أبو مازن يقول إن عملية قتل الأطفال المستوطنين «حقيرة» ويتساءل عن هوية منفذيها

نتنياهو يصر على أن منفذها فلسطيني.. ووسائل إعلام محلية تقول إنه عامل آسيوي

TT

أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) أن العملية في مستوطنة إيتمار التي قتل فيها 3 أطفال ووالداهما «غير إنسانية وغير أخلاقية ومدانة بكل أساليب الإدانة».

وقال أبو مازن للشعب الإسرائيلي عبر مقابلة مع راديو إسرائيل «العملية هي شيء حقير ونعتبرها بكل المقاييس غير إنسانية وغير حضارية». وأضاف «أنا لا أستطيع أن أرى طفلا عمره 4 أشهر يقتل، لو قالوا لي تابع هذا المشهد في التلفزيون، لا أستطيع، لا يمكن لأي إنسان يتحلى بالإنسانية أن يرى هكذا منظرا، كل شخص يجب أن يتألم ويبكي على هذا المشهد».

وشدد أبو مازن على أن السلطة الفلسطينية كانت ستمنع هذه العملية لو توفرت لديها معلومات مسبقة، وقال: «لو كنا نعرف لمنعنا هذا، لمنعناه بكل أساليبنا» واستدرك أبو مازن «لكن من المسؤول؟ لا نعرف. نريد أن نعرف من الذي ارتكب العملية. نتمنى أن نصل إلى نتيجة ونعرف ونضع يدنا على الفاعل لنقدمه للعدالة».

وحتى بث هذا اللقاء أمس، لم يكن اتضح بعد من يقف وراء العملية التي استغلتها إسرائيل جيدا فقررت بناء نحو 500 وحدة استيطانية في الضفة الغربية، وهاجمت بشدة أبو مازن والسلطة الفلسطينية متهمة إياهم بالتحريض على إسرائيل. ورد أبو مازن رافضا هذه الادعاءات بشأن وجود تحريض داخل المساجد والمناهج في الضفة الغربية. وقال «نحن البلد الوحيد في العالم العربي والإسلامي لدينا خطبة جمعة موحدة في جميع المساجد». أما بالنسبة للمناهج، فقال أبو مازن «جيبوا الأميركيين وتعالوا، سنشكل لجنة إسرائيلية - فلسطينية - أميركية مشتركة لدراسة الكتب المدرسية، نجلس ونضع مفهوما موحدا، واللي تقول عليه أميركا هذا اسمه تحريض – يتوقف، هذا اسمه غير تحريض – يمشي». ولاقت تصريحات أبو مازن رضا نسبيا في إسرائيل، وقال مصدر سياسي مسؤول، «إن الإدانة التي أصدرها عباس اليوم (أمس) للاعتداء الإرهابي في مستوطنة إيتمار تشكل تصحيحا للهجمة الفاترة التي أدان بها هذا الحادث أمس (أول من أمس) ولكنها لا تكفي».

وبحسب المصدر فإنه «يتعين على أبو مازن أن يوقف التحريض في المساجد والمدارس والكتب المدرسية ووسائل الإعلام والمناسبات العامة كما يجب عليه وقف إطلاق أسماء مخربين على ميادين وشوارع في المدن الفلسطينية». وأصرت إسرائيل أمس على أن منفذ عملية إيتمار، فلسطيني، رغم أن الفلسطينيين تنصلوا من العملية وشككوا بها ومن يقف خلفها، قائلين إنهم لا يذبحون الأطفال. وذهبت وسائل إعلام محلية فلسطينية لتقول أيضا إن منفذ العملية عامل آسيوي كان أجيرا عند رب الأسرة القتيل، واختلف معه على مسائل مالية. لكن أي مصادر رسمية لم تؤكد ذلك.

وقال نتنياهو «إن الفلسطينيين يقتلون وإسرائيل تبني». وأضاف خلال قيامه بزيارة تعزية لعائلتي فوغيل وبن يشاي اللتين ينتمي إليهما الزوجان وأولادهما الثلاثة الذين قتلوا في الهجوم على منزلهم، «إن قوات الأمن تبذل قصارى جهدها لإلقاء القبض على القتلة المسوخ الذين فقدوا إنسانيتهم». وبدأت إسرائيل، أمس، في توظيف صورة الضحايا الذين قتلوا في عملية إيتمار، في الترويج ضد الفلسطينيين. وأصدر وزير الإعلام الإسرائيلي يولي إدلشتاين أمرا بنشر صور الضحايا لأغراض إعلامية. وقال إدلشتاين «إن هذه الصور بكل بشاعتها ستبين للعالم الصورة الحقيقية لأولئك الذين تواجههم إسرائيل».

وفي هذا السياق، احتجت إسرائيل على التغطية الإعلامية العالمية للعملية، وبعث مدير مكتب الصحافة الحكومي أورن هيلمان برسالة احتجاج شديدة اللهجة إلى إدارة شبكة «سي إن إن» الأميركية على ما جاء في تقريرها حول الحادثة، من أن العملية في مستوطنة إيتمار، عبارة عن «اعتداء إرهابي حسب ادعاء الجيش الإسرائيلي».

واعترضت إسرائيل على جملة «حسب ادعاء الجيش»، وجاء في الرسالة «أن هذا التقرير يستعرض الواقع المؤلم بصورة مشوهة تماما». وطالب مدير مكتب الصحافة الحكومي الشبكة بإصدار توضيح واعتذار على ما جاء في التقرير، «من تلميح باحتمال وجود شك في كون عملية القتل في إيتمار اعتداء إرهابيا». وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، أمس: «الإعلام العالمي انشغل أساسا بالهزة الأرضية التي ضربت اليابان والمد البحري الذي أعقبها، بينما حظي مقتل المستوطنين بتغطية صغيرة نسبيا». وأردفت «التقارير رغم قلتها أغضبت الكثير من الإسرائيليين».

ولفتت الصحيفة إلى أن شبكة «بي بي سي» تناولت النبأ تحت عنوان «فلسطيني يقتل 5 إسرائيليين في الضفة الغربية». وتقول «يديعوت أحرونوت» إن الشبكة نشرت العنوان بين مزدوجين ما يعني أن هناك شكا في عملية القتل نفسها. كما ركزت الصحيفة على أنه قد ورد في تفاصيل النبأ أن جهات إسرائيلية تتهم الفلسطينيين بالهجوم الليلي على المستوطنة، وأن النبأ تضمن أن المستوطنات المقامة على أراضي الضفة الغربية هي غير قانونية بموجب القانون الدولي. ومن وجهة نظر «يديعوت» فإن تغطية كل من «سي إن إن» و«بي بي سي» أغضبت الإسرائيليين. وأكدت «يديعوت» أن المكتب الحكومي الإسرائيلي كتب لـ«سي إن إن» يقول: «يوجد حد للموضوعية في وصف حادث مروع كهذا».