الجامعة العربية تتجه لإقرار الحظر الجوي.. وسورية والجزائر والسودان تعارض

وفدان عن القذافي والمجلس الوطني يتصارعان على تمثيل ليبيا.. موسى لـ «الشرق الأوسط» المقعد سيظل شاغرا

TT

علمت «الشرق الأوسط» من مصادر مطلعة أن الاجتماع الطارئ الذي يعقد اليوم بمقر جامعة الدول العربية لبحث الوضع في ليبيا سيبحث مقترحين رئيسيين الأول: فرض حظر جوي على ليبيا نظرا لاستخدام القوة المفرطة ضد الثوار في عدد من المدن الليبية، خاصة الزاوية وراس لانوف ومصراتة وبنغازي.. والثاني: الاعتراف بالمجلس الوطني الانتقالي الليبي الذي يرأسه مصطفى عبد الجليل. ولا تستبعد المصادر أن يحظى المقترحان بالتأييد، خاصة بعد الخطوة التي اتخذتها فرنسا ولوح بها مجلس التعاون الخليجي الذي أقر في اجتماعه على مدار اليومين الماضيين فرض حظر جوي على ليبيا وعدم الاعتراف بنظام القذافي.

وأفادت المصادر أن هناك غضبة كبيرة في الجامعة العربية والدول العربية مما يحدث من عنف مسلح ضد الشعب الليبي، وقالت إن مسألة الحوار مع النظام الليبي غير واردة لأنه يضيع في الوقت ولن يجدي الحوار معه بعد قرار مجلس الأمن باتخاذ قرار فرض الحظر تحت الفصل السابع.. وعما إذا كانت القوات الجوية الليبية سوف يتم تدميرها وهو الأمر الذي يشكل تدميرا لقوة الشعب الليبي، قالت المصادر إنه في بداية الأمر سيتم استخدام التشويش على القوة الجوية الليبية وفي حال تعرض المدن التي يسيطر عليها الثوار للقصف الجوي من قبل قوات القذافي فسوف يتم ضرب قاعدة الدفاع الجوي الليبي، فيما علق دبلوماسي بأن نظام القذافي يقوم بتدمير كل شيء في ليبيا، وبالتالي على الأقل لا بد من اتخاذ هذه القرارات لحماية الشعب الليبي من الإبادة الجماعية التي يتعرض لها بالقوة العسكرية. وكانت اجتماعات وزارية سابقة علقت مشاركة ليبيا في اجتماعات الجامعة العربية لحين وقف العنف ضد الشعب الليبي والتجاوب مع مطالبه ورغبته في التغيير والسماح بدخول المساعدات.

من جهته أبلغ عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية «الشرق الأوسط» أن مقعد ليبيا سيظل شاغرا خلال الاجتماع الطارئ الذي سيعقده وزراء الخارجية العرب في تمام الساعة الثانية من بعد ظهر اليوم لمناقشة تطورات الوضع في ليبيا. وحول وجود وفدين متناقضين أحدهما يمثل الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي والآخر يمثل المجلس الوطني الانتقالي المناهض للقذافي والذي شكله معارضون ومنشقون في بنغازي مؤخرا، قال موسى لن يشارك أي وفد ليبي رسمي أو غير رسمي في الاجتماع الوزاري العربي، لدينا في الجامعة العربية قرار بتعليق عضوية ليبيا في الاجتماعات الرسمية التي تعقد في إطار الجامعة العربية على كافة المستويات.

في غضون ذلك رصدت مصادر دبلوماسية عربية واسعة الاطلاع ما سمته بوجود تباين حاد في المواقف بين الدول العربية حول الملف الليبي قبل انطلاق أعمال المجلس الوزاري العربي الطارئ، مشيرة إلى أنه بينما تدعم دول مجلس التعاون الخليجي بقوة الاتجاه الذي يدعو إلى الاعتراف بشرعية المعارضين للقذافي وفرض حظر جوي على نظامه لمنعه من مواصلة هجماته الجوية على المدنيين في مختلف المدن الليبية، فإن سورية والجزائر والسودان سترفض الموافقة على فرض حظر جوي على ليبيا.

