أمين عام مجلس التعاون لـ«الشرق الأوسط»: دخول القوات الخليجية للبحرين ليس بدعة

رفض التهديدات الإيرانية وطالب طهران بالكف عن التدخل

قوات من «درع الجزيرة» خلال دخولها للبحرين أمس الأول عبر جسر الملك فهد الرابط بين السعودية والبحرين (رويترز)
TT

قال عبد الرحمن العطية، الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي: إن دخول قوة درع الجزيرة للأراضي البحرينية «ليس بدعة»، كما يعتقد البعض، مؤكدا أن هذا الأمر تم بطلب من المنامة.

ودافع العطية في تصريحات أدلى بها لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف عن استجابة دول مجلس التعاون الخليجي لطلب البحرين المتعلق باستدعاء قوة درع الجزيرة للحفاظ على الأمن والنظام على الأرض، رافضا صفة «التدخل» التي يتم الترويج لها من قبل البعض.

وقال: «إن وصول قوات درع الجزيرة يمثل خطوة طبيعية من منطلق المسؤولية الجماعية في المحافظة على الاستقرار بدول المجلس، وذلك بمقتضى اتفاقية التعاون الدفاعي المشترك».

وطالب أمين عام مجلس التعاون الخليجي طهران بالكف عن التدخل في الشؤون الداخلية لدول المجلس الست، قائلا إن الدول الخليجية لا تتدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة، بما فيها إيران، وذلك ردا على التصريحات الإيرانية بخصوص الوضع في البحرين.

ودعا عبد الرحمن العطية البحرينيين لتفويت الفرصة على الساعين لبث الفرقة، وإثارة النعرات الطائفية بينهم.

وكان العطية قد شارك في الاجتماع الذي ضم الأمير سعود الفيصل والشيخ حمد بن جاسم وزيري خارجية السعودية وقطر بالملك حمد بن عيسى آل خليفة العاهل البحريني، يوم أول من أمس.

طلائع قوة درع الجزيرة كانت قد بدأت في الوصول إلى الأراضي البحرينية، خلال اليومين الماضيين، بعد توسيع الحركة الاحتجاجية والعصيان المدني من قبل المعارضة، وهي المرة الأولى التي يتم اللجوء إليها للقوة الخليجية المشتركة منذ أحداث غزو الكويت قبل 21 عاما.

ووصف أمين عام مجلس التعاون وصول قوات درع الجزيرة بـ«الخطوة الطبيعية»، مؤكدا أن دول المجلس قد أكدت على دعمها للحوار باعتباره السبيل الأمثل لحل المشكلات، بعيدا عن إثارة النعرات الطائفية، أو استخدام العنف بين أبناء الشعب الواحد.

وكانت إيران قد صرحت على لسان وزير خارجيتها علي أكبر صالحي (الذي قال بعد تعيينه إن تطوير علاقات الرياض وطهران من أولوياته) بأنها لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء أي تدخل سعودي في البحرين.

هذه التهديدات الإيرانية واجهها عبد الرحمن العطية بالرفض القاطع، مطالبا طهران بالكف عن التدخل في الشؤون الخليجية.

وقال أمين عام مجلس التعاون الخليجي في رده على التهديدات الإيرانية «إننا ندعو مجددا لعدم التدخل في الشؤون الداخلية، سواء في مملكة البحرين أو دول المجلس، وبخاصة أن دولنا لا تتدخل في الشأن الداخلي لأي دولة، بل تركز على بناء علاقات طيبة مع كافة الدول يسودها الاحترام المتبادل، ومن ضمنها إيران».

وثمن أمين مجلس التعاون الخليجي جهود العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ومشروعه الإصلاحي الذي يقوده منذ 10 سنوات.

وتمنى عبد الرحمن العطية، الذي تنتهي فترة مهامه كأمين عام مجلس التعاون الخليجي نهاية هذا الشهر، أن يعود الهدوء إلى شوارع البحرين في القريب العاجل. ودعا البحرينيين كافة إلى الاستجابة الفورية لدعوة ولي عهد البحرين، للدخول في حوار وطني شامل تحقيقا للسلم الأهلي وحفاظا على مكتسبات بلدهم الاقتصادية والحضارية، ولمواصلة مسيرة التحديث السياسي والبناء الاقتصادي.

ودعا العطية البحرينيين للاستجابة للحوار الوطني، وذلك لتفويت الفرصة على الساعين لبث الفرقة بين أفراد العائلة البحرينية الكبيرة التي طالما مثلت نموذجا رائعا في التآلف الاجتماعي والتماسك الوطني بشهادة الجميع، وفقا لتعبير المسؤول الخليجي.

ورد أمين مجلس التعاون الخليجي على من اعتبر بأن دخول قوات درع الجزيرة للأراضي البحرينية «تدخلا» بقوله: «دخول قوة درع الجزيرة ليس بدعة، وإنما استجابة لطلب دولة عضو للمساهمة إلى جانبها في حفظ الأمن والنظام وفقا للبنود المنصوص عليها في اتفاقيات التعاون الدفاعي المشترك».

وكان وزراء خارجية الدول الخليجية (السعودية، الكويت، الإمارات، عمان، قطر، البحرين)، قد أصدروا بيانا في ختام اجتماعهم الذي عقدوه في الرياض الخميس الماضي، حذروا فيه من مغبة التدخل الأجنبي في شؤونهم، وأنهم سيواجهون أي محاولات للإضرار بأمنهم. واعتبر وزراء خارجية دول الخليج، في اجتماع الخميس الماضي، أن الإضرار بأمن أي دولة يعد إضرارا بأمن الجميع، وستتم مواجهته فورا ودون أي تردد.