عبود وطارق الزمر يعقدان مؤتمرا شعبيا لأهالي قريتهما حضره نحو 6 آلاف شخص

بعد 30 عاما وراء القضبان

TT

شهدت قرية ناهيا بمحافظة السادس من أكتوبر (جنوب القاهرة) أول مؤتمر شعبي يعقده عبود الزمر وطارق الزمر القياديان في الجماعة الإسلامية منذ خروجهما من السجن يوم السبت الماضي، بعد 30 عاما قضياها خلف القضبان، بتهمة الاشتراك في قتل الرئيس الأسبق أنور السادات.

ويعد هذا المؤتمر أول لقاء يجمع عبود وطارق بأهالي قريتهما، وشهدت الطرق المحيطة بدوار آل الزمر في القرية، وهي طرق ترابية ضيقة، زحاما شديدا؛ إذ شهد المؤتمر نحو 6 آلاف شخص، ووضع أفراد عائلة الزمر شاشة كبيرة خارج الدوار لإتاحة الفرصة للواقفين في الطرقات لمتابعة كلمات عبود وطارق، اللذين جلسا على منصة تتوسط الدوار، الذي علقت عليه أضواء الزينة والأعلام المصرية، ومن حولهما الآلاف من أهالي القرية. وروى الشيخ عبود الزمر في كلمته قصة إصابته في سجن دمنهور بعد حالة من الفوضى عمت السجن، قائلا: «أطلق حراس السجن النار على السجناء الذين حاولوا الهرب، فاحتمى السجناء الجنائيين بمستشفى السجن الذي كنا نقيم فيه أنا والدكتور طارق، وطلبوا مني أن أتحدث باسمهم مع قوات الشرطة الموجودة بالسجن ودفعوني أمامهم حتى وصلنا إلى الباب الرئيسي للمستشفى، وعندما أطلق الحراس النار أصبت بشظية في يدي، وكانت إصابة بسيطة، ونقلونا بعدها إلى سجن مزرعة طرة بالقاهرة، وظللنا به حتى تم الإفراج عنا».

وأشاد الزمر بمساندة أسرته له خلال فترة السجن التي دامت ثلاثة عقود، وقال: «أسرتي كانت سندي في محنتي»، مشيدا بدور زوجته «أم الهيثم» الداعم له طوال فترة سجنه، وقال: «استشرتها عندما تعرضت لمساومات لا أقتنع بها فكريا، فقالت لي: (ارفض واثبت على عقيدتك التي دخلت عليها السجن)».

ووصف الزمر مدينة شرم الشيخ ببؤرة الفساد، نظرا لإقامة الرئيس السابق حسني مبارك بها بعد تنحيه عن السلطة، معتبرا أن مبارك يتعامل مع مصر بمبدأ «الأرض المحروقة»، أي إنه يخلف وراءه حرائق في كل أرض يتركها، وقال: «هناك تحركات أجنبية تبدأ من شرم الشيخ، وتصب في نطاق الثورة المضادة أبرزها أحداث الفتنة الطائفية الأخيرة».

وكشف الزمر عن أنه والفريق سامي عنان رئيس أركان الجيش المصري تخرجا في دفعة واحدة في الكلية الحربية، منوها بالدور الإيجابي لحكومة تصريف الأعمال برئاسة الدكتور عصام شرف والمجلس العسكري الحاكم في الحفاظ على نجاح الثورة وملاحقة الفاسدين ورموز النظام السابق.

من جانبه، ثمن الدكتور طارق الزمر دور شباب التيار الإسلامي في ثورة 25 يناير، معتبرا أن السبب وراء اشتراكهم في الثورة هو ما تعرضوا له في عهد مبارك من اعتقالات وممارسات أمنية «ظالمة».

وأشار طارق الزمر، الذي حصل على درجة الدكتوراه خلال فترة سجنه في النظم السياسية، إلى أنه وعبود صمدا كثيرا خلال فترة السجن أمام تهديدات وممارسات قمعية من مسؤولي أمن الدولة في السجون، مضيفا: «عقب رفضنا المشاركة في لقاءات كان يعقدها صحافي مقرب من النظام في السجون قال لنا مسؤول أمني: (أنتما لستما محبوسين فقط على ذمة قضية اغتيال السادات). ففهمنا أنه لن يفرج عنا بعد انتهاء فترة الحكم الذي ننفذه».

وأوضح أن المعتقلين الإسلاميين في السجون يتعرضون لتعذيب شديد قد يصل إلى الوفاة في بعض الأحيان، وفي حالات أخف تكون الإصابات خطرة.

ودعا المسيحيين إلى عدم الاستجابة للمخططات التي تهدف لجر المصريين لمنطقة الاشتباكات الطائفية بين المسلمين والمسيحيين، محملا المسؤولية عن تلك الفتن الطائفية للرئيس السابق مبارك.

من جهة أخرى، أثار الظهور الإعلامي المكثف خلال اليومين الماضيين للشيخ عبود الزمر ردود فعل متباينة بالشارع المصري؛ فبينما رأى البعض أنه شخص ظلم بالبقاء في السجن بعد انتهاء فترة عقوبته، اعتبر آخرون أن الزمر قاتل، ولا يجوز له الاشتغال بالسياسة بعد أن قتل الرئيس الراحل أنور السادات.

وأطلق ناشطون على موقع التواصل الاجتماعي الشهير «فيس بوك» حملات لوقف الاهتمام الإعلامي بعبود الزمر، ودعوا إلى مقاطعة أخباره.. بينما دعا آخرون إلى إتاحة الفرصة للإسلاميين لدخول الساحة السياسية المصرية في إطار المناخ الديمقراطي الذي أنتجته ثورة 25 يناير.