زوجة أبو سيسي تؤكد تلقيها تطمينات أميركية بقرب الإفراج عنه

الأمم المتحدة تؤكد أن إسرائيل اختطفته من أوكرانيا

TT

ما زالت قضية المهندس الفلسطيني ضرار أبو سيسي، 39 عاما، من قطاع غزة، تتفاعل بعد أن أكدت الأمم المتحدة أنه يشتبه في ضلوع إسرائيلي في اختطافه من أوكرانيا ونقله إلى إسرائيل في 18 فبراير (شباط) الماضي. وأكدت زوجة أبو سيسي أن السفارة الأميركية في أوكرانيا قد طمأنتها بقرب الإفراج عنه بعد أن تبين بعد التحقيق معه أنه لا يوجد ما يسوغ اختطافه. وفي حديث مع وسائل إعلام فلسطينية أوضحت الزوجة أنها كلفت محامية في إسرائيل لمتابعة نتائج التحقيقات في سجن عسقلان. وقامت محاميته الإسرائيلية بزيارته يوم الأربعاء الماضي.

واتهمت زوجته إسرائيل باختطافه بهدف الحرص على تخريب محطة توليد الكهرباء الرئيسية في قطاع غزة، قائلة إن زوجها كان يمثل «قلب محطة الكهرباء أو بالأحرى دماغها، فهذه المحطة هدف استراتيجي، وهم (الإسرائيليين) يريدون تحطيمها». ونفت تكهنات تفيد بأن إسرائيل، قد تكون تلاحق زوجها بوصفه متعاطفا مع حركة حماس، وقالت إنه لا يشارك في نشاطات سياسية أو مع فصائل مقاومة.

من ناحيتها أوضحت الشقيقة سوزان أبو سيسي، 45 عاما، أن «السبب الوحيد وراء اختطاف شقيقها هو نجاحه في تحويل توربينات محطة توليد الكهرباء لتصبح قادرة على العمل بالسولار المصري بدلا من الإسرائيلي»، مضيفة أن شقيقها «ذهب إلى أوكرانيا في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي للحصول على الجنسية الأوكرانية». وقال الناطق باسم المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة في أوكرانيا ماكسيم بوتكيفيتش إن أبو سيسي قيد الحجز في إسرائيل بعد فترة وجيزة من اختفائه، مشيرا إلى أنه يشتبه في أن قوات أمن إسرائيلية وأوكرانية لها يد في اختفائه وسجنه في إسرائيل. وأوضح: «لا نعرف تفاصيل رحلته من أوكرانيا إلى إسرائيل.. لكن لسوء الحظ، يبدو ما حدث وكأنه عملية خطف عنيفة وليس تسليما قانونيا أو أي تصرف قانوني من جانب السلطات».

وامتنعت وزارتا الخارجية الإسرائيلية والأوكرانية التعليق عن ادعاءات الأمم المتحدة. وأمرت محكمة لوائية إسرائيلية مطلع الأسبوع الجاري بعدم نشر أي معلومات عن اختفاء أبو سيسي، رافضة طلبا برفع التعتيم قدمته المنظمة الإسرائيلية للحقوق المدنية، لكنها سمحت بإطلاع الجمهور على المعلومات التي تنشر في الخارج.

وقالت المنظمة إنها تعارض خصوصا مبدأ سرية التحقيق الذي تفرضه إسرائيل لأسابيع وأحيانا لأشهر لأسباب أمنية. وقال الناطق باسم وزارة الداخلية في حكومة غزة إيهاب الغصين أمس إنه إذا ثبتت صحة الأنباء في شأن احتجاز أبو سيسي في إسرائيل، فإن على السلطات الأوكرانية «كشف الحقائق».

في الوقت نفسه، اعتبر الناطق باسم حماس سامي أبو زهري أن «خطف الاحتلال الإسرائيلي لهذا المواطن صورة من صور العربدة التي يمارسها (جهاز المخابرات الإسرائيلي الخارجي/ الموساد)، متجاوزا كل القوانين الدولية». واعتبر أبو زهري عملية الاختطاف «انتهاكا للقانون الدولي ولسيادة أوكرانيا ودليلا إضافيا على استخفاف الاحتلال بالمجتمع الدولي». وحمل أبو زهري السلطات الإسرائيلية المسؤولية عن سلامة أبو سيسي، مطالبا بالإفراج الفوري عنه، داعيا إلى تحمل الحكومة الأوكرانية مسؤولياتها، تجاه ما وصفه بـ«الجريمة». وأكدت مصادر فلسطينية أنه قد تم نقل أبو سيسي بعد يوم من اختطافه إلى إسرائيل، حيث يحتجز حاليا في سجن عسقلان.

ويشغل أبو سيسي منصب المدير التقني لمحطة توليد الكهرباء في قطاع غزة، وسافر في 18 فبراير (شباط) الماضي برفقة زوجته إلى أوكرانيا لزيارة أهلها، ومتابعة عملية الحصول على الإقامة الدائمة. وتخرج أبو سيسي في جامعة كييف في الهندسة الكهربائية، ويقطن في مدينة غزة، وله ستة من الأبناء. وفرض الإعلام الإسرائيلي تعتيما على القضية وعلى مجرى التحقيق معه.