وزير الخارجية الفلسطيني لـ «الشرق الأوسط»: تحركاتنا في أوروبا مستمرة ونركز الآن على اعتراف دول «الكاريبي»

قال إن فياض أنهى مشاورات تشكيل الحكومة ودعا لاجتماع وزاري الثلاثاء

TT

اعتبر وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي أن رفع مستوى التمثيل الفلسطيني في أوروبا، سواء كان مقرونا بالحصانة الدبلوماسية أم لا، يشكل تطورا نوعيا بالمقارنة بالأوضاع التي كانت سائدة سابقا.

وقال المالكي الذي كان يتحدث لـ«الشرق الأوسط» عن الإعلان البريطاني الأسبوع الماضي عن رفع مستوى التمثيل من مفوضية عامة إلى بعثة فلسطين، دون حصانة دبلوماسية. وأضاف «أن هناك دولا تضع محاذير معينة (مثل بريطانيا)، بينما دول أخرى ترفع مستوى التمثيل دون تحفظ مثل (فرنسا والنرويج وإسبانيا والبرتغال واليونان والدنمارك وغيرها)».

وحول الدول الأوروبية الأخرى التي لم تحذ بعد حذو فرنسا وبريطانيا وغيرهما، قال المالكي «إن هناك دولا أوروبية أخرى في انتظار فرصة لكي تعلن رفع مستوى التمثيل الفلسطيني لديها. فإيطاليا على سبيل المثال لا الحصر، تنتظر اجتماع اللجنة الفلسطينية - الإيطالية المشتركة الذي تأجل بسبب جلسة للبرلمان لمحاسبة رئيس الوزراء سلفيو بيرلسكوني، من أجل رفع مستوى التمثيل. وفي السويد ولعدم وجود رئيس بعثة في استوكهولم رشحنا شخصا لهذا المنصب، وسيجرى رفع مستوى التمثيل حال وصوله، وسيقدم أوراق اعتماده إلى الملك أسوة بإسبانيا وفرنسا وغيرهما».

وتابع القول «إن هناك حراكا دبلوماسيا في أوروبا ولكننا بدأنا نأخذ الحيطة والحذر في تحركاتنا لسببين، أولهما أن الخارجية الإسرائيلية، بعثت برسالة إلى الدولة الغربية تحذر من اتخاذ إجراءات فلسطينية أحادية الجانب، لما لها من مردود عكسي على نحو يتناقض مع اتفاقيات أوسلو، وأصبح الأوروبيون حذرين في خطواتهم. والسبب الثاني هو إرسال رسالة ثانية إلى دول أميركا اللاتينية تحمل نفس المضمون». وأضاف أن «هذا التطور دفعنا إلى اتخاذ مزيد من الحذر والتريث في تحركاتنا وخطواتنا».

وحول الموقف الألماني من رفع مستوى التمثيل قال المالكي «إن اتصالات جرت وتجرى مع ألمانيا حول هذه القضية، وتلقينا وعودا بمناقشة هذه المسألة». وفي هذه المناسبة أضاف القول «عقدنا في العام الماضي اجتماعا للجنة الوزارية المشتركة، ونخطط الآن لعقد الاجتماع الثاني.. ويبدو أن الألمان يبحثون عن فرصة للإقدام على مثل هذه الخطوة».

ولا يعتقد المالكي أن موجة الاعترافات بالدولة الفلسطينية، التي اجتاحت دول أميركا اللاتينية أواخر العام الماضي ومطلع الحالي، قد توقفت. وقال «في أميركا اللاتينية لم تبق سوى دولة كولومبيا التي لم تعترف بالدولة الفلسطينية وتفتح سفارة بها. ونشاطاتنا متواصلة من أجل الحصول على الاعتراف. وها نحن نحرك الجاليتين العربية والفلسطينية، لا سيما أعضاء البرلمان الذين يصل عددهم إلى 34 عضوا. وأذكر في هذا السياق أن رئيسة البرلمان السابقة من أصول عربية، وهي تعمل وتنسق معنا في هذا القضية. وبالتالي ستكون هناك مساءلة لوزيرة الخارجية الكولومبية ماريا أنجيلا هولغين، عن أسباب عدم الاعتراف بدولة فلسطين حتى هذه اللحظة أسوة ببقية بلدان أميركا اللاتينية. وأتوقع حراكا في البرلمان الكولومبي مدعوما بمنظمات المجتمع المدني والأحزاب المختلفة والجاليتين الفلسطينية والعربية». واستطرد قائلا «نحن نعرف صعوبة الوضع في كولومبيا جراء العلاقات، لا سيما الأمنية والاستخباراتية والعسكرية، وعلى صعيد التسلح والتدريب، التي تربطها بإسرائيل. طبعا هذا يجب ألا يردعنا عن مواصلة الجهود لتحقيق هدف الاعتراف بالدولة الفلسطينية قريبا».

وقال إنه «رغم اعترافنا بأن كولومبيا لاعب كبير في دول عدم الانحياز، فإننا نركز في الوقت الحاضر على دول البحر الكاريبي. وخلال فترة قصيرة سنبعث وفودا إلى هذه الدول وكذلك إلى دول ذات نفوذ في الكاريبي لمساعدتنا في دفعها نحو الاعتراف بالدولة الفلسطينية».

أما بالنسبة للتغيير الحكومي فقال إن «هناك تعتيما كبيرا من قبل رئيس الوزراء المكلف سلام فياض، على جهوده ومشاوراته. ولكنني أعتقد أنه استكمل المشاورات. وقد أبلغنا من قبل الأمانة العامة لمجلس الوزراء بجلسة ستعقد في موعدها المعتاد يوم الثلاثاء المقبل (بعد غد)، وسيكون هذا أول اجتماع منذ 4 أسابيع».

يذكر أن فياض تقدم باستقالته للرئيس محمود عباس (أبو مازن) قبل أربعة أسابيع وكلف على الفور بتشكيل حكومة جديدة، وقد منح أسبوعين آخرين بعد الأسبوعين الأولين لتشكيل الحكومة.