»، ليحذر كينغ من التطرف الداخلي في الولايات المتحدة ومسؤولية المسلمين في الرد عليه. وفي مستهل عمل الجلسة التي استمرت أكثر من 3 ساعات، قال كينغ: «إنني على علم بأن خبر عقد هذه الجلسات قد أثار ضجة ولكنني ما زلت مقتنعا بأهمية استمرار هذه الجلسات والتراجع الآن خطأ»، مشددا على أن تنظيم القاعدة بات يحاول بشكل فعال تجنيد الأميركيين المسلمين. ودافع كينغ عن قراره بالقول: «لا يوجد أمر متطرف أو مناهض لمبادئ الولايات المتحدة في عقد هذه الجلسات». وأضاف: «أريد التذكير بأن التظاهرات من الحضور غير مقبولة، وأشكر التعاون لإبقاء النظام».

واعتبر كينغ أن «غالبية المسلمين الأميركيين أشخاص رائعون ويقدمون مساهمات في هذا البلد لكن 15 في المائة منهم يدعمون التفجيرات الانتحارية مما يعني أنهم عرضة لمحاولات تجنيد من جانب تنظيم القاعدة». وأضاف أن «التطرف الإسلامي» في الولايات المتحدة يسبب «رعبا» خاصة بعد إثبات قضايا متعلقة بتجنيد أميركيين مسلمين مثل أنور العولقي، معتبرا أن قيادات الجماعات الإسلامية لا تقوم بالدور الفعال لرفض التطرف. وتابع: «من أجل مواجهة هذا التهديد، يجب أن تظهر القيادة المعتدلة من الجالية المسلمة».

وقال كينغ، وهو يمثل ولاية نيويورك، إن دور اللجنة التي يترأسها «حماية الأميركيين من هجوم إرهابي». وتركز الجلسة بشكل كبير على دور المساجد في الولايات المتحدة ودور مجموعات مثل «كير» (مجلس العلاقات الأميركية - الإسلامية)، من دون بحث تفصيلي لأسباب تطرف عدد من الشباب في الولايات المتحدة أو دور مكافحة الإرهاب في البلاد. وانتقدت ممثلة ولاية نيويورك إيفيت كلارك، عضو مجلس النواب الديمقراطية، الجلسة، قائلة إنها تمثل «كونغرس مسرحي»، بدلا من الدفاع عن الأمن القومي الأميركي. ولفت تومبسون أنه يخشى من أن «البروباغندا من هذه الجلسات المركزة على المسلمين الأميركيين ستستخدم من قبل الذين يريدون إلهام جيل جديد من الانتحاريين»، بينما حذر من تصاعد «جرائم كراهية» ضد المسلمين في الولايات المتحدة بسبب هذه الجلسات وتأجيج المشاعر ضد المسلمين.

وكان النائب كيث إليسون، العضو المسلم في مجلس النواب، من أبرز الذين قدموا شهاداتهم أمام الجلسة، لكن لم يسمح له بالمشاركة في الجزء الأكبر من الجلسة وللرد على أسئلة أعضاء اللجنة. ولم يكن إليسون مدعوا من البداية، لكنه طالب بالسماح له بتقديم شهادته وإبداء معارضته للجلسات التي قال إنها تستهدف المسلمين. وقال إليسون: «عندما تقوم بتعيين التصرفات العنيفة لكل الجالية، تقوم بتعيين اللوم على المجموعة كلها، هذا في قلب جعل المجموعة كبش فداء». وبالإضافة إلى عرض إليسون أسباب معارضته للجلسة وإلقاء اللوم على الجالية المسلمة بدلا من التركيز على صد الحركات المتطرفة و«القاعدة»، أكد إليسون أن «المسلمين الأميركيين يدافعون عن بلادهم.. إنهم ضد التطرف العنيف ويعملون مع مؤسسات الدولة ضده». ولكن كان الجزء الأكثر إثارة من شهادة إليسون حديثه عن الشاب المسلم الأميركي، محمد سلمان حمداني الذي توفي يوم 11 سبتمبر (أيلول) 2001 في مركز التجارة العالمي عندما حاول مساعدة الضحايا بعد تفجير المركز. فتحدث إليسون عن حمداني الذي قال إنه «ضحى بشجاعة بحياته من أجل بلاده» وهو يبكي. وفشل إليسون في السيطرة على مشاعره وهو يدلي بشهادته، حيث بدأ يبكي وهو يصف حمداني وكيف انتشرت إشاعات بأنه «إرهابي» بعد وفاته وأنه كان يساعد الإرهابيين الذين قاموا بالهجمات ضد نيويورك. وبدأ يبكي إليسون مكررا وهو يقول إنه تم «تشويه اسم حمداني فقط لأنه مسلم»، ليظهر بعدها أنه بريء بل ضحى بحياته لمساعدة الآخرين.