العثور على شريكة حياة لزعيم كوريا الشمالية المرتقب

فتاة كورية أميركية اختارتها وكالة زواج لكيم يونغ أون: أشعر بالفخر لكن الإعلام صوره لي كشخص عدواني وراديكالي

كيم يونغ أون (أ.ف.ب)
TT

في البداية، لم تدر ما الذي ينبغي أن تفعله حيال حقيقة ارتباطها عاطفيا بكيم يونغ أون، العازب ممتلئ الجسم الذي يفترض أن يصبح الزعيم المرتقب لكوريا الشمالية. هل ينبغي أن يخالجها الضيق حيال ذلك أم الفرح أم الغضب، أم ماذا؟ وبعد برهة من التفكير، قالت: «أشعر بالفخر لوقوع الاختيار علي. لقد قلت في نفسي: هذا رائع، فهذا يعني انضمامي إلى الصفوة. لو كان كوريا جنوبيا، كان سيصبح من بين أفضل 1% من الرجال». كانت كيم، (28 عاما)، الكورية الأميركية، التي رفضت ذكر اسمها كاملا، من بين أربع مرشحات للزواج بكيم يونغ أون اختارهن موقع «Couple.net»، وهو واحد من أبرز وكالات الزواج في كوريا الجنوبية. وتتميز صناعة المواعدة عبر الإنترنت هنا بالضخامة وقدر كبير من التنافسية وتحقق عائدات ضخمة، مع وجود أكثر من ألف شركة تتنافس لاجتذاب العملاء والراغبين في الزواج. وقد وضع »Couple.net» معلومات خاصة بكيم يونغ أون داخل نظام حسابي كومبيوتري لاختيار المرشحات الأمثل للزواج به، في إطار الدعاية لاحتفالات «اليوم الأبيض» في 14 مارس (آذار)، وهو يوم عطلة تروج له بقوة صناعة الحلوى، ويقوم الرجال الكوريون الجنوبيون خلاله بتقديم حلوى للنساء اللائي قدمن إليهم قطعا من الشوكولاته خلال عيد القديس فالنتاين. وانتقى الكومبيوتر 36 مرشحة متوافقة للغاية مع كيم، قبل أن يتولى الخبراء العاملون لدى الشركة تقليص عدد المرشحات إلى أربع فقط. ورفضت المرشحات الأربع النهائيات اللائي وقع عليهن الاختيار عقد مقابلات معهن، معللات ذلك بسمعة كيم يونغ أون السيئة، ولم ترغب أي منهن في الكشف الكامل عن اسمها. وذكرت واحدة من المرشحات وتعمل مدرسة فنون بمدرسة ثانوية، (25 عاما)، أنه نما إلى مسامعها بعض الأمور اللطيفة عن والد كيم يونغ أون، الزعيم الكوري الشمالي كيم يونغ إيل. وقالت: «سمعت أن كيم يونغ إيل مهتم بالفنون والمسرح، وبافتراض أن كيم يونغ أون ورث الأمر ذاته، فإن هذا يعني وجود اهتمامات مشتركة بيننا. لكنني قرأت تقارير إعلامية عنه تصوره كشخص عدواني وراديكالي، وهذا الجانب في شخصيته لا يروق لي».

وقالت أخرى، (27 عاما)، صيدلانية: «انطباعي العام عنه ليس إيجابيا، فهو لا ينتمي إلى نمط الشخصية الذي أتوافق معه. لكن لو أتيحت لي فرصة مقابلته، فسيسعدني طرح الكثير من الأسئلة عليه». وأعلن موقع «Couple.net» أن القواعد التي يجري على أساسها اختيار الأزواج الذين ربما يتوافقون معا - والذين يكتفي المسؤولون التنفيذيون لدى الشركة بالإشارة إليها بلفظ «المنطق» - هي نتاج عقد من جميع بيانات جرى جمعها حول أزواج ناجحين. وتدعي الشركة أنها جمعت بين أكثر من 23.000 شخص على مدار الأعوام الـ20 الماضية باستخدام معايير وضعت خصيصا من أجل الكوريين، تؤكد على مستوى تعليم العملاء ووظائفهم والأصول التي تملكها أسرهم ومستويات تعليم الوالدين، خاصة أي الجامعات ارتادها الآباء. وتأتي النتيجة في صورة درجات تطلق عليها الشركة اسم «سولميت إنديكس» (مؤشر شريك الحياة)، ويتألف بصورة أساسية من رقم يحدد مدى جاذبية الشخص كشريك محتمل في علاقة زوجية. وفي ما يخص كيم يونغ أون، فإن الفتاة الأعلى تقديرا أحرزت 90 درجة من إجمالي 100، بينما حصلت اثنتان أخريان على 89 درجة، بينما حصلت كيم على 76 درجة، وهي درجات تجعل منهن جميعا مرشحات جيدات. من جانبه، قال جيمس لي، مؤسس ورئيس «سنو»، وهي الشركة الأصلية التي أسسها للعمل بمجال المواعدة والزواج، ثم جرى تغيير اسمها إلى «Couple.net» مع توسعها إلى السوق العالمية: «بالطبع، ليست هناك إمكانية لأن تلتقي هذه الفتيات كيم يونغ أون. وقد قمنا بتحليل إمكانات كيم يونغ أون كعريس محتمل، كرجل وليس كزعيم سياسي». وأضاف لي، الذي بدأ عمله التجاري ببيع المناديل الورقية، أن «واحدا من أكبر الأهداف التي نطمح إليها كشركة أن نؤسس فرعا في بيونغ يانغ»، عاصمة كوريا الشمالية. وعلى الرغم من مكانة كيم يونغ أون كجنرال يحمل على كتفيه أربع نجوم ووريث لوالده، فإن الغموض لا يزال يكتنفه. ولا تتوافر بشأنه سوى القليل من المعلومات التفصيلية التي يمكن التحقق منها، منها عمره، الذي يعتقد أنه 28 أو 29. ويعتقد أنه ارتاد مدرسة في سويسرا لبعض الوقت. ومن غير المؤكد طوله أو وزنه. ومن غير المعروف أنه تزوج. إلا أن «المنطق» نجح في اقتناص بعض المعلومات المتاحة بشأنه - وتدور بصورة أساسية حول تعليمه الجامعي في كوريا الشمالية، وألقاب الوظائف التي يتقلدها والأصول التي تملكها أسرته والتعليم الذي حصل عليه والده ووضعه الاجتماعي - الاقتصادي. وأشارت الشركة إلى أن الأصول التي يملكها كيم يونغ أون أفضل كثيرا من المعتاد، مضيفة أنها قيمت مظهره الخارجي بـ«متوسط». وأوضحت مسؤولة بالشركة أن «المظهر لا يمثل أهمية كبيرة بالنسبة للكوريات، ما دام الشاب يتميز بمستوى تعليمي رفيع وحياة ناجحة ومستقرة ماليا». وفي النهاية، أعطى «المنطق» كيم يونغ أون 98 نقطة على «سولميت إنديكس»، وهو تقدير يضعه بين أعلى 2% من الرجال العزاب المؤهلين للزواج في كوريا الجنوبية، طبقا للمؤشرات الصادرة عن الشركة، مما يعني أن الجنرال الشاب يعد «عريسا لقطة (مثاليا)».

