في اليوم الـ28 للثورة: النظام يشن حربا إعلامية ونفسية لإرباك الثوار

مصادر الثوار لـ«الشرق الأوسط»: استخدمنا سلاح الجو للمرة الأولى واعترضنا ناقلة نفط لنجل القذافي

TT

في اليوم الـ28 للثورة الشعبية التي اجتاحت مختلف المدن الليبية للمطالبة بإسقاط نظام حكمه، لجأ نظام الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي إلى شن حرب نفسية وإعلامية ضد ثوار المنطقة الشرقية التي خرجت تماما عن سيطرته، في حين استخدم الثوار للمرة الأولى سلاح الجو ضده ونجحوا في إغراق بارجتين حربيتين تابعتين لسلاح البحرية الليبية الموالى للعقيد القذافي.

وعلمت «الشرق الأوسط» أن الثوار المناهضين للقذافي نجحوا أمس في اعتراض طريق ناقلة نفط تابعة لهانيبال أحد أنجال العقيد القذافي على بعد نحو 180 ميلا بحريا شمال مدينة بنغازي.

وقالت مصادر الثوار إن الناقلة الخاصة بهانيبال القذافي وتحمل اسم «أنوار أفريقيا» كانت تحتوى على شحنة تقدر بنحو 25 ألف طن وقود لتزويد دبابات وطائرات القذافي، مشيرة إلى أنه تم أسر طاقم السفينة وأنهم محتجزون حاليا وجار التحقيق معهم وكلهم بصحة جيدة.

وأكد مسؤول بالمجلس العسكري للثوار بالإضافة إلى ضابط بسلاح الجو في قاعدة بنينا الحربية ببنغازي، أن طائرتين تابعتين للثوار؛ إحداهما من طراز «ميغ 23» والأخرى طائرة مروحية «هليكوبتر 35» انطلقتا من قاعدة بنينا في طلعتين جويتين الأولى صباح أمس والأخرى منتصف النهار وتمكنتا من قصف بارجتين، إضافة لعدد من الدبابات في مواقع المواجهة عند أجدابيا والبريقة.

ولم يصدر من العاصمة الليبية طرابلس أي نفى رسمي لهذه المعلومات، في حين قال مسؤول رسمي ليبي لـ«الشرق الأوسط» إن القوات العسكرية والكتائب الأمنية الموالية للعقيد معمر القذافي التي سيطرت أمس على مدينة أجدابيا في شرق البلاد تتجه لمحاصرة وتطويق معقل الثوار المناوئين للقذافي في مدينة بنغازي، لكن ناطقا باسم الثوار نفى لـ«الشرق الأوسط» هذه المعلومات، وقال إن القذافي يشن حملة إعلامية ودعائية لكي يظهر للعالم تقدم قواته على الأرض خلافا للحقيقة.

وفي حين وضع التلفزيون الليبي الرسمي على شريط أخباره عبارة «قادمون» من دون تقديم أي تفسيرات، زعم أن من وصفهم بقادة العصابات والمرتزقة فروا عبر الحدود المصرية - الليبية قبل سيطرة القوات المسلحة الليبية، بينما سلمت مجموعة كبيرة من الثوار أنفسهم وأسلحتهم. كما زعم التلفزيون الرسمي أيضا أن مظاهرات تأييد حاشدة خرجت في شوارع مدينة بنغازي حيث معقل الثوار بالمنطقة الشرقية لتأييد القذافي رافعة صوره ومرددة الهتافات بحياته.

لكن مسؤولا في غرفة عمليات الثوار قال في المقابل لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من مدينة بنغازي إنه ليس صحيحا أن قوات القذافي تتقدم على الطريق إلى المدينة، مؤكدا أن القذافي يشن حربا إعلامية بالشائعات والأخبار المضللة لإحباط معنويات الثوار.

وأوضح أنه تأكيدا لعدم صحة ما يردده نظام القذافي، فقد تظاهر مساء أمس نحو عشرين ألفا من سكان بنغازي أمام مقر مبنى محكمة شمال بنغازي لتأكيد ولائهم للمجلس الوطني الانتقالي الذي يترأسه وزير العدل المنشق مصطفى عبد الجليل.

وأعلن اللواء عبد الفتاح يونس رئيس المجلس العسكري للثوار أن الثوار الذين تراجعوا شرقا تحت هجمات قوات القذافي سيدافعون عن مدينة أجدابيا، معتبرا أن انسحاب قوات الثوار بضعة كيلومترات جاء لأسباب تكتيكية.

من جهته، أبلغ عبد المنعم الهوني ممثل المجلس الوطني الانتقالي لدى الجامعة العربية «الشرق الأوسط» أن الأسبوع المقبل سيكون ما سماه «أسبوع الثوار»، مؤكدا أن المناوئين للقذافي سيتجهون مجددا لاستعادة المدن التي فقدوا السيطرة عليها مؤخرا تحت وطأة القصف الجوى والبحري والبرى العنيف الذي شنته قوات القذافي بضراوة ضد مدن البريقة وأجدابيا وزوارة.