ورفض يوسف الأحمد سفير سورية بالقاهرة ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية في اتصال مع «الشرق الأوسط» الكشف عن طبيعة الموقف الذي ستتخذه بلاده خلال الاجتماع الوزاري العربي اليوم، لكنه قال في المقابل إن سورية ضد أي محاولة للتدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة عربية وما ينطوي عليه من شبهة تسمح بالتدخل الدولي.

وأوضحت المصادر أن بضع دول عربية لديها حساسية مفرطة وحسابات خاصة تجاه هذه الأزمة خاصة مصر وتونس المتجاورتين جغرافيا مع ليبيا ولديهما مصالح كبيرة هناك.

وعلمت «الشرق الأوسط» أن موسى رفض استقبال سلمى راشد التي عينها نظام الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي في منصب مندوبة ليبيا لدى الجامعة العربية بدلا من عبد المنعم الهوني الذي انشق على نظام القذافي وكان أول دبلوماسي ليبي يعلن انضمامه للثورة الشعبية ضد القذافي. ولم تنجح مبعوثة القذافي حتى الآن في تقديم أوراق اعتمادها إلى الجامعة العربية وهو ما يعني أنها من الناحية الرسمية لم تحصل على اعتراف قانوني بتمثيل نظام القذافي في اجتماعات الجامعة العربية.

وتمارس سلمى منذ وصولها قبل يومين إلى القاهرة عملها من مقر مكتب المتابعة الليبي (السفارة الليبية) بحي الزمالك غرب العاصمة المصرية، حيث ما زال غالبية أعضاء البعثة الدبلوماسية الليبية وكلهم من العاصمة طرابلس موالين لنظام العقيد القذافي بخلاف أعضاء المندوبية الليبية لدى الجامعة العربية الذين أنزلوا العلم الأخضر الذي يرمز إلى القذافي ووضعوا مكانه علم ليبيا القديم الذي يرمز إلى العهد الملكي السابق وتاريخ استقلال ليبيا عام 1953.

ومن جهته اعتبر السفير عبد المنعم الهوني ممثل الشعب الليبي في المندوبية أن «راشد لا تمثل إلا القذافي الذي لم يعد يمثل إلا نفسه». وقال الهوني في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «نتمنى أن تتجلى الاجتماعات بروح الأخوة لمطالب الشعب الليبي ورفض الاعتداءات والتصفيات التي تقوم بها كتائب القذافي» وشدد الهوني على أهمية تبني مجلس الجامعة قرار مجلس الأمن الذي اتخذ لحظر الفرض الجوي تحت الفصل السابع.

وأضاف الهوني: «نرجو أن يأخذ الأمين العام للجامعة عمرو موسى نفس مواقف أول أمين عام للجامعة عبد الرحمن عزام رحمه الله، عندما شارك في الجهاد الليبي ضد الاحتلال الإيطالي والبريطاني. وقال إن ما يفعله نظام القذافي أسوأ من نظام الاحتلال الإيطالي.. لم نكن نتوقع أن واحدا ينتمي إلى الشعب الليبي أن يعامله بهذه الوحشية والإجرام». وحول مشاركته في اجتماع الجامعة قال الهوني: «هذا أول مطلب لنا، ونتمنى أن يشارك المجلس الوطني الانتقالي في الاجتماعات المقبلة بعد الاعتراف به خلال هذا الاجتماع الطارئ حتى تسترد ليبيا دورها في مجال لعمل العربي المشترك وعلى صعيد ذي صلة طالب مثقفون مصريون خلال لقاء عقد أمس مع عمرو موسى بضرورة فرض حظر جوي على النظام الليبي وشل مواصلة جرائمه ومذابحه ضد الشعب الليبي. كما طالبوا بالاعتراف بالمجلس الوطني الانتقالي بوصفه ممثلا وحيدا للشعب الليبي. وكشف الهوني عن أن آلاف الليبيين المقيمين بالقاهرة يستعدون اليوم «السبت» لتنظيم وقفة احتجاجية أمام مقر الجامعة العربية خلال انعقاد الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب للتنديد بنظام القذافي وما وصفه بالتخاذل العربي عن مواجهته وردعه. وقال الهوني «نسعى للحصول على ترخيص بهذه الوقفة من السلطات المصرية، ولدينا مذكرة جاهزة للعرض على وزراء الخارجية العرب لمطالبتهم بالاعتراف الفوري بالمجلس المؤقت ولدعم فرض حظر جوي على الطيران ضد نظام القذافي».