الحريري: مستحيل أن يبقى السلاح مرفوعا في وجه إرادة الشعب وبوجه الحقيقة

عشرات آلاف اللبنانيين طالبوا «باسقاط السلاح»

TT

«مش مستحيل» قالها ورددها رئيس حكومة تصريف الأعمال وتكتل «لبنان أولا» سعد الحريري وبالعامية اللبنانية أكثر من مرة متوجها إلى عشرات آلاف اللبنانيين الذين لاقوه وقادة «14أذار» إلى ساحة الشهداء في وسط بيروت آتين عن طريق البحر والبر ليؤكدوا على الشعار الذي ظلّل الذكرى السادسة لـ14 آذار «بوجه وصاية السلاح، الساحة اقوى سلاح».

الحريري وزّع الرسائل وبكل الاتجاهات، فأيّد الشعار الذي يعممه «حزب الله» عن أن «إسرائيل أيضا تريد إسقاط السلاح»، موضحا أنّ «إسرائيل تريد أن يسقط السلاح وأن يوجه إلى بيروت والجبل ويسقط بالفساد والممنوعات والبلطجة»، مشيرا إلى أن «إسرائيل تريد أيضا أن يسقط من قمة الدفاع عن لبنان إلى حفرة الانتشار في الزواريب ومن جنة حماية أرض لبنان وأهل لبنان إلى جحيم ضرب الشراكة اللبنانية والوحدة الوطنية والدستور والديمقراطية وأن يستعمل هذا السلاح في الداخل»، لافتا الإنتباه في المقابل إلى أنّ قوى 14 آذار هي من يريد «منع السلاح من السقوط، ونريد أن نضعه تحت إمرة الدولة ورايتها، لأن الدولة هي التي تجمعنا جميعا، ولأن الجيش هو الذي يحمينا جميعا، ولأن المستحيل هو أن ننسى أن إسرائيل عدوتنا، وأن فلسطين قضيتنا وأن الذي يريد أن يحرّرها يجب أن يوجه سلاحه إلى إسرائيل، وليس إلى بلده، ويعطل دولة إسرائيل، وليس دولته، ويضعف إقتصاد إسرائيل وليس إقتصاد لبنان».

وشدّد الحريري على أن «كل ما يقولون أنّه مستحيل اليوم، سيتحقق بإذن الله»، قائلا: «المستحيل هو أن يبقى السلاح لعبة ترمى على أولادنا لتنفجر في وجوههم، أن يبقى السلاح مرفوعا في وجه إرادة الشعب والديمقراطية وفي وجه الحق وفي وجه الحقيقة»، لافتا كذلك إلى أنّ «المستحيل المستحيل، هو أن نسكت أو أن نخفض رؤوسنا، وأن نتراجع عن حريتنا، وأن لا ندافع عن دستورنا وديمقراطيتنا وبلدنا، وأن ننسى في لحظة، أنكم أنتم أتيتم بالاستقلال، وحققتم السيادة وأنكم أنتم من حقق قيام المحكمة، بكل حضارة وبكل سلم وبكل هدوء، من دون سلاح ومن دون ضربة كف».

ومن دون ان يسميه توجه الحريري إلى رئيس المجلس النيابي نبيه بري فقال له: «المستحيل أن يبقى شخص واحد 20 سنة في الموقع نفسه بالسلطة، ويعطينا دروسا في تداول السلطة، فقط لأنه كلما فكّر شخص بأن يترشح ضده يخرج السلاح إلى الشوارع وعلى السطوح»، مشددا على أن «المستحيل أيضا أن يقف أمامكم نائب ويتعهد لكم بأن يدافع عن المحكمة وعن الطائف وعن الديمقراطية، وأن ينقل صوتكم بأمانة، ثم يقول إنه أجبر على عمل العكس تماما لأنه جاء من قال له السلاح سيأكل البلد، ويأكل أولاده وأولادكم».

وجدّد الحريري ومن ساحة الشهداء تمسكه بالحقيقة وبالمحكمة الدولية مستذكرا شهداء ثورة الارز ومتوجها «لمن قال أن رفيق الحريري هو فقيد عائلة، نقول له هذه هي عائلة رفيق الحريري، أنتم الموجودون هنا عائلة رفيق الحريري، هو فقيدكم أنتم».وتابع الحريري: «من المستحيل لأحد منا أن يقبل للبنان أن يقع تحت أي وصاية مجددا، إن كانت وصاية من الخارج، أو وصاية السلاح من الداخل لحساب الخارج».

وكان قد اعتلى المنصة الرئيسية التي أقيمت للمناسبة قرب ضريح رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري، 11 خطيبا اجمعوا على رفض السلاح خارج اطار الشرعية وعلى ضرورة جلاء حقيقة من اغتال شهداء ثورة الأرز قبل اتمام أي مصالحة.

وتوالى على المنصة كل من: منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار فارس سعيد، النائب السابق الياس عطاالله، النائب سيبوه كالبكيان ممثلا حزب الهانشاق، رئيس حزب الوطنيين الأحرار دوري شمعون، النائب غازي يوسف، رئيس الهيئة التنفيذية في «القوات اللبنانية» سمير جعجع، وزير العمل في حكومة تصريف الأعمال بطرس حرب، وزير الدولة ميشال فرعون، رئيس مجلس النواب فريد مكاري، رئيس حزب الكتائب أمين الجميل ورئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري.

