طهران: كتيبة في الباسيج تقود حربا إلكترونية لمهاجمة مواقع «الأعداء»

مسؤول إيراني قال إنها تضم أساتذة وطلابا ورجال دين

TT

في الوقت الذي تتعرض فيه طهران لهجمات إلكترونية متواصلة أطلقتها جهات مجهولة، تمثلت في الفيروس «ستوكس نت» الذي يعتقد على نطاق واسع أنه وراء تأخير العمل بمفاعل بوشهر النووي، أعلنت الجمهورية الإسلامية عن إنشاء كتيبة في ميليشيا الباسيج الإسلامية التابعة للحرس الثوري تضم خبراء في المعلوماتية بهدف «مهاجمة مواقع الأعداء»، ردا على «هجماتهم».

ونقلت صحيفة «إيران» الحكومية أمس عن الجنرال علي فاضلي، مساعد قائد الباسيج، قوله إنه «بما أننا هدف لهجمات أعدائنا على شبكة الإنترنت، فإن الكتيبة الإيرانية المؤلفة من خبراء في المعلوماتية، خصوصا من أساتذة الباسيج وطلاب الباسيج ورجال الدين الباسيج (...)، تهاجم مواقع الأعداء»، وربما يعتبر هذا الاعتراف حول تورط إيراني في مهاجمة مواقع إلكترونية الأول من نوعه.

ويبلغ عدد ميليشيا الباسيج الإسلامية مئات آلاف العناصر الناشطين وملايين المتطوعين بحسب السلطات. ولم يعط الجنرال فاضلي أي تفاصيل حول نوع «الهجمات» التي تشن ضد مواقع أجنبية وليس حول طبيعة هذه المواقع. وأشارت مواقع إيرانية محافظة في الأسابيع الأخيرة إلى هجمات معلوماتية إيرانية استهدفت خصوصا مواقع صوت أميركا الناطقة بالفارسية والإذاعة الهولندية الناطقة بالفارسية أو موقع «تويتر» للتواصل الاجتماعي.

وتعمل إيران على تحصين مواقعها الدفاعية إلكترونيا بعد تعرضها لدودة «ستوكس نت» التي يعتقد أنها تمكنت من اختراق محطات نووية إيرانية من بينها مفاعل بوشهر الذي تأخر العمل في مباشرة مهامه لتوليد الكهرباء أكثر من مرة، ومؤخرا أعلنت طهران عن تفريغه من الوقود لتوخي السلامة داخل المفاعل، كما ذكر مسؤولون إيرانيون.

وتتعرض مواقع رسمية إيرانية لهجمات معلوماتية بصورة منتظمة، وقبل بضعة أيام، أكد سعيد جليلي سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران، أن «أعداء إيران» مولوا إنشاء «874 موقعا على الإنترنت» لزعزعة السلطة الإيرانية. مؤكدا أن هذه المواقع تدعم المظاهرات التي تلت إعادة انتخاب الرئيس محمود أحمدي نجاد في يونيو (حزيران) 2009. ولجأت المعارضة الإيرانية الإصلاحية بعد هذا التاريخ إلى الإنترنت للترويج لأخبارها عبر مواقعها الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي مثل «فيس بوك» و«تويتر».

وأعلنت إيران في نهاية يناير (كانون الثاني) الماضي إطلاق وحدة أمنية لمكافحة «الجريمة الإلكترونية» وتهدف خصوصا إلى مكافحة مواقع الإنترنت والشبكات الاجتماعية («فيس بوك» و«تويتر» وغيرهما) التي تستخدمها مجموعات معارضة ومنشقون.

وتجمد السلطة الإيرانية أيضا غالبية مواقع المعلومات على الإنترنت التي تتخذ من الخارج مقرا لها، خصوصا مواقع المعارضة ووسائل إعلام غربية، التي يندد المسؤولون الإيرانيون بها بصورة مستمرة ويعتبرون أنها تشارك في «مؤامرة» الولايات المتحدة وإسرائيل والأوروبيين، وفي مقدمتهم بريطانيا، ضد الجمهورية الإسلامية في إيران.