حماس وفصائل تنظم مسيرات في غزة لإنهاء الانقسام.. وفتح و«الشعب» يقاطعانها

بعد يوم من رفض التنظيمات مبادرتها لتشكيل قيادة موحدة لحين هيكلة المنظمة

فلسطينيون يرفعون الاعلام الفلسطينية خلال مسيرة تدعو لانهاء الانقسام في قطاع غزة، امس (إ. ب. أ)
TT

نظمت حركة حماس ومعها فصائل منظمة التحرير باستثناء حركة فتح، إضافة إلى حركة الجهاد الإسلامي، مسيرة كبيرة في قطاع غزة، أمس، تدعو للوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام، على غرار مسيرات نظمتها حركة فتح في الضفة الغربية.

وقرر حزب الشعب الفلسطيني قبل انطلاقة الانتفاضة بقليل عدم المشاركة في المسيرات، احتجاجا على عدم الالتزام بما تم الاتفاق عليه. وأوضح الحزب في بيان أنه شارك في التحضيرات اللازمة لتنظيم مسيرة موحدة تحت «علم فلسطين» تدعو للوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام، مضيفا أنه لم يتم الالتزام بما اتفق عليه، وأن هناك محاولة تجيير المسيرة باتجاهات معينة. وأكد الحزب عدم مشاركته في هذه المسيرة حرصا منه على عدم تأويل موقفه بأي حال من الأحوال. يشار إلى أن الحزب شارك في الاجتماع الذي دعت إليه حماس يوم الأربعاء الماضي لطرح أفكار وعناصر مبادرتها على الفصائل في غزة الذي اتفق من خلاله الخروج بمسيرة مشتركة للفصائل لإنهاء الانقسام.

وفي مسيرة مدينة غزة التي شارك فيها عشرات الآلاف، ردد المتظاهرون «الشعب يريد إنهاء الانقسام» و«الشعب يريد إنهاء الاحتلال» وهو نفس الشعار الذي رفع في الضفة الغربية، ورغم أنه كأنه عنوان جميع المسيرات، فقد قاطعت فتح مسيرات غزة، كما قاطعت حماس مسيرات الضفة. واستبقت حماس بهذه المسيرة مسيرات متزامنة مقررة في 15 مارس (آذار) الجاري في غزة والضفة، دعا إليها ناشطون على الـ«فيس بوك».

وانطلقت المسيرة من ميدان فلسطين وسط مدينة غزة باتجاه المجلس التشريعي، وتقدم مسؤولون في حماس والجهاد الإسلامي والجبهتين الديمقراطية والشعبية وحركة الأحرار وحركة المقاومة الشعبية وحركة الصاعقة الفلسطينية والجبهة الشعبية (القيادة العامة)، المسيرة التي رفعت فيها الإعلام الفلسطينية فقط.

وقال صالح ناصر، عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية في كلمه باسم الفصائل الفلسطينية، «تحت العلم الفلسطيني نلتقي اليوم في ساحات غزة الصامدة رغم قساوة العدوان ومرارة الحصار، لنقول بصوت عال أن الشعب الفلسطيني واحد موحد في كل أماكن تواجده على طريق إنهاء الانقسام المؤلم واستعادة الوحدة الوطنية كسبيل لدحر الاحتلال واستعادة حقوقنا غير منقوصة».

وأشار ناصر إلى أن «هذه المسيرة تأتي من منطلق الحرص على الوحدة وتجسيدها على قاعدة مبنية على الإجماع والتوافق والتمسك بالحقوق والثوابت».

ووصفت الفصائل الانقسام بأنه ضار بالثوابت الوطنية وبالمقاومة. كما تمسكوا بأن منظمة التحرير الفلسطينية هي البيت الجامع لكل الفلسطينيين أينما تواجدوا، وعليه فإن لكل فلسطيني الحق في أن يكون عضوا فيها وأن يشارك في صياغة ميثاقها. وأكد ناصر أن المصالحة الوطنية وإنهاء الانقسام يتطلب توفير مناخ ديمقراطي تتم فيه تهيئة الأجواء وإطلاق الحريات العامة ووقف الممارسات الأمنية وإنهاء الاعتقالات السياسية، ويفضي إلى انتخابات شاملة بلدية ونيابية ورئاسية وانتخابات المجلس الوطني بما يضمن شموليتها واحترام نتائجها وصولا إلى تداول سلمي لقيادة الحكومة والسلطة ومنظمة التحرير الفلسطينية.

وأضاف «أن الطريق الوحيد لتعزيز صمودنا وحل القضايا العالقة يتمثل باعتماد الحوار الوطني الشامل وبالنهج الديمقراطي والتداول السلمي للسلطة وإطلاق الحريات العامة».

وجاءت هذه المسيرة بعد يوم من اجتماع مطول عقدته حماس مع فصائل فلسطينيه في غزة لطرح مبادرة قالت الحركة إنها جديدة تهدف لإنهاء الانقسام طرحت من خلالها تشكيل قيادة موحدة لإدارة الشؤون الفلسطينية لحين إعادة هيكلة منظمة التحرير. وهو العرض الذي رفضته حركة فتح جملة وتفصيلا، بينما اعتبرت الفصائل الأخرى التي حضرت الاجتماع ومن بينها الجهاد والشعبية والديمقراطية وحزب الشعب أن مبادرة حماس لم تأت بجديد.

وما زال الخلاف بين حماس وفتح قائما حول سبل المضي قدما نحو مصالحة فلسطينية، وتقول فتح إنه يجب البناء على الورقة المصرية والتوقيع عليها أو الذهاب مباشرة إلى انتخابات تشريعية ورئاسية، غير أن حماس رفضت الاقتراحين، وقالت إن في جعبتها مبادرات أخرى بديله.