حماس تتهم إسرائيل باختطاف المهندس أبو سيسي من أوكرانيا

حكومة نتنياهو ترفض التعقيب على أخبار حول وجوده في سجن عسقلان

TT

اتهمت حركة حماس والمفوضية العليا الدولية للاجئين، إسرائيل، باختطاف المهندس الفلسطيني، ضرار أبو سيسي، الذي اختفت آثاره في أوكرانيا في 18 فبراير (شباط) الماضي، ونقله إلى سجن عسقلان في إسرائيل.

وقال سامي أبو زهري، المتحدث باسم حركة حماس، إن «اختطاف الاحتلال الصهيوني المواطن الغزي المهندس ضرار أبو سيسي من أوكرانيا، ونقله للاعتقال في سجون الاحتلال، يمثل صورة من صور العربدة التي يمارسها الاحتلال وجهاز الموساد الصهيوني». وحمّل أبو زهري الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن سلامة أبو سيسي المتزوج من أوكرانية، مطالبا بالإفراج الفوري عنه، كما دعا أوكرانيا إلى تحمل مسؤولياتها تجاه هذه الجريمة الخطيرة التي ارتكبت على أراضيها. وفي وقت أعلنت فيه الحكومة الأوكرانية أنها تحقق في ظروف اختفاء أبو سيسي، التزم المسؤولون الإسرائيليون الصمت تجاه هذه الاتهامات، في ظل قرار قضائي بالتعتيم الإعلامي على القضية، رفع فقط قبل يومين، غير أن حماس قالت إن محامية إسرائيلية تمكنت من زيارة أبو سيسي فعلا في سجن إسرائيلي، متهمه الموساد بخطفه من أوكرانيا ونقله إلى إسرائيل بعد يوم واحد من اختفائه. وقالت عائلة السيسي إن ابنها اختطف عندما كان يتوجه بالقطار من مدينة كراكوف البولندية إلى كييف عاصمة أوكرانيا. وقالت شقيقته سوزان: «6 أشخاص هم الذين اختطفوه. إنه في إسرائيل الآن، ولا نعرف لماذا خطفوه».

وفي سياق تغطيتها الحذرة لاختطاف أبو سيسي في أوكرانيا، لفتت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، أمس، إلى أن العلاقات الأوكرانية - الإسرائيلية تعززت في السنوات الأخيرة على الصعيدين السياسي والأمني، بالتوازي مع تعزيز العلاقات الأوكرانية - الأميركية. وكتب مراسل «هآرتس» للشؤون الأمنية والاستخبارية، يوسي ميلمان، «أن رئيس الوزراء الأوكراني سيزور إسرائيل الأسبوع المقبل لبحث تعزيز التعاون بين الدولتين اللتين وقعتا قبل عدة أعوام على مذكرات تفاهم للتعاون الثنائي». وأكد ميلمان أن التعاون بين أجهزة أمن الدولتين يشمل زيارات متبادلة لضباط كبار في الجيشين وتبادل للمعلومات في مواضيع مختلفة. وبحسبه، فإن أوكرانيا زودت في الماضي غير البعيد إيران وعدة دول عربية بالأسلحة والعتاد العسكري، إلا أن نشاطها في هذا المجال تراجع بشكل كبير بعد جهود جمة لأجهزة الأمن الإسرائيلية، وزعمها بأن الأسلحة التي تزودها لإيران تصل لفصائل المقاومة التي تهدد إسرائيل وجوديا.

وعلى الرغم من أن أوكرانيا ترفض الاعتراف بحركة حماس أو بحكومتها في غزة، ولديها تعاون وثيق مع وكالة الاستخبارات الأميركية «سي آي إيه» في إطار حملتها على الإرهاب، وتسمح لها بالعمل على أراضيها والتحقيق مع معتقلين في معتقلات سرية، فإن وزير الداخلية في الحكومة المقالة في غزة، فتحي حماد، وجه رسالة إلى نظيره الأوكراني، الجنرال أناتولي ماغيلوف، طالبه فيها باتخاذ إجراءاته العاجلة للكشف عن سبب اختفاء المواطن الفلسطيني، ضرار موسى أبو سيسي، وتأمين سلامته، وضمان عودته لعائلته ووطنه.

ويعمل أبو سيسي مديرا لتشغيل محطة الطاقة في شركة «كهرباء غزة»، وولد في الأردن وعاش هناك مع عائلته، وأتم في الأردن بعض مراحل دراسته، ثم سافر إلى أوكرانيا وأكمل دراسته هناك وهو حاصل على الدكتوراه في شبكات محطات الكهرباء. وهناك تزوج من فتاة أوكرانية أنجب منها ستة أطفال، ثم عاد إلى غزة وتسلم إدارة التشغيل في محطة الكهرباء. وسافر أبو سيسي إلى أوكرانيا لإكمال إجراءات الحصول على الجنسية، والعودة إلى غزة، قبل اختفائه.