السلطات الليبية تفرج عن صحافي برازيلي.. ومصير آخر عراقي ما زال مجهولا

طرابلس تفرج عن 3 جنود هولنديين حاولوا إجلاء رعايا دون إذن مسبق

قافلة سيارات تقل معارضين لنظام العقيد معمر القذافي في طريقهم أمس إلى خط المواجهة مع القوات المؤيدة للنظام (أ.ف.ب)
TT

في الوقت الذي تعرض فيه عدد من الصحافيين العرب والأجانب إلى مضايقات تارة، واعتقالات تارة أخرى، من قبل القوات الموالية للزعيم الليبي العقيد معمر القذافي، أفرجت السلطات الليبية، أول من أمس، عن صحافي برازيلي اعتقلته لمدة 8 أيام لدى محاولته دخول البلاد، غير أن مصير صحافي آخر عراقي يعمل لصالح صحيفة «الغارديان» البريطانية ما زال مجهولا بعد أن كان هو الآخر قد اعتقل بسبب دخوله البلاد بطريقة «غير شرعية».

وقالت صحيفة «أو استادو دي ساو باولو» البرازيلية على موقعها الإلكتروني إن «أندري نيتو، الموفد الخاص لـ(أو استادو) إلى ليبيا أطلق سراحه الخميس (أول من أمس)».

وتزامن إعلان الصحيفة البرازيلية مع تأكيد صحيفة «الغارديان» البريطانية أن وزارة الخارجية الليبية أكدت لها اعتقال صحافيها العراقي الجنسية غيث عبد الأحد الذي كان برفقة أندري نيتو. وأوضحت الصحيفة البرازيلية أن نيتو (34 عاما) يعمل مراسلا للصحيفة في باريس التي أرسل منها إلى ليبيا لتغطية الأحداث التي يشهدها هذا البلد، وقد «احتجز لمدة ثمانية أيام في مدينة صبراتة على بعد 60 كلم عن العاصمة بعدما اعتقلته قوات موالية» للعقيد معمر القذافي.

وأوضحت «أو استادو» أن مراسلها «بصحة جيدة» وموجود حاليا في مقر إقامة السفير البرازيلي في طرابلس وأنه بصدد مغادرة البلاد في وقت لاحق أمس.

وأفرجت السلطات الليبية عن الصحافي بعدما طالبتها الرئيسة البرازيلية ديلما روسيف بإطلاق سراحه «في أسرع وقت». واعتقل نيتو في 2 مارس (آذار) على أيدي أربعة رجال عند الحدود الليبية مع تونس بينما كان يحاول تسوية أوراق دخوله إلى ليبيا.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن الصحيفة أن الرجال الأربعة ضربوه بعقب مسدس وغطوا رأسه بقناع.

وقال نيتو بعد الإفراج عنه «لقد بقيت معزولا من دون أن يكون بإمكاني رؤية نور الشمس. شعرت بالريح تلفح وجهي للمرة الأولى بعد ثمانية أيام»، وأضاف أنه يعتقد أنه احتجز في زنزانة تقع على الأرجح في قاعدة عسكرية وأنه ظل فيها أياما كثيرة مع مراسل «الغارديان»، إلا أنه يجهل الآن أين هو الصحافي العراقي.

من جهته، قال ريكاردو غندور مدير مجموعة «استادو» خلال مؤتمر صحافي في ساو باولو مساء أول من أمس إن نيتو طلب عبثا خلال اعتقاله مقابلة السفير البرازيلي لدى ليبيا، مشيرا إلى أن المفاوضات الدبلوماسية بين برازيليا وطرابلس كانت «أساسية لتحديد موقع الصحافي وإطلاق سراحه».

من جهتها، أفادت «الغارديان» بأن غيث عبد الأحد الذي كان يعمل مراسلا لها من غرب ليبيا خلال الأسبوعين الماضيين، اتصل بالصحيفة آخر مرة الأحد عن طريق طرف ثالث. وقالت الصحيفة في بيان إنها اتصلت «بالمسؤولين الليبيين في طرابلس ولندن وطلبت منهم تقديم جميع أشكال المساعدة العاجلة في البحث عن عبد الأحد وتحديد ما إذا كان محتجزا لدى السلطات». وأوضحت أن عبد الأحد يعمل لحسابها منذ عام 2004 حيث قام بتغطية أخبار الصومال والسودان والعراق وأفغانستان.

وبحسب مصدر مطلع في طرابلس، فإن غيث عبد الأحد معتقل أيضا لدى السلطات الليبية لدخوله البلاد بشكل غير شرعي.

وقال المصدر طالبا عدم الكشف عن هويته «لقد دخل البلد بشكل غير شرعي، وبالتالي اعتقلته السلطات»، من دون أن يعطي معلومات إضافية عن مكان احتجازه أو عن حالته الصحية.

وفي غضون ذلك، أفرجت السلطات الليبية ليل الخميس - الجمعة عن ثلاثة جنود هولنديين كانت اعتقلتهم في 27 فبراير (شباط) بعد محاولتهم إجلاء مدنيين من دون إذن مسبق.

وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الهولندية، اوتي بيكسما، إن الطاقم الذي يتألف من رجلين وامرأة «غادر طرابلس»، مؤكدا «أنهم بخير». وغادر العسكريون الهولنديون الذين كانوا طاقم مروحية تابعة للبحرية، العاصمة الليبية في الساعة الواحدة بتوقيت غرينتش ووصلوا في وقت لاحق أمس إلى أثينا.

وكان الجنود الثلاثة توجهوا الأحد بمروحية عسكرية كانت متمركزة على فرقاطة هولندية ترسو قبالة سواحل ليبيا، من دون إذن مسبق من ليبيا، إلى سرت مسقط رأس القذافي، لإجلاء مهندس هولندي ومدني أوروبي آخر، وتعرضت مروحيتهم لهجوم قبيل إقلاعها. واعتقل الجنود والمدنيان اللذان سلما بُعيد ذلك إلى سفارة هولندا في طرابلس.