شبان 15 مارس يدعون إلى مظاهرات حاشدة اليوم في غزة والضفة لإنهاء الانقسام

المتظاهرون سيهتفون: الشعب يريد بناء النظام.. ويا عباس يا هنية «بدنا وحدة وطنية»

فلسطينية ترفع لافتة تدعو إلى الوحدة الوطنية الفلسطينية خلال مظاهرة في غزة، أمس، تمهيدا لإطلاق مسيرات في كل مدن فلسطين، اليوم، لإنهاء الانقسام الفلسطيني (أ.ف.ب)
TT

استجابت الفصائل الفلسطينية إلى دعوات شبابية بالانضمام إلى مسيرات شعبية كبيرة اليوم، تنطلق في الضفة الغربية وقطاع غزة، مطالبة بإنهاء الانقسام.

وقالت حركتا فتح وحماس والجبهتان الشعبية والديمقراطية وحركة الجهاد الإسلامي، إنهم سيشاركون ويهيئون الظروف لانطلاق المسيرات التي يفترض أن تعم أرجاء الضفة وغزة في وقت واحد عند منتصف الظهيرة. ودعا شبان عبر «فيس بوك» إلى تحويل 15 مارس (آذار) إلى يوم للنزول إلى الشارع من أجل إنهاء الانقسام الذي طال أمده. واستجاب عشرات آلاف من الفلسطينيين للدعوة، وانضموا إلى صفحات الحملة المختلفة، التي تدعو لتظاهرات تنهي الانقسام، قبل أن تقرر الفصائل الاستجابة لهذا المد الجماهيري. ودعا شباب 15 مارس، في مؤتمر صحافي عقدوه في غزة، أمس، جميع الغيورين، وجميع جماهير الشعب بكل فئاته، إلى الانضمام إلى الهبة الشعبية السلمية، والمشاركة في الفعالية المركزية لإنهاء الانقسام، التي تنطلق اليوم في ميدان الجندي المجهول بغزة، ودوار المنارة برام الله وأمام السفارات والممثليات الفلسطينية بالخارج.

وقال الشباب في تجمع «أنا وأنت لإنهاء الانقسام.. كفى» و«ائتلاف 15 مارس» و«الحملة الشعبية لإنهاء الانقسام»: إن العلم الفلسطيني سيكون مظلة الجميع. ويستلهم الشباب الفلسطيني الثورات في العالم العربي، ويقولون إن النزول إلى الشارع أصبح هو الحل.

ووجه شبان 15 مارس عبر صفحة «الشعب يريد إنهاء الانقسام» رسالة إلى الفلسطينيين، جاء فيها: «يا اللي آمنت بقدرة الشباب على التغيير، يا اللي شفت بعينك إنه ممكن تتحقق أحلام الشعوب، يا اللي وصلتك الرسالة من تونس ومصر إن الشعب هو صاحب الحق بالتغيير.. صار وقت نقوم، عشان ننهي الانقسام ونفكر مع بعض كيف ننهي الاحتلال».

وحدد المتظاهرون مطالبهم سلفا وتقوم على «المطالبة بإجراء انتخابات مجلس وطني جديد لمنظمة التحرير الفلسطينية، يستند لآليات انتخاب جديدة تضمن مشاركة جميع أجزاء الشعب الفلسطيني حول العالم (الضفة الغربية وقطاع غزة، فلسطينيي الداخل، اللاجئين، وفلسطينيي الشتات)، ووقف جميع أشكال الحملات الإعلامية من الطرفين، واستقالة حكومتي هنية وفياض للتمهيد لحكومة وحدة وطنية متفق عليها من جميع الفصائل الفلسطينية باختلاف ألوانها، والإعلان أو تأكيد وقف وتجميد المفاوضات بشكل كامل لحين التوافق على تشكيل منظمة التحرير والمجلس الوطني، وإخراج كل الأسرى السياسيين وكل المعتقلين إخوتنا مناضلي حماس وإخوتنا مناضلي فتح، وإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية متزامنة في وقت تختاره جميع الفصائل».

