«الدالاي لاما» الزعيم الروحي للتيبتيين يعلن أنه ينوي التقاعد سياسيا

الصين تعتبر عزمه التخلي عن دوره السياسي «خدعة»

الزعيم الروحي للتيبتيين الدالاي لاما يحضر حفلا بمناسبة الذكرى الـ52 للانتفاضة ضد الحكم الصيني (إ.ب.أ)
TT

أعرب الدالاي لاما، الزعيم الروحي للتيبتيين، أمس، عن رغبته في التقاعد سياسيا، معتبرا أن الوقت حان لإفساح المجال أمام قائد جديد يتسلم مكانه و«يتم انتخابه بحرية». واعتبرت الناطقة باسم الخارجية الصينية جيانغ يو، أمس، أن إعلان الدالاي لاما عزمه التخلي عن دوره السياسي هو «خدعة» تهدف إلى «تضليل المجموعة الدولية».

وتطرق الدالاي لاما مرارا إلى إمكانية تنحيه عن مسؤولياته كرئيس لحكومة التيبت في المنفى، من دون التخلي عن دوره كزعيم روحي لأهالي التيبت. وأعلن أمس أنه سيتقدم باقتراح بهذا الشأن إلى برلمان التيبت خلال الأسبوع المقبل.

وقال الدالاي لاما إن «رغبتي في نقل السلطة لا تعني أنني عازم على التخلي عن مسؤولياتي». وأضاف حامل جائزة نوبل للسلام في خطاب ألقاه في دارامسالا، شمال الهند، حيث يعيش التيبتيون المنفيون «ما أقوم به لم يأت نتيجة إحباط، بل هو لصالح التيبتيين على المدى البعيد». ويبلغ الدالاي لاما حاليا الخامسة والسبعين من العمر، وكان في الـ15 عندما عين «رئيسا للدولة» عام 1950 بعد وصول القوات الشيوعية الصينية إلى التيبت. وهرب إلى الصين عام 1959 ليقيم في دارامسالا بعد فشل الانتفاضة الشعبية في التيبت ضد الحكم الشيوعي الصيني.

وأضاف «منذ الستينات وأنا أكرر القول بأن التيبتيين بحاجة إلى قائد يتم انتخابه بحرية من قبل شعب التيبت لأقوم بتسليمه السلطة». وقال «اليوم بات الوقت مناسبا تماما لأطبق ذلك».

وكان التيبتيون في المنفى انتخبوا للمرة الأولى قائدا سياسيا لهم عام 2001. وأعلن متحدث باسم الدالاي لاما في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي عن رغبته في التخلي عن منصبه كرئيس لحكومة التيبت في المنفى للتخفيف قليلا من الأعباء الملقاة على كاهله.

ويجسد الدالاي لاما الذي يحظى بشعبية واسعة لدى أبناء التيبت وباحترام كبير في الغرب، كفاح التيبتيين ضد الحكم الصيني للتيبت، وكفاح أهل التيبت دفاعا عن الديانة البوذية.

وخلال خطابه الذي ألقاه في ذكرى الانتفاضة الشعبية في التيبت في 1959، أكد الدالاي لاما أنه لن ينسحب من الكفاح السياسي، وسيبقى «ملتزما بالدفاع عن قضية التيبت العادلة». ورغم تقدمه في السن وتعرضه لمشكلات صحية، يواصل الدالاي لاما السفر إلى أنحاء العالم دفاعا عن قضية أهل التيبت. وقال إنه تلقى نداءات «متكررة وصادقة» من التيبت ومن مناطق أخرى من العالم مطالبة إياه بالاحتفاظ بالدور السياسي الذي يقوم به.

وتنظر بكين بحذر إلى هذا الراهب البوذي الذي تعتبر أنه يريد فصل التيبت عن الصين، بينما يدعو الدالاي لاما إلى «حكم ذاتي ثقافي» للتيبت. وتخشى الأوساط التيبتية في حال وفاة الدالاي لاما تشقق الحركة القائمة في التيبت التي يدعو بعضها إلى الاستقلال وبعضها الآخر للحكم الذاتي. وتقليديا يفترض بكبار اللاما أن يختاروا خليفة للدالاي لاما. إلا أن النظام الشيوعي يؤكد أن الكلمة الأخيرة ستكون له في هذا الصدد. ويبقى الدالاي لاما على رأس الهرمية البوذية لأهالي التيبت، وهو يعتبر استمرارا لأول دالاي لاما ولد عام 1391.

ومن جهتها، قالت الناطقة باسم الخارجية الصينية جيانغ يو، خلال تصريح صحافي، إن «الدالاي لاما غالبا ما تحدث في السنوات الماضية عن تخليه عن دوره السياسي.. نعتقد أنها خدع تهدف إلى تضليل المجموعة الدولية».

وبحسب الناطقة باسم الحكومة الصينية فإن «الحكومة في المنفى هي منظمة سياسية غير مشروعة، ويجب ألا تعترف بها أي دولة في العالم». وأكد الدالاي لاما أنه سيطلب من برلمان التيبت في المنفى خلال جلسته الأسبوع المقبل إجراء تعديل يتيح له التخلي عن مهامه. وقال «إن رغبتي في نقل السلطة لا تتعلق بتاتا برغبة في التخلي عن مسؤولياتي».