أشتون تلح على بحث كل الخيارات بشأن ليبيا.. وأردوغان يقترح ترشيح رئيس يحظى بقبول شعبي

موسى: المقترح الأوروبي لعقد قمة ثلاثية يتطلب الكثير من المشاورات

ثائر يحمل مدفعا يدويا مضادا للطائرات خلال مواجهات مع القوات الموالية للقذافي
TT

أشارت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، كاثرين أشتون، في مؤتمر صحافي مشترك مع الأمين العام للجامعة العربية، عمرو موسى عقب لقائهما أمس بمقر الجامعة، إلى أنه يجب بحث كل الخيارات فيما يتعلق بالتعامل مع الوضع في ليبيا بما فيها الحظر الجوي، مشددة على أهمية التعامل مع الأزمة الإنسانية ومساعدة الشعب الليبي والنازحين من البلاد.

وجددت المسؤولة الأوروبية الدعوة لوقف العنف في ليبيا، حيث يناقش مجلس الأمن القضية اليوم واحتمالات إقامة منطقة حظر جوي. وقالت إن الدول الأوروبية «أكدت بشكل واضح أنها تخطط لكل الخيارات، ونتطلع لأن يقوم مجلس الأمن بدوره باعتباره الجهة الشرعية المكلفة بمعالجة هذا الأمر»، مشيرة إلى أن قرار الجامعة العربية في هذا الشأن ينتظر أنه يبحثه مجلس الأمن.

وردا على سؤال حول احتمالات إصدار قرار من مجلس الأمن بفرض حظر جوي على ليبيا في ظل توقعات برفض الصين وروسيا، قالت أشتون إنه حتى الآن ليس هناك منطقة للحظر الجوي، وأضافت أن مجلس الأمن به عدد من الدول الأوروبية، وبعض الدول الأوروبية موقفها واضح بأن الحظر خيار يجب مناقشته، وزادت قائلة: «من جانبي يجب أن أبحث كل الخيارات، مع التركيز على النواحي الإنسانية، وكيفية مساعدة الناس داخل ليبيا ومن غادرها، وبحث كل الاحتمالات بما فيها حظر الطيران».

وكشفت أشتون عن مقترح أوروبي لعقد قمة ثلاثية بين الاتحاد الأوروبي والجامعة العربية والاتحاد الأفريقي لبحث تطورات الأوضاع في المنطقة.

وقالت أشتون إن الهدف من هذه القمة هو التعرف على رؤية دول المنطقة واحتياجاتها لتحقيق النمو الاقتصادي، وإطلاع المنطقة على ما يستطيع الاتحاد الأوروبي القيام به لتحقيق ذلك.

وأشارت إلى أنها ناقشت مع موسى فكرة الاتحاد الأوروبي بأن يكون هناك اجتماع ثلاثي على مستوى القمة باعتبار أن ذلك يشكل إطارا أوسع للتفاهم بين هذه الأطراف، فيما لم تذكر الموعد المقترح لعقد هذا اللقاء.

من جانبه، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية إنه بحث مع أشتون الوضع العام في المنطقة في ظل التغيرات التي تحدث، والشكل الجديد الذي تأخذه المنطقة، مشيرا إلى أن المقترح الأوروبي لعقد قمة ثلاثية يتطلب الكثير من المشاورات. وأعرب موسى عن تطلعه لتزايد التعاون بين الجامعة العربية والاتحاد الأوروبي في المرحلة القادمة بصرف النظر عن الأشخاص.

من جهة أخرى، قالت وزيرة الخارجية الإسبانية، ترينيداد خيمينيز، إن جامعة الدول العربية طلبت من مجلس الأمن فرض حظر جوي على ليبيا، وإن بلادها تثمن هذا القرار، معبرة عن أمنيتها أن يتم تجنب أي شيء يثير الحساسية والتقدم لمرحلة أفضل. جاء ذلك خلال المؤتمر الصحافي المشترك الذي عقدته خيمينيز أمس الاثنين مع نظيرها المصري نبيل العربي.

