«درع الجزيرة».. صمام أمان دول الخليج

أقر في المنامة 1982 من مبدأ الأمن الجماعي المتكامل لدول المجلس

TT

تشكل قوة «درع الجزيرة» صمام أمان دول مجلس التعاون الخليجي تجاه أي اضطرابات سياسية أو أمنية يتعرض لها أحد أعضاء المجلس، وذلك انطلاقا من مبدأ الأمن الجماعي المتكامل والمتكافل لدول المجلس التي تعتمد من خلاله على الإمكانيات الذاتية للدول الأعضاء لغرض الدفاع عن كيان ومقومات ومصالح هذه الدول وأراضيها وأجوائها ومياهها الإقليمية.

وفي إطار التنسيق العسكري بين دول مجلس التعاون الذي يرجع تاريخه إلى بدايات إنشاء المجلس، وافق مجلس التعاون في دورته الثالثة التي انعقدت بالعاصمة البحرينية المنامة عام 1982، على إقرار وتشكيل قوة «درع الجزيرة» وتحديد مهامها، لتتكامل بعد ذلك هذه القوة المشتركة من جميع دول المجلس وتلتئم في مقرها بمدينة حفر الباطن شمال السعودية سنة 1985.

وأنشئت القوة في البداية من 5 آلاف رجل، معظمهم من الجيش السعودي، وتزايد عدد أفراد تلك القوة بعد ذلك حتى تعدت حاجز الـ40 ألف فرد من جميع دول المجلس.

وكانت أول مهمة تحققت على أرض الوقع لـ«درع الجزيرة» سنة 1986، بعد اجتياح القوات الإيرانية لمنطقة الفاو العراقية أثناء الحرب العراقية الإيرانية، علاوة على تصاعد التهديدات على الحدود اليمنية - السعودية.

ومع التسلسل الزمني بعد هذه الأحداث وما تبعها من اضطرابات أخرى تجلت في حرب الخليج الثانية سنة 1990 و1991، كان لـ«درع الجزيرة» فيها مواقف مشهودة، فقد حقق العمل الخليجي المشترك في المجال العسكري نقلة نوعية، حيث حددت اتفاقيات المجلس العديد من مرتكزات التعاون العسكري ومنطلقاته وأسسه وأولياته.

وفي إطار تعزيز القوات المسلحة لدول مجلس التعاون وقوة «درع الجزيرة»، أقر المجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، في العام 1995، الدراسات المتعلقة بمشروع حزام التعاون والاتصالات المؤمنة والخطوات التنفيذية لهما، حيث يهدف المشروع إلى ربط مراكز عمليات القوات الجوية والدفاع الجوي بدول المجلس آليا، إضافة إلى ربط القوات المسلحة في دول المجلس بشبكة اتصالات مؤمنة، وذلك من خلال إقامة كيبل ألياف بصرية بدأ العمل به أوائل العام 2001.

وتقوم القوات المسلحة في دول المجلس، إلى جانب قوة «درع الجزيرة»، بتمارين مشتركة ثنائية وثلاثية بحرية وجوية ووصلت إلى تنفيذ تمارين جوية مشتركة وتمارين بحرية بين دول المجلس كلها. ووحدت دول الخليج أكثر من 100 كراسة عسكرية، كما تم توحيد أكثر من 100 منهج من مناهج الدورات العسكرية المختلفة لمدارس ومراكز التدريب العسكري في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.

ويشمل التعاون العسكري بين دول المجلس مجالات عديدة أخرى من أبرزها الاستخبارات العسكرية، المساحة العسكرية، الخدمات الطبية، منظومة السلاح، الاتصالات، القوات الجوية، القوات البحرية، الأمن البيئي، الدفاع ضد الأسلحة الكيماوية، الحرب الإلكترونية، والدفاع ضد الصواريخ الباليستية.