وأضاف الشبان: «لا بد أن نتفق، لا بد أن نجتمع، لا بد أن نتوحد من أجل كل فلسطيني هنا وهناك». ووصف الشبان تحركهم بأنه «تحرك شعبي وطني ديمقراطي». وحدد الشبان شعارات ترفع ويهتف بها اليوم وأهمها: «الشعب يريد بناء النظام.. الشعب يريد إنهاء الانقسام» و«يا عباس يا هنية بدنا وحدة وطنية». و«مش حنام مش حنام.. غير لما ننهي الانقسام» و«يا إسرائيل يا إسرائيل رح نتوحد ما في بديل» و«لا فتح ولا حماس وحدتنا هي الأساس».

وينوي الشبان نصب خيام في الميادين الرئيسية في الضفة وغزة والاعتصام بها حتى إنهاء الانقسام، كما قرروا بناء إذاعة تنشد الأغاني الوطنية، والضرب على الطناجر واستخدام الصافرات في اعتصامهم. وانطلقت أمس مسيرات تحضيرية، كما يبدو، للمسيرات الكبيرة التي يجب أن تنطلق اليوم، وهتف المتظاهرون: «ليش الوقفة على الأبواب شاركونا يا شباب».

واستجابة لهذا المد، قررت حركة حماس حماية المظاهرات بعدما كانت شرطتها قد استدعت بعض الناشطين للتحقيق معهم، في ظل إعلان مسؤولين فيها أنهم سيمنعونها من دون ترخيص. وقالت شرطة الحكومة المقالة، أمس، إنها ستؤمن الحماية للمظاهرات بغزة. وأكد أيمن البطنيجي، الناطق باسم الداخلية المقالة: «سنقوم بتوفير الحماية لهم عن بعد وسنطلق العنان لجميع الفعاليات الوطنية بشكل مفتوح في الشوارع والميادين». كان رئيس الوزراء الفلسطيني المقال إسماعيل هنية قد عبر عن دعمه للجهود الفصائلية والشبابية التي تهدف إلى إنهاء الانقسام على أساس حماية الثوابت الفلسطينية والوحدة الجغرافية والوطنية للشعب الفلسطيني.

وأكد هنية، في تصريح صدر عن مكتبه، أنه «يؤيد التحركات المحكومة بالسقف الوطني على هذا الصعيد في الضفة الغربية والقطاع؛ حيث أعطى التعليمات اللازمة لوزارة الداخلية المقالة لتوفير المناخ الميداني الملائم لإنجاح هذه الفعاليات الجماهيرية».

وفي الضفة الغربية، أيد رئيس الوزراء الفلسطيني المظاهرات، بل كان أحد الداعين لها. وقال فياض، مخاطبا شباب فلسطين كما جاء على صفحته على «فيس بوك»: «ارفعوا صوتكم لإنهاء الانقسام، لنا موعد مع حملتكم لإنهاء الانقسام في 15 مارس». ولم يكن موقف حركة فتح مختلفا، وهي الحركة التي انضمت إلى مسيرات تدعو لإنهاء الانقسام في الضفة الشهر الماضي، وقال نبيل شعث، عضو مركزية فتح: «سيشهد العالم على رفض الشعب الفلسطيني للاحتلال وللانقسام وإصراره على تصعيد نضاله الشعبي وتحقيق الوحدة الوطنية. سلوك المشاركين يجب أن يمثل الوحدة التي نريدها، فليرتفع العلم الفلسطيني وحده من دون أعلام الفصائل وليحمِ الأمن المشاركين ولا يتعرض لهم ولحريتهم في التعبير السلمي الوطني. وأنا أتحدث عن غزة ورام الله. أدعو الله أن يوفقنا جميعا».