وذكرت مسؤولة من الشركة أن كيم يونغ أون ينتمي إلى عام الخنزير، طبقا للأبراج الفلكية الصينية، نظرا لأن بيانات الشركة حددت تاريخ ميلاده باعتباره 8 يناير (كانون الثاني) 1983. والمصادفة أن مواليد عام الخنزير يعتبرون شركاء مثاليين بعضهم لبعض، مما يجعل كيم زوجة مثالية لكيم يونغ أون، لأنها أيضا من برج الخنزير. وقد ارتادت كيم جامعة إلينوي وعملت في كافيتريا ومكتبة. ويرتبط والداها الكوريان، اللذان يملكان فندقا صغيرا في نيو مكسيكو، بصلات بالفعل بكوريا الشمالية. فقد ولدت جدة كيم في الجزء الشمالي من كوريا، لكنها عزلت عن باقي أسرتها عام 1950 أثناء الحرب الكورية. وبعيدا عن الخلافات السياسية مع كوريا الشمالية، قالت كيم: «لا أكن أي مشاعر محددة تجاه كيم يونغ أون. ربما يكون شابا لطيفا. لكن لا يبدو لي أنه سعيد أو شخص عاطفي». وربما تكون الضغوط على النساء كي يتزوجن ببلوغ الـ30 من العمر قويا داخل الأسر الكورية التقليدية، واعترفت كيم بأنها شعرت بهذه الضغوط. وقد دفع قريب لها في سيول رسوما تبلغ ألف دولار لتحظى بمقترحات بخصوص شركاء حياة محتملين والدخول في مقابلات والحصول على استشارات شخصية مع متخصص بشؤون الزواج والمواعدة لمدة عام. وخلال الأشهر التسعة الماضية، التقت كيم عددا من العرسان المحتملين، لكن لم ينشأ بينها وبين أي منهم ارتباط عاطفي بعد. ولا تزال كيم متفائلة، لكنها قالت إن غالبية الرجال الكوريين بدا عليهم القلق لدى علمهم أنها قضت فترة المراهقة في الولايات المتحدة. وقالت بنبرة غلب عليها الشعور بالإحباط: «أول سؤال طرحوه علي كان ما إذا كنت ثرية. إنهم يفترضون أنني ثرية طالما كنت في أميركا. أما ثاني أمر تحدثوا عنه فكان أن طلبوا مني تعليمهم اللغة الإنجليزية». وأضافت: «لدي معايير تختلف عن غالبية الفتيات الكوريات، لا أفكر في الغنى أو الفقر، وإنما أريد السعادة فحسب. إذا رأى رجل ما أن ما أملكه جيد، فهذا رائع بالنسبة لي. لكن بإمكاني أن أصنع مستقبلي - في أميركا أو كوريا أو أوروبا». وتعد كيم لنيل رسالة الدكتوراه في علوم المحاصيل من جامعة سيول الوطنية العريقة، وهو تخصص قد يحمل أهمية كبيرة في كوريا الشمالية التي تعاني فقرا مدقعا. وقالت: «أرحب بفرصة التمكن من مساعدة شعب كوريا الشمالية، لكن من الناحية الواقعية، لا يعد الأمر بهذه البساطة. لكن هذا ربما لا يحدث في الواقع».

* خدمة «نيويورك تايمز»