نجل عمر المختار واثق من انتصار الثوار ويدعوهم إلى الوحدة

منزله متواضع نسبيا ويقع قبالة محل لبيع مستلزمات الزفاف

TT

يقول ابن أول مقاوم ثوري ليبي إنه بالكاد يتذكر والده عمر المختار المقاتل من أجل الحرية الذي أعدمه الإيطاليون قبل ثمانين عاما لكن لا تساوره أي شكوك في أن ثوار اليوم سينتصرون. محمد عمر المختار، البالغ من العمر 90 عاما، يضيف لوكالة الصحافة الفرنسية، أن «عليهم الحفاظ على رباطة جأشهم وأن يتحلوا بالشجاعة، والله سيؤازرهم ويعطيهم النصر» قائلا إنه يشجعهم على الوحدة.

ونضال والده الذي استمر عشرين عاما ضد المستعمرين الإيطاليين جعله بطلا وطنيا، ومصدر وحي لأجيال من الليبيين وقد خلد ذكراه الممثل أنتوني كوين، الحائز على جائزة أوسكار، عام 1981 في فيلم «أسد الصحراء». والإرث الذي تركه جعل من المهم للزعيم الليبي العقيد معمر القذافي إعلان انطلاقة ثورته من ضريح عمر المختار كما يقول محمد. وبعد أكثر من ثلاثين عاما، يشن الثوار في معقل المختار شرق البلاد حملة عسكرية من أجل الإطاحة بالزعيم الليبي، ويقولون إنهم يتحركون بوحي من الإرث الذي خلفه عمر المختار. ويعبر محمد المختار على غرار معظم الليبيين المقيمين في شرق البلاد الخاضع لسيطرة الثوار، عن سعادته لأن شرق ليبيا أصبح مجددا جبهة الثورة. ومنذ انسحاب قوات القذافي من مدينته بنغازي، لم يخرج محمد من منزله إلا في حالات نادرة للانضمام إلى الشبان أمام مقرهم على الكورنيش. وقال: «أنا أشجع الشبان على الوحدة وأن يتكلموا بصوت واحد». وأضاف: «كل العالم يعرف ما قام به عمر المختار. ومن هناك يستمدون قوتهم. اسألوا الشبان فسيردون بأنهم جميعا أحفاد عمر المختار».

وكما يحصل اليوم مع ثوار ليبيا الذين اضطروا للانكفاء إلى مدينة راس لانوف النفطية أمس تحت ضغط الغارات الجوية والمدفعية، حارب رجال عمر المختار خصما أقوى بكثير وأفضل تجهيزا أيضا. لكن ابنه يرفض انتقاد المقاتلين الذين يقول أقرباؤهم إنهم يضمون في صفوفهم أربعة من أفراد عائلة المختار على الأقل. ويقول: «إن الثوار يسيرون على الطريق الصحيح»، مضيفا: «هناك قيادة وهم لا يسيرون لوحدهم. لقد قدموا استراتيجياتهم ولدي شعور جيد حيال هذا الأمر. وسينتصرون إنشاء الله قريبا، قريبا جدا». وخلافا لأقطاب النفط الذين جمعوا ثروات في ليبيا ويعيشون في منازل فخمة في موناكو أو لندن أو البندقية، فإن منزل المختار متواضع نسبيا ويقع قبالة محل لبيع مستلزمات الزفاف. وتزين المنزل صور بالأسود والأبيض لوالده ويبقى جهاز التلفزيون مطفأ حين يأتي الزوار إلى المنزل. والمفارقة أن عائلة المختار التي رحبت في بادئ الأمر بمسيرة القذافي وآمنت بثورته ووعوده السابقة، بدأت تغير موقفها في عقد الثمانينات من القرن الماضي. ويقول محمد إن هذه الثورة ترمز فعلا إلى عمر المختار مضيفا: «لقد أطلقها الشبان، وهم ليسوا مع الجيش أو الحكومة، ولذلك نشعر بتواصل أكبر مع هذه الثورة». ويشاطره هذا الشعور الناشطون من الطلاب، حيث أغلقت المدارس والجامعات أبوابها ويشارك الطلبة في المظاهرات.