لبنان عشية إحياء ذكرى «14 آذار»: معارك إعلامية وإعلانية وإلكترونية

بين «لا للسلاح».. و«إسرائيل أيضا تريد إسقاط السلاح»

TT

في وقت لا تزال فيه قوى 14 آذار منطلقة في حملتها الإعلامية والإعلانية تحت شعار «لا للسلاح»، عشية إحياء ذكرى ثورة الأرز لعام 2011، جاء الرد من الفريق الآخر بحملة إعلانية مضادة تحمل شعار «..وإسرائيل أيضا تريد إسقاط السلاح». هذه الحملات والحملات المضادة، شكلت الحدث والحديث اليومي للبنانيين الذي يتسلحون بشعارات تجاوزت في أحيان كثيرة الخطوط الحمر الوطنية والطائفية والمذهبية.

والمعارك التي تشكل رأس حربتها كل من قناة «المنار» من جهة وتلفزيون «المستقبل» من جهة أخرى، لم تهدأ منذ ست سنوات، وقد وصلت في هذه المرحلة إلى أعلى درجاتها باستخدام «أسلحة إعلامية» تختصر «مسيرة العداء» والمحطات بل المعارك التي دارت بين الفريقين.

ويرتكز شعار حملة «14 آذار» على هدف أساسي هو «لا لوصاية السلاح»، وما يرافقها من «لاءات» ذات هدف واحد وصور وأفلام مثل «لا للفساد»، «لا للتهديد»، «لا للميليشيات»، «لا للقمصان السود» «لا للأصابع» «لا للون الواحد» «لا للحزب الحاكم» «لا لصواريخ الداخل».. ليكون الخيار في النهاية في سؤال واحد هو «كلنا لأي وطن؟»، الذي تُطلب الإجابة عنه في الساحة في «13 مارس» (آذار) المقبل، والذي شكل بدوره عنوانا أيضا لمجموعة من مناصري فريق 14 آذار على الـ«فيس بوك» يطلقون على حائطه العنان لآرائهم السياسية التي تصب في خانة «إسقاط السلاح».

وفي خضم هذه الحملة التي تولتها بشكل أساسي قناة «المستقبل» من خلال أفلام قصيرة تختصر «محطات سوداء» في مسيرة الاستقلال الثاني، مستعينة بمشاهد عدة من المعارك التي دارت بين فريقي النزاع، لا سيما منها ما صار يعرف بأحداث 7 مايو (أيار) 2008، إضافة إلى مواقف وخطابات لأمين عام حزب الله يقول فيها إنه يفتخر بانتمائه لولاية الفقيه، كان رد حزب الله بشكل خاص وفريق 8 آذار يرتكز على شاشة محطة «المنار» التي اعتادت بدورها على بث أفلام ومشاهد وشعارات مناهضة للشخصيات السياسية في فريق 14 آذار.

وكان آخر هذه الردود الحملة الإعلانية المناهضة التي رأت النور منذ يومين حاملة شعار «..وإسرائيل أيضا تريد إسقاط السلاح» والتي يقول عنها حزب الله إنها «ليست من صنع يديه، وهي نتيجة عمل قام به مناصرون له بعدما استفزتهم حملة الخصوم»، لأنهم لا يزالون متقيدين بقرار عدم الرد على الحملة التي تطال السلاح عملا بشعار «وقل ربي زدني صمتا».

كذلك، أصدرت يوم أمس الأمانة العامة لـ«14 آذار» بيانا أشارت فيه إلى أن جهات حزبية وسياسية من فريق 8 آذار تدفع إلى بعض المطابع بصور لشخصيات متوفاة أو على قيد الحياة، تحمل شعارات استفزازية ومسيئة وتحرض على الحقد والفتنة، لرفعها في ذكرى إحياء ثورة الأرز يوم الأحد المقبل.

وبالتالي، وأمام هذا الواقع المتأزم إعلاميا وسياسيا، فتح باب الجدل الإعلامي والإعلاني بين إعلام كلا الفريقين وسياسييهما على مصراعيه. ففي حين بث مثلا، تلفزيون «المستقبل»، مشاهد لعائلة تهرب مع طفلها من نيران السلاح خلال أحداث 7 مايو، عمد تلفزيون «المنار» إلى بث تحقيق مضاد يلتقي فيه مع هذه العائلة ويقول فيه أفرادها إنهم من مناصري حزب الله وإنهم كانوا هاربين من مسلحين من تيار المستقبل.

وكان للوحات الإعلانية التي اعتمد فيها على صور عدة تقارن بين وضعين، وقعها في الجدل السياسي والطائفي، كتلك التي تضع طلاب جامعة في وجه مقاتلين من حزب الله، وتقارن بين أطفال في مدرسة وآخرين يحملون السلاح، وبين لبنانيين هاربين من لبنان وآخرين عائدين إليه، وبين لبنان بلياليه المشعة بالاحتفالات وذلك الذي تضاء سماؤه بالقنابل والقذائف.

أما في حملات الإنترنت، فإلى جانب مجموعات الـ«فيس بوك» المناصرة للسلاح والمناهضة له، كان آخر الابتكارات هو فيلم خاص على موقع «يوتيوب» مستوحى من الفيلم الأميركي الشهير الذي يحمل عنوان «الأسد الملك»، وهو في نسخته اللبنانية من بطولة أمين عام حزب الله حسن نصر الله الذي اختير له أن يجسد دوره «الأسد الشرير» الذي يأمر بقتل أخيه «الأسد الطيب» رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري، والذي يحظى بنسبة مشاهدة عالية من قبل اللبنانيين ويفتح بالتالي حروبا إلكترونية ومذهبية وطائفية شرسة بين مناصري الفريقين.