وأكّد رئيس حزب الكتائب أمين الجميل أن طرح «موضوع السلاح ليس استعداء لأي طرف، بل من أجل إنقاذ لبنان وبناء الدولة»، وتوجه إلى حزب الله قائلا: «كم مضى من الوقت ولم تستعملوا حتى كلمة «إسرائيل«؟ فكل همّكم بيروت وأزقتّها وشوارعها لتعتدوا على اللبنانيين، كل همّكم «لاهاي« ونسيتم إسرائيل، فأين كفرشوبا ومزارع شبعا والخط الأزرق؟ كل هذا وضعناه على الحياد».

وتابع الجميل: «عهدنا للبنانيين وللشهداء أننا لن ندمّر ذاتنا ولن نسمح لأحد بأن يدمر لبنان، والاتفاق ممكن إنما ضروري من أجل لبنان أفضل وأقوى»، ومشددأ على أن «لا مصالحة إلا على أساس تنفيذ العدالة ولن نقبل بأي سلاح إلا بيد الشرعيّة، وباختصار لأننا ضد العنف فنحن ضد السلاح»، ودعا إلى عدم «التخلّي عن الثورة من أجل وطن نهائي وميثاق صادق يحمي التعددية في لبنان ويحمي الاستقرار». وتوجّه الجميل إلى «أبطال ثورة الأرز»، قائلا: «اعملوا على تقوية النبض وشدوا العصب، فهم يقومون بانقلاب ونحن الثورة من أجل الحرية، ولا نخاف من دولة السلاح»، موضحا أن «المقاومة لا تزعجنا إنما الحرب المفتوحة حتى يبقى لبنان ساحة على حساب شعبه، نحن لا نتحفّظ على الديمقراطيّة التوافقيّة ولكننا نخاف على الديمقراطيّة والأكثرية الجبريّة، نحن لسنا قوّة تحدي إنما إجهاض الانقلاب على لا دولة والنظام والمسار الديمقراطي».

بدوره، أعلنها رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية سمير جعجع «ثورة أرز ثانية، لا ترتاح، ولا تستكين، حتى زوال الدويلة وقيام ‏الدولة». وتوجه إلى «جماهير ثورة الأرز واللبنانيين« عموما بالقول: «لن نرضى بأن يبقى مصيرنا بأيدي غيرنا، وأن يبقى قرارنا خارج حدودنا، وأن يبقى بلدنا مسرحا،‏ ويبقى شعبنا ملهاة، واقتصادنا مشلولا، وتاريخنا مشوها، ‏‎ومستقبلنا‎ ‎مترنحا،‏ وحدودنا سائبة وضائعة. ولن نرضى للجيش اللبناني ضرة، ولا نريد الا الدولة اللبنانية أما».‏

وشدد جعجع على «إننا لم نعط احدا وكالة للدفاع عنا، ولا نريد من أحد الدفاع عنا، و‏لا نرضى عن الجيش اللبناني بديلا، ولا نريد الا الدولة اللبنانية أما». مؤكدا أن «الدولة وحدها تقاوم عن جميع اللبنانيين. فلا للتحكم بألبلاد والعباد، ولا لتصدير الثورة وتسخير شعب لبنان في خدمة مشاريع إيران».‏

وتحدث النائب غازي يوسف كممثل عن الطائفة الشيعية متسائلا:« من قال إنّ السلاح ضمانة للشيعة في لبنان وإنّه يحميهم من اللبنانيين؟»، مشددا على «ان السلاح زينة الرجال ضد العدو الإسرائيلي كما قال الامام موسى الصدر، لكنّه ليس زينة الرجال ضد اللبنانيين». ولفت إلى أنه «حين أجبرت الدولة على التخلي عن سلاحها باسم تحرير فلسطين، استدعى ذلك النكبات»، مذكّرا أنه «ما من أحد احتاج للجيش وطالب به منذ أربعة عقود، سوى أهلنا في الجنوب». وقال:« جئنا نقول لا لوصاية الداخل من قبل بعضنا على بعض، لا لاستخدام السلاح من طرف، ولا لهيمنة من طائفة على باقي الطوائف، ونعم ومليون نعم لعيش مشترك حقيقي، ونعم ومليون نعم لسلاح الشرعية وحده».

وفيما أكّد وزير العمل بطرس حرب على «أننا لم نجتمع هنا لنعلن الطلاق مع اخوتنا اللبنانيين، بل لنقول أن الطريق التي تمشون عليها ستدمر لبنان، وأن أفضل طريق لخدمة إسرائيل هي أن يتم توجيه السلاح بوجه الصدر اللبناني وليس بوجهها»، قال نائب رئيس المجلس النيابي فريد مكاري:« سنواجه الانقلاب، وسنصبر على التقلّب، سنرفض ونقاوم ونعاند، حتى نعيد تقويم المسار، ونعيد لبنان إلى الطريق الصحيح».