نواب عراقيون يعتبرون تصريحات طالباني حول كركوك «مستفزة» ويدعون لاستجوابه برلمانيا

المتحدثة باسم كتلة علاوي لـ «الشرق الأوسط»: المدينة ليست محتلة.. والعراق ليس إسرائيل

TT

على الرغم من التوضيح الصادر عن مكتب الرئيس العراقي جلال طالباني بخصوص وصفه لمدينة كركوك بأنها «قدس الأكراد» ضمن تصريحات أدلى بها لمؤيدين له في مدينة السليمانية مؤخرا من منطلق الصفة الحزبية التي يحملها طالباني كزعيم للاتحاد الوطني الكردستاني، فإن هذه التصريحات «أزعجت» نوابا داخل العديد من الكتل السياسية والبرلمانية والتي وصلت إلى حد إعلان نواب بعض الكتل جمع تواقيع لاستجواب الرئيس العراقي داخل قبة البرلمان. وبينما لم يصدر بعد رد فعل رسمي من أي كتلة أو حزب داخل البرلمان أو في العملية السياسية بخصوص تلك التصريحات فإن هناك تأييدا ضمنيا من كتل أخرى للمضي في هذا الأمر.

وفي الوقت الذي أعلن فيه بعض نواب القائمة العراقية، بزعامة رئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي، خصوصا ممن يمثلون كركوك عربا وتركمانا أنهم بدأوا بجمع تواقيع لاستجواب الرئيس العراقي فإن الموقف الرسمي للقائمة العراقية يميل نحو التهدئة. وفي هذا السياق، فقد أكدت المتحدثة الرسمية للقائمة العراقية ميسون الدملوجي في تصريح خاص لـ «الشرق الأوسط» إن «موقفنا الرسمي من هذه التصريحات يستند في جانب منه إلى التوضيح الصادر عن مكتب رئيس الجمهورية السيد جلال طالباني، الذي ذهب إلى القول إن تصريحاته كانت ذات صفة حزبية، كونه أمينا عاما للاتحاد الوطني الكردستاني، وإنها لا تعبر عن صفته الأخرى كرئيس للجمهورية والجانب الآخر لرؤيتنا لهذا الموضوع هي أن من الخطأ وصف كركوك بالقدس لأن كركوك ليست محتلة حتى نعمم عليها وصف القدس».

وأضافت الدملوجي إن «كركوك عراقية ولسنا محتلين لكركوك بحيث يصح عليها مثل هذا الوصف، والعراق ليس إسرائيل، كما أن كردستان جزء من العراق وكردستان ضمن هذا الوصف عراقية وكركوك عراقية وجزء من الدولة الاتحادية»، مشيرة إلى أن «مثل هذه التصريحات حتى لو كانت حزبية أو موجهة إلى جمهور معين فهي تبقى ذات مضمون استفزازي ونحن نشعر أن كركوك عزيزة علينا ولا يمكن لأحد أن يفرط بكركوك في إطار الدولة الاتحادية».

وبخصوص جمع بعض النواب من كتل مختلفة تواقيع بهدف «استجواب» الرئيس جلال طالباني، قالت الدملوجي «إننا لا نؤيد الاستجواب بل نميل إلى أن يكون الأمر فيما لو تم فعلا جمع ما يكفي من تواقيع استضافة للرئيس لكي يوضح موقفه، فنحن لا نميل إلى تأزيم الأوضاع في البلاد واحتراما لهيبة الدولة العراقية»، معتبرة أنه «في حال تم جمع أكثر من 50 توقيعا يصبح من الممكن استجواب الرئيس أو استضافته لأنه بالدستور جزء من السلطة التنفيذية ويقع عليه ما يقع على السلطة التنفيذية».

من جهته، اعتبر القيادي البارز في التيار الصدري وعضو البرلمان العراقي حاكم الزاملي في تصريح لـ «الشرق الأوسط» أنه «في الوقت الذي لا يستطيع فيه التعبير عن موقف التيار الصدري بشكل رسمي من تصريحات الرئيس جلال طالباني بخصوص كركوك بوصفها قدس الأكراد فإنه يراها تصريحات غير موفقة وليست ضرورية أيا كانت المبررات والأجواء التي قيلت فيها»، وأضاف أن «كركوك ليست للأكراد فقط بل هي للعراقيين جميعا وهذا موقف معلن لنا ولغيرنا من العراقيين ولا جديد فيه». وبخصوص دعوات بعض النواب لجمع تواقيع قد تصل إلى حد استجواب أو استضافة الرئيس طالباني وما إذا كان يؤيد ذلك، قال الزاملي «نعم نحن نؤيد الاستضافة أو الاستجواب ما دام الأمر دستوريا ويحتاج توضيحا».