السفارة الليبية ومندوبيتها بالقاهرة بين موالاة القذافي ودعم الثوار

الأولى تحتفظ بالعلم الأخضر.. والثانية ترفع علم الاستقلال

TT

دوران متعارضان يقوم بهما مكتبان ليبيان في العاصمة المصرية، تحت راية علمين مختلفين لدولة واحدة. فهناك مقر السفارة الليبية أو «مكتب متابعة العلاقات العربي الليبي في مصر»، الكائن بضاحية الزمالك، ويمثله سفير ليبيا بالقاهرة محمود ماريا، الذي ما زال مواليا للقذافي. وهناك وفي جانب آخر من القاهرة وتحديدا في ضاحية الدقي؛ يوجد مقر مندوبية ليبيا الدائمة لدى الجامعة العربية، ويمثلها السفير عبد المنعم الهوني، مندوب ليبيا الدائم لدى الجامعة العربية، الذي استقال من منصبه وانضم للثورة الشعبية المناوئة للقذافي. حالة من القلق أصابت مقر السفارة، التي ترفع العلم الأخضر. وفي المقر يوجد السفير وتوجد أيضا سلمى راشد التي تمارس عملها من السفارة كمندوبة لبلدها في الجامعة العربية، رغم أنها من الناحية الرسمية لم تحصل على اعتراف قانوني بتمثيل نظام القذافي في اجتماعات الجامعة العربية بعد، حيث علقت الجامعة مشاركة ليبيا في الاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب السبت الماضي. ورفض عمرو موسى، الأمين العام لجامعة الدول العربية، استقبالها وقت وصولها إلى القاهرة.

وعلى الجانب الآخر تشهد المندوبية الليبية حراكا ونشاطا ملحوظا تحت علم ليبيا القديم، أو ما يعرف بعلم دولة الاستقلال، بألوانه الأحمر والأسود والأخضر. وتحول مكتب المندوبية إلى «ممثلية للشعب الليبي لدى الجامعة العربية»، وهو ما تعكسه اللافتات التي علقت على أبواب المندوبية، وإعلان أعضائها أنه لم يعد لهم أي صلة بنظام القذافي وانحيازهم الكامل للشعب الليبي في مواجهته.

وبينما يحتشد مصريون وليبيون مقيمون بالقاهرة أمام مقر السفارة الليبية بين حين وآخر في مظاهرات سلمية للمطالبة بسقوط نظام القذافي؛ تشهد المندوبية تدفقا من الطرفين لتقديم المساعدات المادية والطبية لصالح الجرحى والمصابين من الثوار الليبيين. النشاط داخل المندوبية يتم توجيهه في اتجاهات عدة، منها حشد التأييد لثورة الشباب الليبي، والدعم والمساندة المادية والمعنوية، إلى جانب جمع التبرعات لصالح المواطنين الليبيين.