سيف الإسلام القذافي يفتح النار على الجميع.. ويؤكد: ليبيا لن تكون لقمة سائغة

قال إنه لا يأبه بالعرب ولا حلف الناتو.. وإن ساركوزي كان يأتي لـ«يتسول» من خيمة والده

نجل الزعيم الليبي سيف الإسلام القذافي لدى القاء خطابه للشباب بحضور وسائل الإعلام في طرابلس أول من أمس (إ.ب.أ)
TT

شن سيف الإسلام القذافي، نجل الزعيم الليبي، هجوما حادا على العرب، أمس، مستبقا الاجتماع الطارئ اليوم لوزراء الخارجية العرب في القاهرة، بقوله: «طز في العرب وفى الجامعة العربية؛ لأنها لا شيء». واستثنى نجل القذافي من انتقاداته بعض الدول العربية، لكنه لم يسمها، وقال، وسط تصفيق وتأييد من الفعاليات الشبابية في طرابلس: «العرب والجامعة العربية لم نعد نريدهم، نحن لا نريد عمالة عربية، سنأتي بعمالة بنغالية وهنود». كما أكد أن بلاده لا تخاف قوات حلف الناتو ولا تخشى الولايات المتحدة أو الاتحاد الأوروبي، كما شدد على أن ليبيا لن تكون لقمة سائغة، متعهدا بأن القوات العسكرية والكتائب الأمنية الموالية لنظام حكم أبيه العقيد القذافي ستنتصر وستحرر المناطق التي يسيطر عليها المعارضون في شرق البلاد وقال: «سنحررها منتصرين».

واعتبر سيف الإسلام أن الخاسر الأكبر من الذي يحدث في ليبيا هو الشعب الليبي، مضيفا: «سنفيق ونجد أن العملاء هربوا مع عائلاتهم في الفرقاطات الفرنسية والإنجليزية، ونجد أننا قاتلنا بعضنا وحرقنا بيوتنا وخسرنا المليارات».

وأكد سيف الإسلام أنه لا يسعى للعب أي دور سياسي في ليبيا وأنه ليست لديه مطامع سياسية في تولي الحكم، وقال: «كنت غائبا وانسحبت من العمل السياسي عام 2008، لكنني رجعت الآن، أنا مضطر فلن أدفن رأسي كالنعامة، لا أريد حكم ليبيا وأنا ضد التوريث.. عندما تهدأ البلاد وتستقر الأمور سأعود من حيث أتيت». واعترف نجل القذافي بتراجع إنتاج النفط في ليبيا إلى 600 ألف برميل في اليوم، وتساءل: «هذه خسارة من؟ هل هي خسارة أميركا أم أوروبا؟ إنها خسارة كبيرة للشعب الليبي الذي تقطعت أواصر أسره بين الشرق والغرب».

واتهم الثوار الذين يطالبون العقيد القذافي بالتنحي بأنهم «يريدون أن يقسموا ليبيا بين شرق وغرب، إنهم ليسوا دعاة ديمقراطية، لكنهم عصابات مسلحة، ليسوا شباب (فيس بوك)، إنها مؤامرة منذ زمن».

وبعدما اعتبر أن الانتصار في المعركة على المتمردين بات غير بعيد، قال: «أوجه رسالة إلى إخواننا وأقاربنا في الشرق الذين يبعثون لنا كل يوم نداءات للمساعدة ويقولون أنقذونا، أقول لهم إننا قادمون».

ونفى نجل القذافي، الذي لا يشغل أي منصب رسمي أو تنفيذي في الدولة الليبية، أن تكون القوات الموالية للنظام الليبي تضم مرتزقة، وأضاف: «من يقاتل معنا هم شباب متطوعون؛ لأنهم لا يرضون أن تكون ليبيا محتلة من قبل عصابات، هذه العصابات تعمد إلى احتلال آبار النفط، وبعض الشباب الذين انضموا للمتمردين تعرضوا للإغراء من قبل وسائل الإعلام وعبر أساليب مبتذلة».

ورأى أن الذين يشكلون المجلس الانتقالي للمتمردين في بنغازي يضحكون على البسطاء من أبناء الشعب الليبي، مشيرا إلى أن من وصفهم بالأغبياء والمغفلين من الشباب الذين يحاربون في الميدان هم بقيادة من هو في الخارج.

وفي انتقاد عنيف وغير مسبوق، فتح سيف الإسلام النار على الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وقال: «إنه لا يحق له أن يتدخل في شؤون ليبيا الداخلية؛ لأنه وغيره من الزعماء كانوا يأتون إلى طرابلس وخيمة القذافي للتسول والشحاذة». وأضاف: «كانوا يأتوا إلينا للتسول، الآن نساء وحرائر بنغازي في المنطقة الشرقية هن من يتسولن ويمددن أيديهن».

كان سيف الإسلام قد أعلن، أول من أمس، أن نظام أبيه يستعد لما وصفه بتحرك عسكري شامل لسحق التمرد، مؤكدا أن ليبيا لن تستسلم حتى لو تدخلت القوى الغربية في الصراع. وفي لهجة مماثلة لتعبيرات والده الشهيرة «زنقة زنقة» و«شبر شبر»، قال سيف الإسلام: «حان وقت التحرير، حان وقت التحرك، نحن نتحرك الآن».

وسئل نجل القذافي عما إذا كانت الحكومة الليبية تستعد لتصعيد حملتها العسكرية فقال: «فات الوقت الآن.. حان وقت التحرك.. أعطيناهم أسبوعين (للتفاوض)». وتابع: «لن نستسلم أبدا (كررها مرتين) هذا بلدنا، نحن نحارب هنا في ليبيا، ونحن لن نرحب أبدا بحلف شمال الأطلسي، لن نرحب أبدا بالأميركيين هنا».