القائد السابق لقوات حلف الناتو يعارض التدخل العسكري الأميركي في ليبيا

الجنرال كلارك قال إن العنف حتى الآن لا يستدعي تدخلا.. وحذر من «نصر رخيص»

TT

عارض الجنرال ويسلي كلارك، القائد السابق لقوات حلف الناتو مرشح سابق لرئاسة الجمهورية، التدخل العسكري الأميركي في ليبيا.

وقال في تصريحات صحافية: «نعم، حماية إمدادات النفط مصلحة حيوية. لكن ليبيا لا تبيع كميات كبيرة من النفط إلى الولايات المتحدة». وعن نشر الديمقراطية في ليبيا، قال: «بالطبع، نحن نريد دعم الحركات الديمقراطية في المنطقة. ولكننا نتدخل الآن عسكريا في العراق وأفغانستان». واعترف: «من الصعب الوقوف صامتين بينما يواجه الأبرياء العنف. ولكن هذا ما فعلناه عندما شاهدنا الحروب الأهلية في أفريقيا التي قتلت عدة ملايين. وعندما شاهدنا القتال في دارفور الذي قتل مئات الآلاف». وأضاف: «حتى الآن، العنف في ليبيا لم يصل إلى مرحلة تدعو إلى المقارنة مع هذه الأحداث».

وأضاف: «ربما سنتمكن من كسب نصر (رخيص) إذا أعلنا الحرب على القذافي. لكنها ستكون حربا بين الولايات المتحدة والقذافي. ولا بد أن نقاتله حتى نقضي عليه. كما لا بد من إرسال قوات برية كبيرة. وأيضا ترك قوات هناك بعد نهاية الحرب بهدف المحافظة على السلام».

وقال إن إعلان منطقة حظر الطيران فوق ليبيا «ربما يكون سهلا، لكنه لن يكن كافيا، وسيغري بمزيد من التدخلات العسكرية».

وأضاف «في ليبيا، نحن لا نعرف من هم المتمردون حقا، أو الكيفية التي سيتم بها تشكيل حكومة شرعية إذا رحل القذافي».

وفي الوقت الحالي، دعا كلارك إلى الانتظار بعد معرفة نتائج اجتماع وزيرة الخارجية، هيلاري كلينتون، مع زعماء المعارضة الليبيين.

وقال إن أفضل سيناريو هو أن يكون في ليبيا مؤتمر دستوري، وقوائم ناخبين وأحزاب سياسية وانتخابات حرة ونزيهة بإشراف دولي، ومنافسات عنيفة ستنتصر فيها الأحزاب الأكثر تنظيما وسرية، وأضاف: «إذا حدث هذا، لن نعرف ماذا سنفعل. نحن لسنا مجهزين تجهيزا جيدا للتعامل مع هذا النوع من الكفاح. ثم إنه بمجرد أن نتدخل، فإن المشكلة في ليبيا سوف تصبح مسؤوليتنا».

وشدد كلارك على أهمية الحصول على تأييد الرأي العام الأميركي. وقال إن «الحرب الهجومية، بصورة عامة، غير مشروعة». لكن التدخل في الكويت كان بسبب غزو العراق له.

وكان التدخل في عام 1999 في كوسوفو من دون اهتمام كبير من الرأي العام الأميركي، وبسبب ضغوط من الرأي العام الأوروبي، لكن التدخل في العراق «كان خطوة انفرادية وفيه حماقة وعجلة ومن دون سبب مقنع، وكلفنا الكثير».

وقال إن الرأي العام الأميركي، بالطبع، لا يعطف على القذافي لأنه دعم الإرهاب، وقتل أميركيين وقمع شعبه لمدة 40 عاما. وأضاف: «لكن تصرفاته الحالية ليست هجوما على الولايات المتحدة أو أي بلد آخر. على أي أساس يمكن الحصول على دعم الكونغرس وتفويض دولي للتدخل في حرب أهلية؟ هل لدينا تأييد من جامعة الدول العربية؟ من الأمم المتحدة؟ من قرار من مجلس الأمن؟».

وقال إنه، بصرف النظر عن التدخل العسكري الأميركي في أفغانستان والعراق، كان يجب على الأميركيين الاتعاظ من تجربة فيتنام. وقال إن سياسيين أميركيين في ذلك الوقت قالوا إن تجربة فيتنام يجب أن تكون آخر خطأ. وأشار إلى تصريح في ذلك الوقت من عضو الكونغرس ليز أسبين، الذي صار في وقت لاحق وزيرا للدفاع في إدارة الرئيس كلينتون. وقول أسبين مخاطبا طلابا في كلية عسكرية أميركية كان كلارك واحدا منهم: «أنتم، أيها الضابط الشباب والطلاب الذين تجلسون هنا، أبدا في حياتكم لن ترونا نتدخل عسكريا في دولة أخرى. لقد تعلمنا من هذا الدرس». واعترف كلارك أن ضعف الرئيس الليبي معمر القذافي يجعل كثيرا من الأميركيين يصرخون، مطالبين بالتدخل السريع، وقولهم: «لنتدخل سريعا، لنفعل شيئا، نقدر على تحقيق الديمقراطية بتكاليف قليلة»، إشارة إلى سياسة الرئيس السابق بوش الابن بنشر الديمقراطية في الشرق الأوسط بعد غزو العراق. وقال كلارك إن هناك تدخلات عسكرية أميركية نجحت في الماضي: في غرينادا (1983)، بنما (1989)، تحرير الكويت (1991)، البلقان (1995 - 2000). وإن هناك تدخلات عسكرية لم تنجح: محاولة إنقاذ الرهائن في إيران (1980)، إنزال قوات المارينز في لبنان (1982)، التدخل في الصومال (1992 - 1994).

وأشار إلى التدخل في أفغانستان بأنه «كان واضحا أنه لا بد أن نضرب بعد هجوم 11 سبتمبر (أيلول) لمواجهة تنظيم القاعدة». وعن التدخل في العراق في 2003، قال: «فشلنا في رسم مسار واضح للديمقراطية قبل التدخل العسكري. وعندما أسقطنا صدام حسين، لم يكن لدينا بديل جاهز. نعم، بعد 8 سنوات، قطعنا شوطا طويلا، ولكن بتكاليف مرتفعة جدا».