الحريري لحزب الله: لماذا تخافون ظهور الحقيقة؟

رفض تحويل المواجهة مع السلاح إلى مواجهة مع الشيعة

TT

وجه رئيس حكومة تصريف الأعمال وزعيم تيار المستقبل اللبناني، سعد الحريري، أقوى انتقاداته إلى سلاح حزب الله، متهما «القوى الخارجية التي تسلحه وتموله بدفعه إلى وضع اليد على لبنان».

وتوجه إلى أبناء الطائفة الشيعية بالتأكيد لهم أن «ليس بيننا، لا في تيار المستقبل ولا في قوى 14 آذار، من يعمل ضد الطائفة الشيعية»، وشدد على أنه «ليس من حق أحد أن يستدرج كلامنا على غلبة السلاح إلى ساحة المواجهة مع (الإخوان الشيعة)، لأن الشيعة في لبنان هم في الأساس أول المنتفضين على غلبة السلاح».

وقال الحريري في كلمة ألقاها مساء أمس إن «الأكثرية الصامتة، وهي الأكثرية الساحقة من اللبنانيين واللبنانيات باتت تعرف الأهمية المصيرية للوقوف في وجه غلبة السلاح على حياتنا السياسية والدستورية، وهي تعرف كل المحطات التي استخدم فيها التهديد بهذا السلاح لتزوير إرادتها الحرة»، مشيرا إلى أنه «لا داعي بالمحطات المجرمة لهذا السلاح بحق كل لبنان».

ووجه انتقادات عنيفة لحزب الله من دون أن يسميه، معتبرا أن «قرار سلاحهم ليس بيدهم، بل بيد القوى الخارجية التي تسلحهم، وتمولهم وتدفعهم لتغليب السلاح على حياتنا، ولوضع اليد على بلدنا وعلى مقدراته ومستقبله».

وقال: «صحيح أن صاحب السلاح هو صاحب القدرة على الاعتداء، والقدرة على العنف، لكن أصحاب الحق هم أصحاب الانتصار، لأن الحق أقوى من كل عنف، ومن كل سلاح (...)، وحده الخوف من الحقيقة يحتاج إلى سلاح، وحده الباطل لا يصمد من دون غلبة السلاح».

وتوجه إلى الحزب بالقول: «لماذا تخافون الحقيقة؟ لماذا تخافون أن يعرف الناس الحقيقة؟ غلبة السلاح لن تنفعكم في وجه الحقيقة، لأن الذي يخشى أن يعرف الناس الحقيقة، إنما هو يخشى الناس بقدر ما يخشى الحقيقة. يخافون انكشاف حقيقة من اغتال رفيق الحريري؟ وحقيقة من اغتال شهداء ثورة الأرز؟ وحقيقة أن كل لبناني وكل لبنانية يقول في بيته كل يوم إنه يريد أن يعيش تحت غلبة القانون، لا غلبة السلاح، تحت غلبة الدستور، لا غلبة السلاح، وفي ظل الديمقراطية المدنية، لا في ظل القهر المسلح، وحقيقة أن اللبنانيين يريدون العيش بحرية، والعمل بحرية، والإبداع بحرية، ويريدون العلم بحرية، والأمن بحرية، والتطور بحرية وتحقيق حلم كل الشهداء بالحرية، ومن دون عنف، ومن دون غلبة العنف ولا غلبة السلاح».

وحض الجميع على النزول إلى التجمع الشعبي الأحد المقبل «لنقول جميعا، بأعلى صوت: لا سلاح بعد اليوم إلا سلاح الدولة، ولا قرار حرب وسلم بعد اليوم إلا بيد الدولة، ولن يدافع عن لبنان إلا الجيش اللبناني تحت إمرة الدولة، وراية الدولة وإرادة الدولة».

وأضاف: «نحن ليس لدينا أي مشكلة مع السلاح الموجه إلى العدو الإسرائيلي، لكننا نريده تحت إمرة الدولة اللبنانية والجيش اللبناني، لأنه الضمانة الوحيدة لأن يتوقف السلاح عن الاستدارة نحو أهلنا في كل لبنان، بما فيه الجنوب والضاحية والبقاع الشمالي، ولكي لا يتحول وصاية على دستورنا وحياتنا الوطنية. وللذين يتحكمون بالسلاح لتصويبه على أبناء بلدهم نقول: انتهت أيام الابتزاز بالطائف، وتطبيق الطائف، نحن أول المطالبين بتطبيق الطائف، وليتذكروا أن الطائف مبني أساسا، وبوضوح، على سلطة الدولة وحصرية امتلاكها للسلاح. بهذه الطريقة فقط، نضمن تساوي الجميع تحت القانون، وفرصة أن نتحول أخيرا إلى دولة ديمقراطية مدنية حديثة، تركز على أولويات المواطنين فيها».

وتوجه إلى الطائفة الشيعية، وقال: «نحن لسنا مجرد شركاء في المسؤولية تجاه لبنان، لأننا كنا وسنبقى شركاء في الدم والإيمان والعروبة والمصير. نحن اندفعنا نحو المصارحة والمصالحة والمسامحة لأن ليس بيننا، لا في تيار المستقبل ولا في قوى 14 آذار، من يعمل ضد الطائفة الشيعية. لقد قلنا، وكررنا أكثر من مرة، أن ليس من حق أحد أن يستدرج كلامنا على غلبة السلاح إلى ساحة المواجهة مع الإخوان الشيعة، لأن الشيعة في لبنان هم في الأساس أول المنتفضين على غلبة السلاح. ألم يكن أهلنا في الجنوب والضاحية أول من انتفض على الفلتان المسلح في البلدات والقرى والأحياء الداخلية؟ ألم يكن أبناء الطائفة الشيعية أول من نادى بسيادة سلطة القانون وشكلوا خط الدفاع الأول عن وجود الدولة في الجنوب وكل المناطق؟ ألم يعتصم سماحة الإمام المغيب السيد موسى الصدر في الكلية العاملية ضد الفتنة والحرب الأهلية وضد سلاح الميليشيات والفلتان الأمني؟ ألم يحرم سماحة الإمام المرحوم الشيخ محمد مهدي شمس الدين استخدام اللبناني لأي سلاح في وجه أخيه اللبناني؟ وبكرا بيجي يوم، بخبركن شو كان يقلّي، سماحة السيد المرحوم العلامة محمد حسين فضل الله».

وأضاف: «إننا بكل صدق وصراحة، نشعر بنفس الظلم الذي وقع عليكم في يوم من الأيام، ونرفع الصوت الذي رفعتم في وجه غلبة السلاح، ونخوض مواجهة مع أي مشروع خارجي يطلب من الدولة اللبنانية أن تكون خادما أمينا لأهدافه ومصالحه. إننا نلتزم بما أعلنه الإمام شمس الدين ونعتصم بموقف الإمام الصدر رفضا لكل استقواء بالسلاح وتمسكا بمسؤولية الدولة ومؤسساتها في إدارة الشأن الوطني. فلا تأخذوا بالأقاويل وتأكدوا أن أي دولة بديلة مهما ادعت من قوة لن تعوضنا جميعا عن الدولة اللبنانية وعن نظامنا الديمقراطي وقواعد العيش الواحد بين أبناء شعبنا».