مجلس الشورى السعودي: حمل الناس على الخروج من الأمور التي لا تحقق مطلبا أو إصلاحا

رئيس الحرس الوطني: الشعب السعودي رد على حساده وأظهر أصالته > الأمير سلطان بن سلمان: اللحمة الوطنية في المملكة لا يمكن لكائن من كان أن يخترقها

TT

رفع مجلس الشورى السعودي، خلال جلسته العادية الحادية عشرة التي عقدها أمس برئاسة الشيخ الدكتور عبد الله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ رئيس المجلس، التهنئة للقيادة السعودية على ما أبداه الشعب السعودي «من وفاء والتزام بأمن الوطن ومقدراته».

وأكد المجلس أن تكاتف المواطنين وتعاونهم مع رجال الأمن في الميدان لمواجهة دعاة الفوضى «كان دلالة واضحة وردا عفويا على كل متربص يحيك الشر لبلد آمن يحتضن الحرمين الشريفين ويقوم على تطبيق الشرع الحنيف في سائر شؤونه»، ورأى المجلس أن حمل الناس على الخروج «من الأمور التي لا تحقق مطلبا، أو إصلاحا». داعيا في الوقت ذاته إلى اتباع نهج الحوار، وهو ما يدعو إليه ولاة الأمر. إلى ذلك، أكد الأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز وزير الدولة عضو مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني قوة المحبة والتلاحم التي تربط بين الشعب السعودي وقيادته، وقال: «رد الشعب السعودي على حساده وأظهر أصالته ومحبته لهذا الوطن الغالي»، وأضاف: «الوطن والشعب السعودي كانا هاجس خادم الحرمين الشريفين الأول أثناء فترته العلاجية في الخارج، وكان أول سؤال طرحه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بعد إفاقته من العملية الجراحية عن المملكة وعن الشعب السعودي، متناسيا آلام العملية». جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها الأمير متعب بن عبد الله خلال افتتاح فعاليات المؤتمر السعودي لكليات العلوم الصحية الذي نظمته جامعة الملك سعود بن عبد العزيز للعلوم الصحية بالحرس الوطني أمس.

وعبر الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز، رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، عن شعوره وجميع مسؤولي الهيئة بالاعتزاز، إثر اطلاعهم على الكلمة الضافية للأمير نايف بن عبد العزيز، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، خلال افتتاحه مؤتمر العمل البلدي الخليجي السادس، وما اشتملت عليه تلك الكلمة من معان تعبر عن مشاعر جميع المواطنين في المملكة تجاه مليكهم ووطنهم، وتؤكد الحب الكبير بين القيادة والمواطنين.

وقال الأمير سلطان بن سلمان: «كل مواطن في هذه الدولة مسؤول، ومن لا يعرف المملكة لا يعي أن الدولة هي المواطن، والمواطن هو الدولة، ولا يوجد فصل بين القيادة والمواطنين في المملكة، فالجميع هدفهم واحد يتلخص في استقرار وتطور ورفعة هذا الوطن، الذي كرّمه الله بأن جعله مهبطا للوحي وموطنا للحرمين الشريفين، ومنطلقا لأسمى الرسالات السماوية، وقبلة للمسلمين. والجميع فيه يلتقون على تحمل مسؤولية عظيمة تتمثل في المحافظة على الوحدة الوطنية، التي يسهم المواطنون يوميا في بنائها وتعزيزها، كما أسهم آباؤهم وأجدادهم من قبل في توحيد الدولة».

وأضاف: «لا يتصور أحد في المملكة أن يوجد بيننا من يفكر في التفريط بهذه الوحدة المباركة، وما بُنيت عليه من مرتكزات عظيمة، وهو ما عبر عنه سيدي النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية في كلمته الارتجالية التي كانت معبرة بصدق عما يكنه المواطنون من حب وتلاحم وصدق مع قيادتهم، وبين بعضهم البعض».

وأكد أن هذه اللحمة الوطنية، لا يمكن لكائن من كان أن يخترقها، و«قد أثبتت هذه البلاد طوال تاريخها، وما مرت به من أزمات، أنها بُنيت على أسس متينة ترتكز على العقيدة الإسلامية الراسخة، ولا يمكن المزايدة على هويتها العربية والإسلامية والتزام قيادتها وشعبها بشرع الله قولا وعملا. وقد تحقق، ولله الحمد، وبعد كفاح طويل عبر مئات السنين بناء كيان عظيم شعاره المحبة والألفة والتلاقي على الخير، وهو يزهو اليوم بقائده المحبوب، أطال الله في عمره، الذي يستكمل مسيرة البناء والتطوير والتحديث بشجاعة واعية وبكل دراية واقتدار، ويخطو على درب المؤسس، المغفور له الملك عبد العزيز، وأجداده من قبله، ومن تبعهم من ملوك أخلصوا في قيادة بلدهم، وأحسنوا لشعبهم، فبادلهم الشعب الإحسان بمثله».

