انتخاب بشارة الراعي بطريركا جديدا للموارنة خلفا لصفير

الزعماء يجمعون على تهنئته.. والصرح البطريركي يستقبل سليمان وميقاتي والحريري من بين المهنئين

البطريرك الراعي محاطا بالبطريرك المستقيل صفير ومطارنة آخرين بعد انتخابه، في بكركي أمس (إ.ب.أ)
TT

في اليوم الانتخابي الرابع، قرعت أجراس الصرح البطريركي في بكركي، ومعها أجرس الكنائس المارونية في لبنان، إيذانا بانتخاب المطران بشارة الراعي (71 عاما) بطريركا على الكنيسة الأنطاكية المارونية وسائر المشرق، خلفا للبطريرك نصر الله صفير (91 عاما) الذي قدم استقالته إلى الفاتيكان في شهر يناير (كانون الثاني) الماضي، بسبب تقدمه في السن بعدما كان أمضى في كرسي البطريركية المارونية 25 سنة.

وأصبح الراعي البطريرك الـ77 في تاريخ الكنيسة المارونية اللبنانية، بعد أن كان انتخب صفير في عام 1986. وعلى الرغم من أن ترشيحه لم يكن مطروحا بقوة لتولي الموقع الديني المسيحي الأبرز لبنانيا، كان يتم تداول اسمه على أنه مرشح الفاتيكان وليس مرشح أي طرف سياسي معين، ما قد يشكل انطلاقة جيدة للبطريرك الجديد الذي لاقى وفور شيوع خبر انتخابه تأييدا واسعا من كل الزعماء والقوى اللبنانية.

وطالبت مصادر في التيار الوطني الحر، التيار المسيحي الذي كان المعارض الأول لسياسة البطريرك السابق صفير، البطريرك الراعي بأن «يعتمد ومنذ بدء مسيرته خطا وسطيا فيكون على مساحة واحدة من الجميع فلا يدير أذنا لفريق محدد ويغلق أخرى على فريق آخر». وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط»: «الخطأ الاستراتيجي الذي ارتكبه البطريرك صفير هو إعلان انحيازه وبصراحة لفريق 14 آذار ونحن نعتقد أن البطريرك الجديد قد تعلم من خطأ سلفه». وأضافت أن «المطلوب من البطريرك لم شمل الصف المسيحي والسعي مع الساعين لتحقيق المصالحة الوطنية العليا خاصة في ظل ما يتخبط به وطننا من أزمات متلاحقة تضرب أول ما تضرب الوجود المسيحي في لبنان».

وأكد رئيس تكتل التغيير والإصلاح، النائب ميشال عون من جهته، أن التكتل سيدعم عمل البطريرك الراعي آملا بأن يكون «السند الأول والحريص على تطبيق الإرشاد الرسولي»، متمنيا له النجاح في أداء مهامه الجديدة.

وكان أمين سر المجمع الانتخابي للمطارنة الموارنة المطران يوسف طوق أعلن انتخاب الراعي بطريركا بعد جلسة انتخابية انتهت إلى حصوله على ثلثي أصوات المطارنة، محددا يوم الجمعة 25 مارس (آذار) موعدا رسميا لحفل تنصيب المطران الراعي بطريركا.

وفي أول تصريح له ومن موقعه الجديد، تعهد الراعي «المحافظة على تركة البطريرك صفير» متمنيا أن يساعد «الله لبنان لكي يخرج من أزمته ولكي يدرك أن له رسالة أساسية كما قالها البابا يوحنا بولس الثاني في زمن يعيش الشرق أياما صعبة». ووجه التحية إلى «أبناء الكنيسة»، راجيا أن «يحافظوا على محبة الله والوطن الحبيب لبنان». وأعلن الراعي أن شعار خدمته البطريركية هو «شركة ومحبة» تبدأ في المجلس الأسقفي وفي الكنيسة وفي الوطن.

وفور إعلان الخبر، توالت الوفود الشعبية والرسمية المهنئة إلى الصرح البطريركي للتهنئة وعلى رأسهم رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي ورئيس الحكومة المنتهية ولايتها سعد الحريري. فأكد سليمان أن البطريرك الجديد «سيكون خير خلف لخير سلف من حيث التمسك بالثوابت المارونية والوطنية للبطريركية عبر التاريخ»، متمنيا أن «ينجح في رعاية الوطن وأبنائه من خلال بقاء الصرح موقعا وطنيا جامعا للبنانيين».

بدوره، أمل ميقاتي أن يكون البطريرك الراعي «في خدمة لبنان وتعزيز الوحدة الوطنية لأنه أساس لبنان»، معتبرا أن الراعي «مدرك لحجم التحديات على صعيد الوطن والمشرق وهو سيكون متابعا لما قام به البطريرك السابق معززا للقيم الأخلاقية».

وهنأ الحريري «اللبنانيين عموما والموارنة خصوصا بانتخاب المطران بشارة الراعي بطريركا»، أمل أن «يتمكن البطريرك الجديد من القيام بمسؤولياته الدينية والوطنية الجسام في هذه المرحلة الدقيقة التي يمر بها وطننا الحبيب لبنان والمنطقة العربية عموما، وفي الحفاظ على صيغة لبنان الفريدة في العيش المشترك والوحدة الوطنية».

وتمنى رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية، الذي لم يكن هو أيضا على علاقة جيدة للبطريرك السابق، من أن «يتمكن البطريرك من لعب الدور الحاضن لكل أبناء الرعية وأبناء الوطن كأغصان للكرمة الواحدة بمحبة ورجاء وإيمان لما لبكركي من دور وطني وتاريخي جامع في لبنان الوطن - الرسالة وفي سائر دول المشرق».

من جهته، طالب رئيس الهيئة التنفيذية في «القوات اللبنانية» سمير جعجع جميع اللبنانيين «بالالتفاف حول البطريرك الراعي والوقوف إلى جانبه للعمل من أجل لبنان»، قائلا: «بقدر ما أهنئه لا أحسده لأن لديه الكثير من العمل» مذكرا بـ«الدور الوطني الذي لعبه البطريرك نصر الله بطرس صفير في الفترة الممتدة بين عامي 1990 و2005 حيث اهتم بالموارنة طيلة 25 سنة وفي أصعب المراحل التي مر بها لبنان».