رئيس وزراء اليابان: مفاعل فوكوشيما لا يزال في وضع «خطر» مع تعطل نظام التبريد

تحذير من موجة تسونامي بارتفاع 3 أمتار.. وسط مخاوف من مقتل عشرات الآلاف

ياباني يقود دراجة أمام سفينة انقلبت على أحد جانبيها في هاشينوهي شمال اليابان أمس بعد 3 أيام من آثار الزلزال والتسونامي الذي ضرب الساحل الشرقي لليابان (أ.ف.ب)
TT

سادت المخاوف أمس من مقتل عشرات الآلاف من الأشخاص جراء الزلزال المدمر وموجات المد العاتية (تسونامي) في شمال شرقي اليابان، بينما قال رئيس الوزراء ناوتو كان إنه تم إنقاذ 15 ألف شخص حتى الآن.

وعثرت السلطات اليابانية أمس على أكثر من 1000 جثة في بلدة أوناجاوا وحدها بمقاطعة مياجي التي كانت الأكثر تضررا من الزلزال، حسبما ذكرت وكالة «جيجي برس» اليابانية، نقلا عن مسؤولين بالشرطة المحلية.

وقالت تقارير إخبارية إن عشرات الآلاف اعتبروا في عداد المفقودين، بينما ذكرت وكالة السياحة اليابانية أنه لم يتضح بعد مكان نحو 2500 سائح كانوا يزورون المناطق التي ضربها الزلزال.

وقال رئيس الوزراء الياباني ناوتو كان أمس في تصريحات نقلتها وكالة «كيودو» إن المفاعل النووي الأول في فوكوشيما لا يزال في وضع «خطر» بعد أن تضرر بفعل الزلزال والتسونامي الجمعة الماضي.

وأشارت «كيودو» إلى أن مستوى النشاط الإشعاعي في موقع المفاعل تجاوز خلال الليل السقف المسموح به والمحدد بـ500 ميكروزيفرت في الساعة، بحسب تقرير وجهته شركة طوكيو إلكتريك باور إلى الحكومة. وأفاد هذا التقرير أن الإشعاعات ارتفعت إلى 751 ميكروزيفرت في موضع محدد عند الساعة، و650 ميكروزيفرت في نقطة قياس ثانية بعد ذلك بنصف الساعة. وبلغ المستوى الأقصى للإشعاع الذي تم قياسه قرب المفاعل 1557.5 ميكروزيفرت. ويبلغ المستوى السنوي للإشعاع الذي يعتبر طبيعيا بالنسبة للعامة ألف ميكروزيفرت سنويا. وأضاف تقرير الشركة أن المحركين الأول والثالث في المفاعل واصلا تلقي مياه البحر لتبريد داخليهما اللذين قد يكونان ذابا جزئيا. كما أعلنت شرطة تيبكو المشغلة لمحطة فوكوشيما - 1 النووية في اليابان أن نظام التبريد في المفاعل الثاني في هذه المحطة «معطل»، كما نقلت عنها وكالة «جيجي» للأنباء.

كما استبعدت وكالة السلامة النووية اليابانية وقوع حادث من نوع تشرنوبيل في مفاعل فوكوشيما (شمال شرقي)، وفق ما نقلت وكالة «جيجي» للأنباء عن وزير الاستراتيجية الوطنية.

وقال كويشيرو غينبا ناقلا رأي وكالة السلامة النووية والصناعية إلى أعضاء الحزب الحاكم «ليس هناك أي احتمال بوقوع (حادث من نوع) تشرنوبيل».

إلى ذلك، أعلنت وسائل الإعلام أن اليابان أصدرت تحذيرا من اقتراب وصول موجة تسونامي بارتفاع 3 أمتار على الساحل الشمالي الشرقي للبلاد. إلا أن الوكالة اليابانية للأرصاد الجوية قالت إنها لم تسجل علامات تؤكد هذه المعلومة.

وقال مسؤول في الوكالة لوكالة الصحافة الفرنسية: «عندما نرصد زلزالا، تصدر الوكالة إنذارا أو تحذيرا من تسونامي، إلا أننا لم نسجل أي هزة أرضية». غير أنه لفت إلى أن بعض أنظمة القياس تضررت بفعل الزلزال العنيف والتسونامي الذي أعقبه الجمعة.

لكن وسائل الإعلام أوضحت أن المؤشرات التي تنذر بحصول مد بحري مثل انخفاض مستوى البحر لأمتار عدة تمت ملاحظتها عند الشاطئ.

وأعلن التلفزيون العام «إن إتش كاي» أن إطفائيين شاهدوا الموجة من طوافة قبالة سواحل مقاطعة فوكوشيما وأضاف أنه من المتوقع وصول الموجة خلال 15 دقيقة.

وانخفض مستوى البحر 5 أمتار، مما يؤكد اقتراب وصول مد بحري بحسب القناة التلفزيونية.

وطلبت السلطات في مقاطعة أوموري من السكان الـ12859 في مرفأ هاشينوهي إخلاء المدينة تحسبا لتسونامي.

ومن جهة أخرى، قال مسؤول أمس إن 6 موانئ يابانية على الأقل تتعامل مع حركة التجارة العالمية أصيبت بأضرار جسيمة جراء الزلزال وأمواج المد العاتية التي ضربت اليابان الأسبوع الماضي، ومن المرجح أن يتوقف نشاطها لعدة أشهر، حسب «رويترز». وتضررت بشدة موانئ هاشينوهي وسينداي أيشينوماكي وأوناهاما من زلزال بقوة 8.9 وأمواج المد ولن تعمل تلك الموانئ لبعض الوقت.

وقال تتسويا هاسيجاوا مدير العمليات لدى وكالات هيسي للملاحة البحرية في طوكيو لـ«رويترز»: «ستحتاج هذه الموانئ وقتا طويلا حتى تستعيد قدرتها كاملة». وتضررت أيضا موانئ هيتاشيناكا وكاشيما لكنها قد تستأنف عملها خلال أسابيع.

وقال هيروشي كامياما رئيس بلدية أيشينوماكي إحدى المدن الأكثر تضررا: «نعاني خصوصا من نقص في مياه الشرب، وكذلك في المؤن والمعلومات». موضحا أن انقطاع الكهرباء يجعل من الصعب تنظيم عمليات الإغاثة ولو أن «أشخاصا كثيرين عرضوا المساعدة». وعبأت اليابان مائة ألف جندي يمثلون 40 في المائة من عدد جيشها، بينما يستمر توافد فرق الإنقاذ الأجنبية.

وحضت عدة دول، منها فرنسا وألمانيا رعاياها المقيمين في منطقة طوكيو على الرحيل إن لم يكن وجودهم هناك ضروريا، وذلك خشية وقوع حادث نووي أو هزة ارتدادية بقوة سبع درجات حذرت توقعات من حصولها بحلول الأربعاء في شمال شرقي البلاد. وفي فرنسا التي تؤوي الكثير من المحطات النووية، أكدت الحكومة أنها «ستستخلص العبر المفيدة من الأحداث اليابانية»، لتطبيقها على نظام تشغيل المحطات النووية الفرنسية.