ملك البحرين: عملية الإصلاح والتحديث لن تتوقف.. وولي عهده: نؤيد الاستفتاء على أي اتفاق

غيتس يحث المنامة على إجراء إصلاحات سريعة ويحذر من تدخل إيران واستغلالها الموقف

العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة لدى لقائه وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس في المنامة، أمس (أ.ب)
TT

أكد العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى ال خليفة ان عملية الاصلاح والتحديث لن تتوقف في البحرين, مؤكدا ان مجتمع بلاده مترابط ومتعاون تسوده الالفة والمحبة.

جاء ذلك خلال استقبال الملك حمد امس لوزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس الذي حث المنامة على إجراء إصلاحات سياسية هامة وسريعة قبل أن تتفاقم الأمور لتصل إلى حد تدخل إيراني في الأوضاع الداخلية للبحرين.

وكان الملك حمد بن عيسى آل خليفة قد استقبل في قصر الصخير، أمس، وزير الدفاع الأميركي، «وجرى خلال اللقاء بحث التطورات في المنطقة الإقليمية والعربية والدولية، بالإضافة إلى استعراض العلاقات الوثيقة القائمة بين البلدين الصديقين والسبل الكفيلة بتعزيزها في المجالات كافة»، بحسب وكالة أنباء البحرين.

وأعرب العاهل البحريني عن تقديره «لموقف الولايات المتحدة الداعم لمبادرة الحوار الوطني في البلاد الذي سيسهم في تعزيز الأمن والاستقرار والعمل على ازدهار المملكة وتنميتها وتوفير العيش الكريم للمواطنين»، وأضاف أن «مجتمع البحرين هو مجتمع مترابط ومتعاون تسوده الألفة والمحبة.. وإن عملية الإصلاح والتحديث في البلاد لن تتوقف، وهي عملية مستمرة تعمل على توفير طلبات المواطنين واحتياجاتهم».

ونقلت وكالة أنباء البحرين عن غيتس دعوته، خلال لقائه ولي العهد الأمير سلمان بن حمد، إلى «إقامة حوار وطني تجلس أطرافه معا على أن يتم استغلال الوقت واستثماره بالشكل الأفضل والعمل على بلورة الأفكار للوصول إلى النتائج المطلوبة»، مؤكدا «وقوف بلاده ودعمها لكل ما يعزز أمن واستقرار البحرين التي تعد بلدا صديقا وحليفا تربطه بالولايات المتحدة علاقات صداقة قديمة ومصالح مشتركة، خصوصا بعد أن دخلت اتفاقية التجارة الحرة بين البلدين حيز التطبيق». ومن جهته، أبلغ ولي عهد البحرين الصحافيين المرافقين لوزير الدفاع الأميركي بعد اجتماعه مع غيتس أنه يؤيد إجراء استفتاء حول أي اتفاق يتم التوصل إليه مع المعارضة.وقال ولي العهد: «عندما نتوصل إلى اتفاق سنقوم بطرحه في استفتاء (...) الشعب سيكون الحكم النهائي في حال كان هناك اتفاق من عدمه». وأعرب ولي العهد عن تفاؤله بانضمام المعارضة للحوار الوطني، حسب ما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية.

وكان ولي العهد قد قال خلال استقباله غيتس في قصر الرفاع، أمس، إن «تفعيل مبدأ الحوار الوطني غير المشروط والالتزام بقيمه سيمكننا من الخروج بالنتائج التي نبتغيها لحاضر ومستقبل البحرين الذي نتطلع إليه بعين الإشراقة والتفاؤل، فالحوار هو السبيل الأمثل والطريقة الحضارية لتحقيق أي مطالب أو تطوير».

وفي وقت لاحق قال غيتس للصحافيين في طائرته العسكرية بعد زيارته للمنامة، إنه على الرغم من عدم وجود أي إشارة على تورط إيران في التحركات الاحتجاجية التي انطلقت في الرابع عشر من فبراير (شباط) الماضي، فإن إيران قد تتدخل في الوضع السياسي في البحرين بسبب الانقسام المذهبي في البلاد بين الشيعة والسنة.

وكان غيتس قد أجرى لقاءات مع كبار القادة البحرينيين في مقدمتهم الملك حمد بن عيسى آل خليفة وولي العهد الأمير سلمان بن حمد، وحول تلك اللقاءات قال الوزير الأميركي: «أعلنت أننا لا نملك أي دليل على تدخل إيران في أي من الثورات الشعبية أو المظاهرات في المنطقة، لكن هناك أدلة ملموسة تشير إلى أن طول أمد الأزمة، لا سيما في البحرين، سيدفع الإيرانيين إلى البحث عن وسائل لاستغلالها وخلق المشكلات»، ونقلت وكالة «رويترز» عن غيتس أن وزارة الخارجية الأميركية كانت قد أجرت محادثات مع فصائل المعارضة البحرينية التي تنقسم بين معتدلين يريدون إعادة تشكيل الحكومة، وبين فصائل أصغر وصلت مطالبها إلى حد إسقاط الملكية وإعلان جمهورية.

وفي غضون ذلك، أحاط عشرات الآلاف من المحتجين بالقصر الملكي في المنامة ورددوا شعارات مطالبة بالإصلاح مستغلين وجود غيتس في البلاد وبحسب وكالة «أسوشييتد برس»، فقد سمح للمتظاهرين بالاقتراب من القصر ولم يكن هناك وجود ملحوظ لقوات الأمن.