ومن جهته، أعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أمس أن قيام حلف شمال الأطلسي بأي عملية عسكرية في ليبيا لن يكون مفيدا وسيكون محاقا بالمخاطر.

وقال أردوغان في مؤتمر صحافي في إسطنبول «شهدنا من نماذج أخرى أن التدخلات الأجنبية خاصة التدخلات العسكرية تعمق فقط المشكلة، ولذلك نرى أن التدخل العسكري لحلف شمال الأطلسي في دولة أخرى غير مفيد بالمرة بل الأكثر نحن قلقون من أنه قد يخلق نتائج خطيرة».

وفي غضون ذلك، قالت قناة «العربية» التلفزيونية الفضائية أمس إن أردوغان اقترح على القذافي ترشيح رئيس يحظى بقبول شعبي كوسيلة لإنهاء الأزمة في البلاد.

وتابع في مقابلة مع «العربية» أنه يتوقع من القذافي «أن يتخذ خطوات إيجابية في هذا الاتجاه».

واستطرد «أولويتنا هي وقف إراقة الدماء. نريد وقف القتال من كلا الطرفين سواء من شرق ليبيا أو غربها».

وأضاف «اتصلت بالقذافي 3 مرات، واقترحت عليه طالما أنه يقول إنه ليس برئيس أن يرشح اسما يختاره هو، ويحظى بقبول الشعب الليبي ليكون رئيسا للمرحلة المقبلة». وتابع أردوغان متحدثا عن اقتراحه «طلبت منه ذلك وتحدثت مع ابنه».

إلى ذلك، أشاد الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز خلال برنامجه التلفزيوني الأسبوعي بموقف المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إزاء الاضطرابات التي تشهدها ليبيا حاليا، واصفا إياه بـ«الذكي».

وفي المقابل انتقد شافيز موقفي بريطانيا وفرنسا، واتهمهما بدعم خطط الولايات المتحدة لغزو ليبيا.

وقال شافيز في برنامجه «أهلا بالرئيس» أمس الأحد (التوقيت المحلي): «المستشارة قالت إنها غير موافقة على غزو، وهذا ما اقترحته الولايات المتحدة».

وأضاف شافيز: «موقف المستشارة الألمانية يبدو لي ذكيا»، منتقدا في المقابل موقف فرنسا الذي وصفه بالغريب وبريطانيا الذي وصفه بـ«المتجاوز».

وتجدر الإشارة إلى أن شافيز حليف للقذافي. وسبق له أن أشاد بـ«صديقه» القذافي عام 2009، ووصفه بأنه «من أكبر زعماء القرن».

ومن جهته، أكد الناطق الرسمي باسم الثوار في مصراتة الليبية أنه لا يعتقد أن المجلس الوطني في بنغازي سيعترض على أي تدخل عسكري باستثناء دخول قوات أجنبية إلى الأراضي الليبية.

وقال الناطق لوكالة الأنباء الألمانية: «أي أنه يمكن التدخل بقصف مطارات حربية أو ما شابه ذلك لأن الثوار لا يمتلكون أسلحة استراتيجية مضادة للطائرات لوقف الجرائم البشعة التي يقوم بها نظام القذافي».

ومن ناحية أخرى، تحدث الناطق عن أن القذافي الآن لا يثق في أي شخص من القيادات الموالية له، وقال: «لا يثق إلا في أبنائه، ونحن نتوقع أن الخيانة تكون من أحد أبنائه».

وأضاف أن «كل القيادات العسكرية موجودة حاليا تحت الإقامة الجبرية في باب العزيزية لمنع أي محاوله للخيانة»، وقال إن «كل من حول القذافي هم يدعمونه فقط لأنهم خائفون منه لأن القذافي يقول لهم إما أن تكون قاتلا أو قتيلا». وتابع الناطق بالقول إن «الجنود أيضا لا يحاربون عن إيمان بل يحاربون لأجل الحصول على المال»، مضيفا أنه تبين لهم وجود مبالغ مالية مزيفة بحوزة المقاتلين المرتزقة الذين تم أسرهم في مصراتة.