خبير زلازل لـ «الشرق الأوسط»: لا خوف على دول الخليج من تسونامي اليابان

الدكتور عادل يحيى: زلزال اليابان مدمر وطاقته أكثر من 10 قنابل نووية

TT

يصنف علماء الزلازل، الهزة التي ضربت اليابان، وأدت إلى حدوث موجات تسونامي ضمن فئة يطلقون عليها اسم الزلازل العملاقة، ومن بينها زلزال سومطرة الذي تسبب في مقتل 230 ألف شخص في آسيا عام 2004. وقال خبير الزلازل والاستشعار عن بعد الدكتور عادل يحيى بجامعة عين شمس في اتصال هاتفي أجرته معه «الشرق الأوسط»: «هذا النوع من الزلازل يحدث عندما ينزلق لوح من القشرة الأرضية تحت لوح آخر. وهذا الزلزال، الذي قدرت طاقته بأكثر من 10 قنابل نووية، تسبب في حدوث صدع في القشرة الأرضية تحت مياه المحيطات على عمق 24.4 كلم».

وأضاف أن موقع زلزال اليابان لن يكون له تأثير على الخليج العربي لبعد المنطقة، كما أنه لن يكون هناك تأثير على السواحل المصرية، موضحا أن مضيقي باب المندب وجبل طارق يعملان على منع أمواج تسونامي القادمة من المحيطات ودخولها لمنطقة البحرين الأحمر والأبيض المتوسط.

وقال الدكتور عادل يحيى إن اليابان تعتبر من أكثر الدول جاهزية لحدوث لزلازل، واستشعارا لوقوعها بمجسات توضع تحت مياه المحيطات ومربوطة بالأقمار الصناعية. وأوضح أن حدوث الهزات الأرضية نتيجة نشاط في فوالق الأرض من وقت لآخر أفضل من تجمع هذه الطاقة تحت الأرض لدرجة كبيرة، ثم يتم تفريغها في وقت من الأوقات بشكل ضخم في هيئة زلازل كبيرة وضخمة والتي تؤدي لحدوث كوارث وخسائر بشرية ومادية، كما يحدث في العديد من أنحاء العالم.

وأشار إلى أن الزلزال وقع على بعد نحو 100 كلم عن مقاطعة مياجي، متسببا بتسونامي هائل، كما ضربت المنطقة نفسها هزات أرضية ارتدادية، نتيجة اصطدام مجموعة من الألواح تتحرك فوق سائل الصهير تحت مياه المحيط. وأوضح أن درجة خطورة الزلزال تقاس بشدته وهي 8.9 درجات بمقياس ريختر، وكذلك المدة التي يستغرقها الزلزال، مشيرا إلى أن زلزال اليابان يمكن وصفه بـ«المدمر»، وقد وقع في منطقة «تفريخ زلازل».

وأفاد الدكتور يحيى بأن خطورة الزلزال كانت مزدوجة بسب قوته وهزاته التي حدثت تحت مياه المحيط نتيجة اصطدام ألواح الأرض بعضها ببعض، مما أدى إلى تحريك مياه المحيط بقوة عنيفة أحدثت التسونامي. وأوضح أن سرعة أمواج تسونامي تصل إلى 800 كلم في الساعة أي ما يقارب سرعة طائرة نفاثة ويصل ارتفاع تلك الأمواج في البحر المفتوح وذلك في الأعماق التي تصل إلى أربعة كلم ويزداد ارتفاعها كلما اقتربت من الشواطئ لتصل إلى 20 مترا.

وتعرضت اليابان إلى عدة زلازل كان أقواها في عام 1923، حيث تسبب في مقتل 143 ألف شخص، كما تعرضت البلاد في عام 1996 لزلزال أسفر عن سقوط أكثر من 5000 قتيل. وتعتبر الزلازل ظاهرة متكررة في اليابان، التي تعد أراضيها من الناحية الجيولوجية واحدة من أكثر مناطق العالم الناشطة على مستوى الزلازل وبنسبة 20% من زلازل العالم التي تتجاوز قوتها ست درجات حسب مقياس ريختر. يشار إلى أن التغير في محور دوران الأرض يمكن أن يؤثر على مدة اليوم الشمسي لكنها تبدلات طفيفة، وقد لا تلاحظ ولا يتجاوز حجمها بضعة أعشار مليونية من الثانية.