معارضون ليبيون في مصر: القذافي أرسل عناصر من اللجان الثورية لملاحقتنا

قالوا لـ «الشرق الأوسط» إنهم تقدموا ببلاغ للسلطات المصرية

TT

تقدم عدد من قيادات المعارضة الليبية في مصر، أمس، ببلاغ إلى السلطات المصرية ضد ما قالوا إنها عناصر أمنية تابعة للعقيد معمر القذافي وصلت إلى القاهرة والإسكندرية في غضون الأيام الماضية، ورفض مصدر مصري مسؤول بالحكومة التعليق.

وقال قيادي في المعارضة الليبية لـ«الشرق الأوسط»: «تقدمنا بإخطار للسلطات المختصة في مصر عن أربعة عناصر تابعة للقذافي، معروف عنها الوقوف وراء عمليات اغتيال للمعارضة الليبية في الخارج».

وأضاف القيادي، الذي طلب عدم تعريفه، خشية ملاحقته من نظام القذافي: «الحقيقة ما يقلقنا في القاهرة والإسكندرية هو وصول عدد من المحسوبين على أجهزة الأمن واللجان الثورية التابعين للقذافي. لدينا مخاوف عميقة وجدية من أن يستغلوا الظروف الأمنية، ويستهدفوا المعارضين الليبيين في مصر. هذا سبَّب لنا قلقا كبيرا».

وعلى الرغم من وجود قيادات من المعارضة الليبية بمصر منذ عدة سنوات، فإنه محظور عليهم ممارسة أي نشاط ضد نظام القذافي، بسبب العلاقات القوية التي كانت تربط نظام الرئيس المصري السابق، حسني مبارك، والعقيد القذافي. وحتى في ظل النظام الجديد، الذي يدير شؤون الحكم في مصر، لم يظهر المنشقون عن القذافي من المسؤولين الليبيين السابقين، نشاطا ظاهرا ضد طرابلس الغرب، وكان آخر المنشقين، عبد المنعم الهوني، مندوب ليبيا الدائم لدى الجامعة العربية، وأحمد قذاف الدم، منسق العلاقات المصرية - الليبية.

وذكر القيادي أن البلاغ الذي تم تقديمه إلى السلطات المصرية يدور حول مخاوف من استهداف القذافي للمعارضين بمصر، وأن من بين الأسماء التي أرسلها نظام القذافي لمصر قياديا كبيرا في جهاز الأمن الليبي يدعى س.و. وثلاثة آخرين هم ح.ش. ون.ح. وع.ه. من المحسوبين على اللجان الثورية، ومتهمين بارتكاب جرائم مطاردة للمعارضة الليبية وقتل عناصر منها في الخارج.

وسألت «الشرق الأوسط» قيادات بالمعارضة الليبية بمصر عما إذا كانت هذه العناصر من الممكن أن تكون قد فرت من نظام القذافي، كما حدث مع عدد من القيادات التابعة له أخيرا، فقال أحد مقدمي البلاغ: «لا. ليسوا فارين، بدليل أن بينهم عناصر جاءت لتهدد عناصر ليبية بمصر كانت تقف أمام القنصلية الليبية بالإسكندرية. وأحدهم هدد بقوله إنه من الممكن أن يفرم من يحتج ضد القذافي أمام السفارة أو القنصلية الليبية بمصر». وقال القيادي إن المعارضين الليبيين بمصر حصلوا على هذه المعلومات، عن وجود هؤلاء الأشخاص التابعين للجان الثورية في القاهرة والإسكندرية، بالتزامن مع معلومات أخرى عن قيام سلطات القذافي بمحاولات لتفكيك التجمعات الوطنية الليبية المناوئة لحكم القذافي.

ومن جانبه، رفض مصدر مسؤول بالحكومة المصرية التعليق، مكتفيا بالقول إن مصر قادرة على حماية من يوجد على أراضيها.