مجلس الأمن يبدأ مناقشة أزمة ليبيا.. وواشنطن لم تحسم موقفها بعد

مصادر: اجتماع كلينتون مع زعماء المعارضة الليبية في باريس يستهدف «حل لغزها»

ثوار فوق دبابة في اجدابيا أمس (أ.ف.ب)
TT

بينما بدأ مجلس الأمن في نيويورك في مناقشة مسودة فرض حظر طيران فوق ليبيا، قالت مصادر أميركية إن موقف واشنطن النهائي حول هذا الموضوع «لم يحسم بعد». وأشارت إلى محادثات كلينتون في باريس، وقالت إن الهدف منها هو «الاتفاق على موقف غربي واحد».

وقالت المصادر ذاتها إن الهدف من اجتماع كلينتون مع زعماء المعارضة الليبية في باريس هو «حل لغز» هذه المعارضة، وإن قوة المعارضة وأهدافها وطبيعتها «غير مفهومة» بالنسبة للحكومة الأميركية، وإن اتصال كلينتون مع المعارضة «يأتي في نفس الخط الذي وضعه الرئيس باراك أوباما بأهمية التخلص من العقيد القذافي». لكن هذه المصادر لم تفصل طريقة التخلص مع زيادة قوة القذافي واحتلاله لمدن كانت، لأسابيع، تحت سيطرة المعارضة.

وأشارت المصادر إلى أن هذه أول رحلة تقوم بها كلينتون إلى المنطقة العربية بعد الإطاحة بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي، ثم الرئيس المصري حسني مبارك. وبالإضافة إلى الوضع في ليبيا، تريد كلينتون تأكيد تأييد الولايات المتحدة للثورتين التونسية والمصرية. ولكن المصادر، قالت إنه «بسبب اختلاف طبيعة الأحداث في ليبيا، صار واضحا أن إدارة الرئيس أوباما لم تحسم طريقة ونوع تقديم دعم للمعارضة الليبية».

وفي نيويورك، بدأ مجلس الأمن جلسة سرية لمناقشة مسودة قرار لفرض حظر طيران فوق ليبيا، وسط انقسام واضح بين الدول الأعضاء، وخاصة الدائمة العضوية.

وأشار مراقبون إلى أن موقف السفيرة الأميركية، سوزان رايس، لم يتحدد بعد. لكن جيرالد أرود، السفير الفرنسي، يقود حملة لمنع تحليق الطائرات العسكرية الليبية في جميع أنحاء ليبيا، وانه يستغل قرار جامعة الدول العربية بفرض الحظر الجوي لكسب تأييد وفود أخرى. وأن الوفد البريطاني يبدو أقرب إلى موقف الوفد الفرنسي من آخرين.

وقال أرود قبل اجتماع المجلس المغلق: «الآن، أمامنا هذا البيان من جامعة الدول العربية. ونحن نأمل أنه سيؤثر على أعضاء المجلس الآخرين. ونحن نأمل أن هذه المشاورات سوف تسمح لنا، في وقت لاحق من هذا الأسبوع، بالعمل على إصدار القرار».

وقال إن لبنان، العضو العربي الوحيد في المجلس، سوف يلعب دورا رئيسيا في المفاوضات بشأن مشروع القرار. لكن، لا يتوقع أن تتم كتابة مسودة القرار حتى نهاية يوم أمس الاثنين، وربما سيكون هذا اليوم الثلاثاء.

وامتنع أرود عن التعليق عندما سئل إذا كان الوقت صار متأخرا جدا لمنطقة حظر جوي على ليبيا، لأن القوات الموالية للقذافي شنت هجوما مضادا قويا ضد المعارضة.

وقال السفير اللبناني في الأمم المتحدة، نواف سلام، لوكالة رويترز، عندما سئل إذا كان الأوان فات لفرض منطقة حظر الطيران: «لم يفت الأوان بعد».

وقال مراقبون إنه بالإضافة إلى تردد الولايات المتحدة، تشمل قائمة المترددين وسط الدول الدائمة العضوية روسيا والصين. وأيضا في القائمة ألمانيا وجنوب أفريقيا والبرازيل.

لكن، رغم تردد إدارة أوباما، توجد تيارات أميركية تريد التشدد ضد القذافي. وأصدر السيناتوران جوزيف ليبرمان (مستقل) وجون ماكين (جمهوري) بيانا مشتركا دعوا فيه أوباما إلى اتخاذ «إجراءات ملموسة» ضد نظام القذافي «قبل فوات الأوان». بما في ذلك فرض منطقة حظر الطيران، والاعتراف بالمجلس الوطني المعارض. وأشارا إلى تقدم قوات القذافي ضد المعارضين، وقالا إن «الوضع صار حرجا».

وقال البيان المشترك الذي أصدره ماكين وليبرمان إنه يتعين على الولايات المتحدة اتخاذ إجراءات مثل «فرض منطقة حظر الطيران، والاعتراف بالمجلس الوطني الانتقالي بأنه الحكومة الشرعية في ليبيا، وتقديم المساعدة لهم والتي ستساعدهم على الانتصار في قتالهم ضد (معمر) القذافي».

وأضاف البيان: «أكثر من أي وقت مضى، فإن الوضع في ليبيا يتطلب قيادة من قبل الولايات المتحدة، جنبا إلى جنب مع أصدقائنا وشركائنا العرب والأفارقة، والأوروبيين لتقديم مساعدة ملموسة للشعب الليبي ألذي يطالبها، وذلك حتى لا يهزم في انتفاضته ضد دكتاتورية وحشية».

لكن الجنرال ويسلي كلارك، القائد السابق لقوات حلف الناتو، وقائد حرب كوسوفو، عارض التدخل العسكري الأميركي في ليبيا.

وقال في تصريحات صحافية: «نعم، حماية إمدادات النفط مصلحة حيوية. لكن ليبيا لا تبيع كميات كبيرة من النفط إلى الولايات المتحدة».

وبشأن نشر الديمقراطية في ليبيا، قال «بالطبع، نحن نريد دعم الحركات الديمقراطية في المنطقة. ولكننا نتدخل الآن عسكريا في العراق وأفغانستان».