موجة احتجاجات تجتاح العراق غداة عرض برنامج الـ«100 يوم» في البرلمان

ناشطة تنفي لـ«الشرق الأوسط» هجوم المتظاهرين على ممثل المالكي

TT

بعد أقل من يوم من استضافة البرلمان العراقي رئيس الوزراء نوري المالكي الذي عرض برنامج حكومته الإصلاحي لـ100 يوم المقبلة، اجتاحت معظم المدن العراقية ومنها العاصمة بغداد مظاهرات جماهيرية رفعت نفس الشعارات وكررت ذات المطالب، بينما أعربت إحدى الناشطات البارزات في منظمات المجتمع المدني في العراق لـ«الشرق الأوسط» عن «خيبة أمل المتظاهرين من برنامج المائة يوم الذي عرضه المالكي أمام البرلمان والذي لم يأت بجديد يمكن أن يقنع المتظاهرين بأن شيئا ما على وشك أن يتحقق».

وكعادتها، تركت الكتل النيابية العراقية القضية الرئيسية التي انعقدت جلسة البرلمان من أجلها وهي «استضافة» رئيس الوزراء لمواجهة مطالب المتظاهرين وانشغلت بالخلافات الحزبية والعرقية الخاصة بكركوك وهو ما حال دون تقديم المالكي إجاباته عن أسئلة النواب. وأصدر مكتبه بيانا أشار فيه إلى أنه سيجيب عن أسئلة نواب الشعب عبر وسائل الإعلام.

وفيما بدت السلطات الحكومية مطمئنة على أن منسوب المطالب ومن ثم المظاهرات بدأت بالانخفاض فإن مظاهرات أمس فاجأت الحكومة المركزية في بغداد والحكومات المحلية في المحافظات. وفي بغداد أوفد المالكي النائب عن كتلة دولة القانون في البرلمان سلمان الموسوي إلى ساحة التحرير مركز ثقل المظاهرات في بغداد لتسلم مطالب المتظاهرين. لكنه وعلى أثر ما اعتبر هجوما من قبل المتظاهرين على ممثل الحكومة فقد تدخلت قوات مكافحة الشغب بقوة لمنع الهجوم وهو ما جعله يتراجع إلى الوراء. لكن رئيسة منظمة أمل والناشطة في مجال حقوق الإنسان في العراق هناء أدور نفت في تصريح خاص لـ«الشرق الأوسط» حصول «أي هجوم على ممثل الحكومة من قبل المتظاهرين وإن كل ما حصل هو نوع من التدافع لتسليم مطالبهم»، مؤكدة أنها هي الأخرى «حاولت الالتقاء به، لكن القوات التي تدخلت لمنع الاقتراب منه منعتها وتم تصوير الأمر وكأنه هجوم عليه». ووصفت أدور مظاهرة الجمعة التي حملت كالعادة تسميات مختلفة بحسب الجهات المنظمة ومنها «جمعة الغضب» و«جمعة الحق» و«يوم الندم»، قائلة إن «الأمور كانت اعتيادية طوال الوقت حتى منتصف النهار حيث كانت قوات مكافحة الشغب موجودة في الشوارع الفرعية في شارع السعدون إلا أنه ومع الإعلان عن وصول أحدهم كممثل لرئيس الوزراء فقد حصل نوع من الاستفزاز من قبل الأجهزة الأمنية للمتظاهرين علما بأن المتظاهرين لم يكونوا يرددون سوى الشعارات التي باتت معروفة للحكومة وللأجهزة الأمنية». وأضافت أدور أن «تصرفات قوات مكافحة الشغب تزيد يوما بعد يوم ضراوة ضد المتظاهرين الذين لم يقوموا بأي شيء مخالف للأصول حتى أنهم هذه المرة لم يقوموا مثلا برمي الحجارة كما فعلوا في المظاهرات السابقة». وردا على سؤال حول نفي قيادة عمليات بغداد بعدم حصول صدامات وإصابات بين المتظاهرين وقوات الشغب قالت أدور: «لقد حصلت إصابات مختلفة في صفوف المتظاهرين بمن فيهم إحدى الناشطات المدنيات (نبراس) التي تعرضت لضربة عنيفة، فضلا عن اعتداءات على آخرين ومنهم مصور صحافي لأحدى الوكالات»، مشيرة إلى أن «أحدهم كان يرفع مسدسا فوق رؤوسنا قبل أن يبدأوا بوضع الأسلاك الشائكة والحواجز، معلنين نهاية المظاهرة علما بأن كل ما تم رفعه من شعارات كانت تتعلق بمحاربة الفساد المالي والإداري وتقديم الخدمات ولم يرفع أحد شعارا ضد النظام القائم». وبخصوص البرنامج الذي عرضه رئيس الوزراء أمام البرلمان أكدت أدور أنه «مجرد شعارات ولم يكن واضحا وهو ليس أكثر من إنشاء وقد أصابنا جميعا بخيبة أمل حقيقية».