المجتمع الدولي يعبر عن تضامنه.. ويعرض المساعدة

الأمم المتحدة تؤكد استعدادها لإرسال 62 فريقا للإنقاذ

حركة دائرية للمياه نجمت عن التسونامي، قرب مدينة أواراي في شمال شرقي اليابان أمس (رويترز)
TT

سارعت عدة منظمات إلى الإعراب عن تضامنها وعرض المساعدة على اليابانيين بعد الزلزال القوي الذي ضرب البلاد أمس.. فقد ذكر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن المنظمة الدولية «ستفعل كل ما بوسعها» لمساعدة اليابان. وقال بان كي مون: إن الأمم المتحدة ستقدم المساعدة الإنسانية وترسل فرق طوارئ للمناطق المنكوبة في التسونامي. وصرح للصحافيين بأن «اليابان واحدة من أكثر الدول سخاء وكرما وتساعد كل المحتاجين في العالم أجمع، وبهذه الروح فإن الأمم المتحدة تقف إلى جانب الشعب الياباني، وسنفعل كل ما بوسعنا في هذه الأوقات الصعبة». وأضاف الدبلوماسي الكوري الجنوبي باللغة اليابانية: «أقول للشعب الياباني: أقدم لهم التعازي الحارة. لهم كل احترامي وأفضل الأمنيات، وأنا متأكد من أنهم سيتغلبون على هذه المأساة الفظيعة».

كذلك، قالت الأمم المتحدة، أمس، إن لديها 62 فريقا للبحث والإنقاذ مستعدين للتوجه إلى اليابان لتقديم المساعدة. وصرحت المتحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوشا) إليزابيث بيرس، في جنيف، بأن «الفرق الدولية على أهبة الاستعداد، إلى جانب 62 فريقا دوليا للبحث والإنقاذ تراقب الوضع وجاهزة للمساعدة». كما قال الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر إنه يساعد في تنسيق أعمال التحذير عبر المنطقة. وقال باتريك فولر، الناطق باسم الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، من كوالالمبور التي يتخذ منها الاتحاد مقرا إقليميا له: «إننا نراقب الوضع عن كثب، ونرى كيف يتطور الوضع في الفلبين وإندونيسيا ومناطق أخرى في آسيا أكثر عرضة للخطر» من موجة تسونامي.

بدوره، اتصل الرئيس الأميركي باراك أوباما برئيس الوزراء الياباني ناوتو كان أمس وعرض عليه تقديم المساعدة لبلاده التي دمرها تسونامي أعقب زلزالا هائلا. وقال توني فيتور، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي: إن أوباما أجَّل مؤتمرا صحافيا كان مقررا ما يقارب 75 دقيقة حتى يتمكن من الاطلاع على معلومات بشأن الكارثة التي حلت باليابان. ونشر البيت الأبيض بيانا للرئيس أوباما جاء فيه: «نبعث أنا وميشيل أعمق تعازينا لشعب اليابان، لا سيما أولئك الذين فقدوا ذويهم في الزلزال وتسونامي». وأضاف: «الولايات المتحدة مستعدة لمساعدة الشعب الياباني في هذا الوقت الذي يشهد محنة شديدة. الصداقة والتحالف بين بلدينا راسخان ويعززان إصرارنا على مساندة شعب اليابان في التغلب على تلك المأساة».

من جانبه، أعرب الاتحاد الأوروبي عن استعداده لمساعدة اليابان في مواجهة تداعيات الزلزال القوي الذي ضرب اليابان. وقال رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروسو ورئيس الاتحاد الأوروبي هيرمان فان رومبي، في رسالة بعثا بها إلى رئيس الوزراء الياباني ناوتو كان: «يعرب الاتحاد الأوروبي عن تضامنه وتعازيه إلى شعب اليابان وحكومته وعائلات الضحايا في هذا الوقت الصعب». كذلك، أبدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عرض مساعدات لليابان للتغلب على آثار كارثة الزلزال. وحسبت وكالة الأنباء الألمانية، فإن ميركل وجهت رسالة إلى رئيس الوزراء الياباني ناوتو كان، جاء فيها: «كن على يقين أن ألمانيا تقف إلى جوار اليابان في هذه الساعات المأساوية، كما أنها على استعداد لتقديم العون». كذلك، أعلنت الحكومة البريطانية عزمها تقديم مساعدات فنية لليابان بعد الزلزال. وقال وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ إن بلاده ستقدم لليابان فرق إنقاذ وفرق بحث وخبراء في التعرف على الضحايا، مشيرا إلى أن «هذه الفرق جاهزة الآن للعمل»، إلا أنه يتم حاليا دراسة الكيفية التي يمكن بها مساعدة ضحايا الزلزال وضحايا أمواج تسونامي على أفضل وجه ممكن. أضاف الوزير أن بلاده على اتصال بالحكومة اليابانية، موضحا أن المعونات ينبغي أن توجه وفقا لتطورات الوضع في البلاد التي يمكن أن تنتشر فيها موجات تسونامي. وأعرب كل من رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والملكة إليزابيث الثانية عن مشاطرتهما اليابان مشاعر الأسى والحزن على الضحايا، كما أرسلت الملكة وزوجها الأمير فيليب خطابا مشتركا إلى الإمبراطور الياباني أكيهيتو. كما أعرب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) أندرس فوغ راسموسن عن أسفه للكارثة التي ألمت باليابان إثر الزلزال. وفي إشارة للمصالح الأمنية المشتركة بين الحلف واليابان قال راسموسن من بروكسل: إن اليابان «من شركائنا العالميين». وأضاف راسموسن: «إنني باسم كل أعضاء حلف الناتو أُعرب عن خالص تعازي لكل أولئك الذين فقدوا أناسا ومنازل وفرص عمل» بسبب الزلزال.

من ناحيته، أبدى الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف استعداد بلاده لمساعدة اليابان، في الوقت الذي وصلت فيه أمواج التسونامي إلى جزر الكوريل المتنازع عليها بين البلدين. وصرح ميدفيديف خلال اجتماع للحكومة: «بالطبع نحن مستعدون لمساعدة جيراننا على مواجهة تبعات هذا الزلزال العنيف». كانت روسيا قد أصدرت في وقت سابق أمس إنذارا بحصول مد بحري في جزر الكوريل وأمرت بإجلاء 11 ألف شخص، بحسب مسؤولين. وبلغت أولى موجات التسونامي جزر الأرخبيل الأكثر إلى الجنوب، التي تعتبر في قلب النزاع مع اليابان. ويقوم خلاف حدودي بين روسيا واليابان على 4 جزر من الأرخبيل تُعرف في روسيا باسم إيتوروب وشيكوتان وهابوماي وكوناشير وتطالب بها اليابان التي تشير إليها بـ«أراضي الشمال». وازدادت حدة الخلاف في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي عندما قام ميدفيديف بزيارة مفاجئة لإحدى هذه الجزر الأربع تلتها سلسلة من الزيارات لمسؤولين آخرين في الكرملين. وأضاف ميدفيديف في كلمة متلفزة: على الحكومة اتخاذ كل الإجراءات لتفادي سقوط قتلى وأضرار في روسيا بعد الزلزال.