من جانبه، أكد الأمير مشعل بن عبد الله بن عبد العزيز أمير منطقة نجران أن القيادة تسعى دائما لخدمة الوطن والمواطن في شتى مناحي الحياة، وقال خلال لقائه أمس بمسؤولي الإدارات الحكومية بمقر إمارة المنطقة: «خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز نذر نفسه ووقته لكل ما يخدم هذا الوطن وأبناءه، ويتجلى هذا في ما يقدم يوما بعد يوم من أعمال جليلة شملت كل شبر من المملكة، وأبناء المملكة يثبتون يوما بعد يوم ولاءهم وحبه».

وكان محرر الشؤون السياسية في وكالة الأنباء السعودية (واس) أوضح في مقال له أمس أن «العالم كله تابع وعبر شاشات التلفزيون يوم الجمعة الماضي كيف عاشت المملكة العربية السعودية لحظات الطمأنينة والهدوء في ظل معترك المتغيرات التي نشهدها من حولنا يمينا وشمالا؛ دولا وأقليات»، مبينا أن الشعب السعودي راهن برمته على أن يبرق للعالم بهذه الرسالة الأكيدة التي عنوانها «نحن بلد سلام» قولا وفعلا، «تعلمنا هذا الشعار من المؤسس الملك عبد العزيز آل سعود رحمه الله، ومن بعده أبناؤه الأوفياء حتى عهد ملك الإنسانية الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده والنائب الثاني، الذين رصدنا على مر التاريخ مواقفهم السياسية المعتدلة في التعامل مع الأحداث والظروف الطارئة».

وأضاف أن «مرور هذا اليوم يعني للإنسان السعودي الشيء الكثير؛ لعل الأهم أنه يتعامل مع الموقف في لحظته؛ كيف وقد استمع الشارع السعودي لمنطق الحق عندما جاء بيان هيئة كبار العلماء في المملكة مؤكدا حرمة المظاهرات، وأن في أعناق هذا البلد ومواطنيه بيعة شرعية لا أخال أحدا يحيد عنها قيد أنملة». وقال إن «مرور هذا اليوم في المملكة يعني توافق الرؤية نحو قيادة آمنة حكيمة تحرص على أبنائها وإسعادهم ورفاهيتهم، تجلى هذا في الوقفة المباركة لخطباء الجمع كلهم؛ وفي مقدمتهم خطيبا الحرمين الشريفين الطاهرين حتى خرج المصلون وأياديهم مرفوعة إلى المولى جل وعلا تشكره سبحانه على هذه اللحمة المباركة في ديار التوحيد». وأضاف المحرر السياسي أن «مرور هذا اليوم يجسد وحدة بناء الملك عبد العزيز وأبنائه الذين سهروا ليالي في بناء وحدة هذا الكيان القوي في إيمانه، القوي في رجالاته، القوي في وطنيته، التي تزامنت على مدى الأيام حتى وصلنا إلى اليوم الذي رفعنا فيه الرؤوس حامدين شاكرين لله على هذه الوحدة الوطنية المتلاحمة، منذ ذلك التاريخ وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وإخوانه الأعزاء من الأسرة الكريمة وأفراد الشعب الوفي».

وقال: «لقد كنا نتابع الإعلام الجديد لحظة بلحظة، وماذا سيقول ويكتب المندسون في هذا الإعلام الإلكتروني الذي أصبح حيلة العاجز، ورصدنا مواقف تؤكد أن مصداقية العلاقة التي ربطت الشعب والقيادة أظهرت بجلاء الحب المتين ووقفة الشارع السعودي مع قيادته وعلمائه.. حتى تذكرنا معها قول الله تعالى: (ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين). لقد كنا متأكدين، بحمد الله، أن وحدة هذه البلاد لا يخترقها ناعق وعاجز ويد قصيرة؛ لأن العمق الروحي في نفوسنا جميعا متجذر في سويداء القلوب بين الأمير والصغير والكبير على حد سواء، وأن لفيف العلماء وجموعهم كانت أيضا تبارك هذه الوحدة اللافتة، كما أكد أيضا شبابنا وهم على مدرجات الملاعب في سباق تنافسي شريف أن الوحدة والعلم الأخضر كان يجمعهم (عاشت بلادي عاشت.. حماك الله يا وطن) وبصوت واحد لا تفرق بين فريق وفريق»، وقال: «لقد خرجنا بعد هذا الترقب بجمعة بيضاء نقية نقاء الثوب الأبيض في عموم شرائح المجتمع السعودي، وأبرقنا للعالم بأن هؤلاء المغرضين والمندسين والحمقى قد دحرهم الصدق والوفاء والمحبة لولاة الأمر ولقيادتها».